مجتمع

تأبين إعلامي وإنساني لشهداء الميادين: باقون على دربهم كل من موقعه

أقامت شبكة الميادين الإعلامية، اليوم الثلاثاء، مجلساً تأبينياً إعلامياً وإنسانياً للشهداء فرح عمر وربيع معماري وحسين عقيل في العاصمة اللبنانية بيروت.

وقد شارك في المجلس التأبيني وفود رسمية وإعلامية وعدد من الشخصيات والأصدقاء، حيث قدّموا تضامنهم مع الميادينوأعربوا عن تعازيهم باستشهاد الزملاء.

وفي هذا السياق، شكر رئيس مجلس إدارة شبكة الميادين غسان بن جدو في المجلس التأبيني، الحكومة اللبنانية على تقديم شكوى للأمم المتحدة ضد “إسرائيل” على اغتيال شهدائنا.

وأعلن بن جدّو أنّ الميادين ستخصص منحة سنوية باسم ربيع معماري في التصوير والإخراج في جامعة عربية في جامعات عالم الجنوب، كما أنّها ستُخصص منحة سنوية باسم فرح عمر في جامعة عربية في جامعات عالم الجنوب.

كما أضاف، متوجّهاً إلى الإعلام في المحيط، أنّ “فرح وربيع وحسين هم شهداء وليسوا قتلى”، رافضاً التشكيك بشهدائنا أو الانتقاص من قيمة شهادة فرح وربيع وحسين.

وأكّد بن جدو أنّ الميادين “لن تتراجع عن الدفاع عن أطفال غزة وفلسطين والقضية”، وأنّ “مرجعية الميادين هي القضية الفلسطينية”.

وقال بن جدو إنّه “لا يجوز أن تُمنع الميادين في الضفة ولا يقبلها أي فلسطيني ونعرف أنّ الاحتلال يخشاها”، مشدداً على  أنّها “لم تفرق بين أبناء فلسطين في الداخل أو غزة أو الضفة ولم تعمل على فتنة”.

كذلك، توجّه بن جدو إلى الاحتلال بالقول: “إنّ الميدان بيننا”، فيما توجّه إلى أبناء الميادين قائلاً: “لا تخافوا على الميادين، هي مستمرة بي أو بغيري.. ثابتون”.

بدوره، والد الشهيدة فرح، هشام عمر، أكّد، في كلمة في المجلس التأبيني، أنّ “فرح ذهبت إلى الجنوب بإرادتها، وليس بقرار من الميادين”، طالباً من الميادين “فكّ الحزن على فرح”.

معركة قضائية مع الاحتلال

من جانبه، قال وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري، خلال كلمةٍ له في المجلس التأبيني، إنّ “إسرائيل قاتلة الإنسانية، وإجرامها حقيقة مؤكدة وهي تزداد تطرفاً، الأمر الذي يدل على فشلها”.

وأكّد مكاري أنّ لبنان “سيفتح مع دولة الاحتلال معركة قضائية بوسمها بالدولة القاتلة”، مشيراً إلى دراسة تقديم شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية.

ليلى خالد: الربيع سيرجع

بدورها، هنّأت المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، في المجلس التأبيني، أهالي الشهداء بهذه الشهادة التي “جعلت العالم كله يدرك حقيقة هذا العدو القاتل”.

وأضافت خالد أنّ “المقاومة تنتصر”، مؤكّدةً “البقاء على درب الشهداء كل من موقعه”.

وشدّدت على أنّ “درب الشهداء هو درب الحياة”، مضيفةً أنّ “الشهادة علمتنا كيف يعيش الإنسان حراً، وأنّهم هم القتلة والمجرمون”.

وبيّنت خالد أيضاً أنّ “السردية الفلسطينية انتصرت على السردية الصهيونية رغم كل هذا الدمار والدماء”، مردفةً أنّ “هؤلاء لن يكونوا على أرضنا طويلاً، فكلما ارتقى شهداؤنا تلوح بشائر النصر”.

وختمت المناضلة ليلى خالد كلمتها في المجلس التأبيني بالقول: “يمكن أن يقطعوا كل الزهور، لكن الربيع سيرجع”.

صباحي: الميادين مدفعية ثقيلة في هذا العدوان

من جهته، قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، حمدين صباحي، إنّ “الميادين التي قدمت الشهداء تتويجاً لرؤية ورأي وموقف وصورة، أكّدت أنّها ليست في موقع الحياد بين الحق والباطل”.

وشدّد صباحي على أنّ “لا حياد بين القاتل والمقتول”، وأنّ “هذه المعركة انتصرت بعدما حققنا زلزلة في كيان الاحتلال”.

وأضاف: “استعدنا ألق فلسطين وحضورها الأبي في العالم وأسقطنا مسار التطبيع”، مشيراً إلى أنّه “بفضل المقاومة والصورة الصادقة، انكشف هذا الكيان”.

وتوجّه صباحي إلى الميادين بالقول: “أثبتّم أنّكم كتيبة مقاتلة ومدفعية ثقيلة في هذا العدوان فاصبروا واحرسوا النصر العظيم الذي حققته كل المقاومة”.

كما أكّد أنّ “القضية تتجدد ببركة دم الشهداء”، موجّهاً التحية إلى شهداء الأمة، وشهداء المقاومة وغزة والباسلة الصامدة الصابرة المنتفضة، وأيضاً إلى الميادين صوتا وصورة وسلاحاً يوقظ الضمائر.

ألييدا تشي غيفارا: الميادين تدافع عن الحقيقة التي يحتاجها العالم

من جانبها، طالبت المناضلة الكوبية، ألييدا تشي غيفارا، “بالحقيقة التي تدافع عنها الميادين والتي يحتاج العالم إلى معرفتها، وكلّفت حياة 70 صحافياً مقاوماً”.

وفي كلمتها خلال المجلس التأبيني، أضافت غيفارا أنّ “الشهداء الذين ارتقوا كشفوا الحقيقة الساطعة ومكمن الإرهاب”، مؤكّدةً أنّ “الشهيدين فرح وربيع وغيرهما هم الحافز لمنع سقوط من يسعى إلى كشف الحقيقة”.

وأشارت غيفارا إلى أنّ “الدولة الصهيونية سجلت رقماً قياسياً لعدد جرائمها في تاريخ الإنسانية”، موضحةً أنّ “هذا العدو لم يقاتل المقاومين، بل انتقم من أطفال فلسطين، أي إنّه عدو لم نعرف مثله من القذارة”.

وتابعت: “يؤلمنا إفلات إسرائيل من العقاب، وذلك بدعم من الدول الأوروبية ومن الولايات المتحدة”، لكن “ما يؤلم أكثر من إفلات إسرائيل من العقاب، هو تخاذل الكثيرين حيال هذه الأحداث الأليمة”.

وشدّدت المناضلة الكوبية على أنّ وجوب أن “يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه المغتصبة وحقه في الحياة الكريمة”، وأيضاً على “ضرورة مواصلة المقاومة حتى الموت أو النصر، فالشعار سيبقى: الوطن أو الموت.. وسننتصر”.

يُذكر أنّ الميادين ودّعت، الأسبوع الماضي، الزميلين المراسلة فرح عمر والمصور ربيع معماري وسط حشد من الزملاء الإعلاميين والشخصيات والأحزاب والمحبين، وذلك بعدما استُشهدا في غارة إسرائيلية استهدفتهم في بلدة طير حرفا جنوبي لبنان.

Image

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى