تحالف أرسلان – التيار على مذبح تفاهم… جبران – تيمور
كما لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يزور تيمور جنبلاط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في منزله باللقلوق بعد حادثة قبرشمون الأليمة، فإن اشد المتفائلين لا يمكن أن يتصور التقارب الحاصل على ضفة التيار الوطني الحر ممثلا برئيسه النائب جبران باسيل والحزب الاشتراكي ممثلا بالنائب تيمور جنبلاط، حيث تفيد المعلومات ان مأدبة صهر ال جنبلاط جوي الضاهر التي جمعت باسيل ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط نجحت في احداث خرق ايجابي على ضفة اللقلوق – المختارة، رغم كل المعارك السياسية السابقة بين الجانبين، وهنا يسجل لداليا جنبلاط وزوجها مساعيهم الحثيثة لانجاح هذا التقارب.
وبحسب المعلومات فإن باسيل بات يدرك جيدا ان المستقبل السياسي هو للنائب الشاب تيمور جنبلاط الذي سيتولى بعد أسابيع قليلة زمام القيادة الحزبية بعد الكتلة النيابية، ما يخوله رسم تحالفات سياسية تتوافق ونظرته السياسية، والتي يبدو انها تتقاطع مع باسيل عند اكثر من محطة وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي.
بالمقابل يدرك جنبلاط الاب ومن خلفه نجله تيمور ان باسيل هو اكثر القيادات المسيحية التي لديها استمرارية، وبالتالي فان التحالف مع باسيل له مكاسب كبيرة سياسيا وانتخابيا، خصوصا وان هناك الكثير من الدوائر الانتخابية المشتركة لا سيما في عاليه والشوف، ما يشكل حافزا لجنبلاط كي يذهب نحو تحالف مع باسيل وتياره.
لكن هناك من يرى في هذا التقارب المستجد بين التيار والاشتراكي بأنه سينعكس سلبا على حلفاء الجانبين وان بنسب متفاوتة، فحجم خسارة القوات اللبنانية من فك التحالف مع الاشتراكي، ستكون اقل وطأة من الخسارة التي سيمنى بها حليف باسيل النائب السابق طلال أرسلان الذي سيكون في اي استحقاق انتخابي قادم بدون حليف مسيحي في الجبل، بعد ان يكتمل عقد التحالف بين التيار والاشتراكي، ما يعني ان تحالف أرسلان – باسيل سيكون على مذبح التفاهم بين جبران باسيل وتيمور جنبلاط، وكذلك الأمر بالنسبة للقوات اللبنانية التي لا يمكن ان تجتمع في تحالف سياسي مع أرسلان او الوزير وئام وهاب نظرا للخلاف السياسي العميق بين الفريقين.
وعليه فإن عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية ستشكل أولى إشارات المشهد السياسي المقبل، بعد انفراط عقد التحالف بين التيار وحزب الله ومن خلفه حلفائه على الساحة الدرزية.