موفد قطر إلى لبنان: جولة استطلاعية تحت مظلة السعودية
في حين أشارت معلومات إلى أن الموفد القطري يحمل مبادرة رئاسية، أوضحت مصادر مطلعة على لقاءاته لصحيفة “الشرق الأوسط” أن الإستحقاق الرئاسي كان محور إجتماعات الوزير القطري لكن لا يمكن الحديث عن مبادرة رئاسية، لا سيّما أنه لا يحمل طرحاً جاهزاً، بقدر ما هي زيارة إستطلاعية لمواقف الأفرقاء قد تكون تمهيدًا لخطوة ما في المرحلة المقبلة.
فيما كتبت صحيفة “الأخبار” أن الثابت الوحيد الذي يُمكِن استخلاصه من المباحثات، هو محاولة قطر تكريس دورها المحوريّ كعرّاب لتسويات رئاسية، تكراراً لتجربة العام 2008 التي أدّت إلى انتخاب قائد الجيش السابق ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أن الموفد القطري لا يملك مشروعاً رئاسياً مستقلاً عن المملكة العربية السعودية، وكل كلامه يبقى ضمن الكادر السعودي والكلام الديبلوماسي الذي قاله الممثل القطري في باريس خلال الاجتماع الخماسي، إلا أن القطري يملِك قدرة على التحرك بهامش أكبر باعتبار أن لديه مساحة حركة أوسع مع الأطراف المؤثرين خارجياً وداخلياً.
واعتبرت المصادر أن الملف الرئاسي وضع على المسار الصحيح والأجواء أفضل من السابق، ما قد يساهم في التوصل إلى نتائج معينة.
بدأ وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد بن عبد العزيز الخليفي جولته امس على المسؤولين الرسميين والسياسيين في مهمة تتصل باستحقاق انتخاب رئيس للجمهورية من دون أن يصدر عنه أي موقف علني بعد، علماً أنه سيستكمل جولته اليوم. وقد استهل الخليفي جولته امس بزيارة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السرايا في حضور السفير القطري إبراهيم عبد العزيز السهلاوي.
وشدد ميقاتي خلال اللقاء على العلاقات الوطيدة التي تربط لبنان بقطر على المستويات كافة، مشيداً بالمساهمات القطرية في مساعدة لبنان على تجاوز الصعوبات التي يمر بها سياسياً واقتصادياً، وجدد التقدير لدعم قطر الجيش اللبناني في هذه المرحلة العصيبة بما يمكّنه من القيام بمسؤولياته. كما عرض ميقاتي الوضع الراهن في لبنان والجهود التي تبذلها الحكومة في معالجة الملفات الطارئة وفق ما يتيحه الدستور في مرحلة تصريف الاعمال، وجدّد التأكيد أن مدخل الحل للازمات التي يعاني منها لبنان يكمن في انتخاب رئيس جديد في اسرع وقت.
ثم زار الخليفي والوفد المرافق عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، في حضور السفير القطري في لبنان. وجرى البحث خلال اللقاء في الاوضاع العامة وآخر المستجدات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين لبنان وقطر وسبل تعزيزها وتطويرها.
وانتقل الموفد القطري الى دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وجرى خلال الاجتماع عرضٌ للأوضاع العامة وتأكيد أهمية استقرار لبنان ووحدته.
والتقى الخليفي ايضا وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في قصر بسترس. ووصف بو حبيب زيارة الوزير القطري بـ”الاخوية”، خصوصاً أن قطر “قريبة جداً من لبنان ولم تتركه”. وقال: “خلال اللقاء تبادلنا الآراء، وسيقوم الوزير الخليفي بزيارات الى كل السياسيين اللبنانيين وكذلك الى رجال الدين للإطلاع على الوضع اللبناني واستمزاج الآراء”.
وزار المسؤول القطري ايضا رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في الصيفي، الذي قال بعد اللقاء: “حدّدنا الثوابت الأساسية التي لا يُمكن أن نتنازل عنها، ولا نقبل برئيس جمهورية خاضع للسلاح ولا يفهم بالإصلاح والاقتصاد إنمّا نريد رئيساً تبعاً لدفتر شروط رئيس سيادي قادر على إعادة ربط لبنان بمحيطه العربي”.
ورأى الجميل ان “عامل الوقت مهم ولم نتطرق اليوم في اللقاء مع القطريين إلى أسماء، ولا يُمكن أن نقبل “بشو مكان” كرئيس خلال السنوات الست المقبلة”.
ولفت الى ان “الوفد القطري يستمزج الآراء في محاولة لفهم الواقع اللبناني، وهم يضعون أنفسهم بتصرف لبنان لمساعدته بتنسيق تام مع السعودية ودول الخليج”. وقال رداً على سؤال: “مَن قال إن هناك مبادرة فرنسية في موضوع سليمان فرنجيه؟ فالفرنسيون على تواصل مع الجميع، واليوم لم ندخل في طرح الاسماء للرئاسة”. وأشار الى ان “فرنجيه حليف للنظام السوري ولحزب الله منذ 40 عاما، والضمانات التي يريد ان يقدّمها سبق ان قدمها الرئيس عون في الـ2016”.
كما التقى الموفد القطري رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد.
وفي السياق، يستقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب الموفد القطري، الساعة الثانية عشرة والنصف ظهر اليوم الثلثاء.