انتخابات

أسماء شبابيّة تستعدّ لانتخابات طرابلس في وجه “التوريث السّياسي”

في حين تشهد طرابلس إستعدادت وتحضيرات إنتخابية باتت على كلّ شفة ولسان، تتحدّث عن عزوف نوّاب وسياسيين في الترشّح للإنتخابات النّيابية المقبلة وفي تبنّي ترشيح أبناءهم مكانهم بما يشبه “التوريث السّياسي”، تنشط شخصيات شبابية في هذا المجال، وهي بدأت التحرّك تمهيداً لترشّحها للإستحقاق الإنتخابي المقبل.

عضوا “كتلة المستقبل”، النائبان محمد كبّارة وسمير الجسر، هما الإسمان الأبرز اللذَين يتردّد أنّهما لن يترشّحا للإنتخابات النّيابية المقبلة في طرابلس، لتقدّمهما في العمر، وأنّ الأول ينوي ترشيح نجله كريم كبّارة مكانه، بعدما كان إسمه قيد التداول قبيل إنتخابات العام 2018، لكنّ تمسّك الرئيس سعد الحريري بكبّارة الأب بسبب التنافس الكبير الذي شهدته إنتخابات ذلك العام، دفع كبارة الإبن إلى الإنسحاب؛ أمّا الجسر، فنُقل عنه أنّه لن يترشّح للإنتخابات المقبلة بشكل نهائي، في حين يحضّر نجله غسان نفسه للترشح مكانه.

مقابل ذلك، تشهد السّاحة الطرابلسية “فورة” ترشيحات مُفترضة على منصّات وسائل التواصل الإجتماعي، لجهة إعلان شخصيات شبابية عديدة نيّتها الترشّح وخوض الإنتخابات المقبلة، في محاولة منها ـوفق قولهاـ لتجديد دم الحياة السّياسية في المدينة، وترى أنّ الفرصة مناسبة هذه المرة للقيام بذلك لكسر إحتكار طبقة سياسية وعائلات وبيوتات معيّنة تمثيل المدينة في الندوة البرلمانية، إنطلاقاً من أنّ القانون الإنتخابي الحالي القائم على النسبية والصوت التفضيلي يساعدها في تحقيق هذا الهدف، كما أنّ “الحَراك الشعبي” الذي انطلق في 17 تشرين الأوّل 2019 ما تزال ناره كامنة تحت جمر المدينة الغارقة في أزمات الفقر والحرمان.

أبرز هذه الوجوه الشبابية ظهرت في الإنتخابات النيابية الفرعية التي جرت في طرابلس في 14 نيسان 2019، والتي أسفرت عن فوز ديما جمالي بالمقعد النيابي بعد الطعن الذي تقدّم به مسؤول فرع جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية (الأحباش) في الشّمال، طه ناجي، لدى المجلس الدستوري في نتائج إنتخابات 2018 التي حرمته الفوز بالمقعد.

يُعتبر يحيى مولود أبرز هذه الأسماء، فهو بعدما كان ترشّح في دورة إنتخابات 2018 على لائحة “كلنا وطني” وحاز حينها 909 أصوات تفضيلية، عاد وترشّح مجدّداً في الإنتخابات الفرعية واحتل المرتبة الثانية خلف جمالي بنيله 3295 صوتاً تفضيلياً، مقابل جمالي التي حصلت على 19387 صوتاً تفضيلياً برغم الحشد السّياسي الواسع الذي التفّ حولها ودعمها، ومجيء الحريري بنفسه إلى طرابلس حيث أشرف على الإنتخابات شخصياً منعاً لحصول أي مفاجئة محتملة.

الأصوات التي حصل عليها مولود حينها اعتُبرت بنظر كثيرين خطوة تأسيسية له سوف تساعده في خوض الإنتخابات المقبلة بشكل أفضل، إنطلاقاً من إمتلاكه قاعدة شعبية صوّتت له لم يستطع نواب سابقون ومرشحون كثر غيره إمتلاكها. وكذلك الأمر بالنسبة للإعلامي عمر السيّد الذي خاض الإنتخابات الفرعية عامها ونال 2240 صوتاً تفضيلياً، ما اعتُبر مفاجأة غير متوقعة، وشكّلت دافعاً له لخوض الإنتخابات المقبلة باندفاع أكبر.

من بين هذه الأسماء أيضاً مالك مولوي، أحد أبرز مسؤولي “حزب سبعة” في طرابلس والشّمال، وهو كان ترشّح في دورة إنتخابات 2018 وحاز حينها 299 صوتاً تفضيلياً فقط، وعلى الأرجح سيترشح ومرشحَين آخرَين عن الحزب في الإنتخابات المقبلة، بعد أن أثبت حضوره في الشّارع منذ الأيّام الأولى لحَراك 17 تشرين.

إضافة إلى هؤلاء، يبرز إسم عربي عكّاوي، نجل مؤسّس المقاومة الشّعبية خليل عكاوي الذي اغتيل في 9 شباط 1986، منطلقاً من قاعدة شعبية وتعاطف واسع معه في منطقة باب التبّانة، مسقط رأسه، التي تُعدّ أكبر أحياء طرابلس وأشدّها فقراً وبؤساً، وخزّاناً إنتخابياً لأغلب القوى والأحزاب السّياسية الذين يستعينون بها عند الحاجة، وتحديداً في المهرجانات أو في الإنتخابات، كونها تشكّل رافعة لهم، والتي كان ترشّح منها كثيرون للإنتخابات النيابية سابقاً، لكنّ النّائب السّابق وعضو المكتب السّياسي في “تيّار المستقبل” مصطفى علوش وحده الذي حالفه الحظ من بينهم في دورة إنتخابات 2005.

إضافة إلى إرث والده وحثّ كثيرين من فاعليات باب التبّانة عكّاوي على خوض الإنتخابات من باب الوفاء لوالده، وحقّهم في أن يمثّلهم نائب من منطقتهم، فإنّ عكّاوي يملك أيضاً تجربة خوض الإنتخابات البلدية مرّتين، في إحداهما حالفه الحظ وفاز بعضوية المجلس في عام 2010 بعدما احتل المرتبة الأولى بين المرشحين بحصوله على 20711 صوتاً.

غير أنّ الإنتخابات النّيابية المقبلة في طرابلس تواجه، وفق مراقبين، “مشكلة حقيقية يُنتظر أن تتبلور أكثر في المرحلة المقبلة”، تتمثّل حسب ما أوضحوا لـ”أحوال” بأنّ “الأسماء القديمة من نواب ومرشحين باتت مستهلكة ولم تعد قادرة على استقطاب جمهور شبابي جديد، كما أنّ الأسماء الجديدة من المرشحين لا تبدو بأغلبها مقبولة ولا مقنعة من الأوساط الشعبية في المدينة”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى