الثروة الحرجية أمانة في أعناقنا
بقلم /مازن الحلواني
منذ فجر التاريخ والحروب والفقر والجوع والأزمات تتوالى وكانت الطبيعة قاسية على سكان الارياف من الثلوج والعواصف وكانوا يصمدون بأدنى مقومات الحياة.
ورغم تلك الظروف الصعبة، كان المجتمع يتعامل مع الثروة الحرجية بشكل مستدام ومدروس فكان الناس يؤمنون حطب الشتاء بطريقة التشحيل والتشذيب، مع مراعاة عدم قطع الاشجار بشكل جائر وعشوائي.
لكن في هذا الزمن، فقد أرخت الازمة الاقتصادية بثقلها على كاهل المواطنين ما أدى إلى فوضى في التعامل مع الطبيعة..
لكن هذا لا يبرر التعامل مع الاشجار ولا سيما المعمرة بهذا النوع من الإجرام من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مروراً بكل المناطق اللبنانية حيث يتم التعدي على غاباتنا وثروتنا الحرجية بشكل عشوائي دون رقيب أو حسيب ومن المؤسف أن بعض السلطات المحلية متورطة مع تجار الحطب.. وهؤلاء سيلعنهم التاريخ لما ستسببه هذه المجازر البيئية من أخطار على الصحة والسلامة البيولوجية للأرض وتأثيراتها على صحة الإنسان.
وهنا لا بد من التنويه ببعض البلديات التي قامت بتركيب كاميرات خفية وبتكليف حراس الغابات والأحراج، لمنع المخالفات والارتكابات.
وعلى الرغم من التذرع بالأوضاع الاقتصادية والعوز والحاجة إلى تأمين التدفئة، إلا أن ذلك لا يعني السماح بتمير الثروة الحرجية والغابات.. والاحساس مع الناس ليست على حساب البيئة فإن الطبيعة تعطينا بشكل مستدام فلنحافظ عليها لأجيالنا القادمة ونردع كل معتدي كي نحافظ على ما تبقى من لبنان الأخضر.