ميديا وفنون

إبنة بيروت و”صوت العرب “.. رحيل الفنانة القديرة نجاح سلام

فَقَد لبنان اليوم الفنانة القديرة نجاح سلام عن عمر يناهز الـ92 عاماً ليغيب “صوت العرب” وواحدة من “منارات” الفنّ العربي.
سلام، التي نعتْها العائلة ويُصلى على جثمانها يوم غد بعد صلاة الجمعة في مسجد الخاشقجي (بيروت)، انطبعتْ مسيرتها التي انطلقت قبل 75 عاماَ بنجاحات مبهرة استمرّ صداها رغم انكفائها، ليخسر لبنان برحيلها فنانة من آخِر الكبار الذين طبعوا الزمن الذهبي لـ “بلاد الأرز” وكانوا “أجنحتَها” في سماء نجاحاتٍ أضاءت كل العالم العربي.
سلام التي اشتهرت بأداء “ميّل يا غزيّل” و”برهوم حاكيني” والكثير من الاغاني من الزمن الجميل، وتغيب عن عمر 92 عاماً، كانت من وجوه السينما المصرية بالقرن الماضي وغنت الأغنية الشهيرة “يا أغلى اسم في الوجود” والتي غنتها أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
نحو 5 آلاف أغنية وعشرات الأفلام السينمائية، ساهمت في تكريس ريادية نجاح سلام التي بدأت مشوارها الغنائي العام 1948 ولم تكن بعد تجاوزت الـ 17 عاماً، لتُراكِم سنة وراء سنة رصيداً فنياً طبع اسمها بـ “أحرف من ذهب” رصّعته عشرات الاوسمة وشهادات التقدير إضافةً الى ألقاب استحقّتها نتيجة مواقفها الداعمة للحركات الثورية العربية ولفلسطين وقضيّتها قبل النكبة وبعدها وللمقاومة اللبنانية ضد اسرائيل، وبينها لقب “المطربة الفدائية” و”مطربة العروبة” و”صوت العرب”.
سلام، التي غنّت لبنان واشتهرت بأعمال مثل “ميّل يا غزيّل” و”برهوم حاكيني” و”حوّل يا غنام” والكثير من الأغنيات من الزمن الجميل، لم تبخل بصوتها الذي قدّم لمصر “يا أجمل إسم في الوجود يا مصر” ولسورية “سوريا يا حبيبتي” وللجزائر “محلى الغنا بعد الرصاص ما تكلم” وغيرها من الأغنيات للعديد من الدول العربية التي بادلتها الوفاء إما بمنحها الجنسية كما فعلت مصر، أو بتقليدها الأوسمة ومنها “الإخلاص والشرف” من سورية، و”جوقة الشرف” من فرنسا، ومفتاح “مدينة نيوجرسي” و”الأوسكار العربي” من أميركا، وشهادة مجمع اللغة العربية – الجامعة العربية في القاهرة (شهادة لم تُمنح لسواها من مطربي ومطربات الوطن العربي) ووسام “الشهيد” من الجزائر وغيرها من دروع التقدير وشهادات الوفاء.
ورثى الرئيس تمام سلام الفنانة الكبيرة قائلاً: “مع وفاتها انطوت صفحة من تاريخ الفن والغناء في عالمنا العربي”.
وقال في بيان: “تألّقت وبرق نجمها في مرحلة غنية بالفن والفنانين الكبار، أمثال عبد الوهاب وأم كلثوم وأسمهان وفريد الأطرش وصباح ووديع الصافي وغيرهم مِمّن تركوا بصمات بل وتراثاً غنيّاً تراكم كنزاً ثميناً في عالم الفن والغناء على مدى عقود عديدة”.

وأضاف: “نحن آل سلام نعتزّ ونفتخر بما حقّقته نجاح بين أقرانها في سنوات العز والعنفوان والتألُّق العربي”، واصفاً إيّاها بـ”النجمة المضيئة في هذا الزمن الرديء، ولكنّ نورها سيبقى بريقاً مشعّاً في تاريخ الفن والغناء العربي الأصيل”.

كما نعاها الرئيس سعد الحريري قائلاً: “رحم الله الفنانة القديرة نجاح سلام، وأخلص التعازي لعائلتها ومحبيها”.
لبنان، الذي كان كرّمها مرات عدة حيث نالت وسام الإستحقاق الوطني اللبناني المذهّب و”وسام الأرز من رتبة كوموندور”، فأبى إلا أن يردّ التحية لها في 2015 بأعلى صوت حين أقام لها حفل تكريم حاشداً رعاه وحضره وزير الثقافة وجهات رسمية لبنانية وعربية وسط حضور شعبي كثيف، وهو التكريم الذي وصفته سلام بأنه “الأهمّ في مشوارها الفني” لأنه جاء من جهة فنية – موسيقية – غنائية هي الأعلى في وطنها لبنان (المعهد الوطني العالي للموسيقى).

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى