سياسة

المرتضى: التطبيع الحقيقي يكون باسترجاع الحقوق لا للتسليم بالإحتلال

 أعلن وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى أنه “مع التطبيع الموافق للطبيعة والذي يكون بإعادة الأمور إلى طبيعتها، أي باجتثاث الاحتلال الاسرائيلي وتحرير الأرض”.

كلامه جاء خلال رعايته وافتتاح فعاليات مهرجان منصة “لمة” في قصر الاونيسكو بحضور مؤسس المنصة الدكتور محمد ياسر عمرو والامانة العامة لمؤتمر فلسطيني الخارج المناضل  والمفكر الفلسطيني منير شفيق وحشد من الشخصيات والهيئات السياسية والثقافية والاجتماعية والأدبية الفلسطينة إضافة إلى منظمي منصة “لمة” في لبنان وفاء بهاني ومهند سامر.

وكان للمرتضى كلمة جاء فيها: “أنّها لمّةٌ لبثّ الوعي، إنّها لمّةٌ ضدّ التطبيع
وبمناسبتها أكرر أمامكم موقفاً سبق لي أن أعلنته كوزيرٍ للثقافة في الجمهورية اللبنانية: أنا أدعو إلى التطبيع وأقطع جزماً ويقيناً أنّه لا مناص من التطبيع.
والتطبيع لغةً هو جعلُ الأمرِ موافقًاً للطبيعة. أمّا الإحتلال الاسرائيلي فهو مخالفٌ للطبيعة مناقضٌ للقيم الإنسانية ومجافٍ للشرائع الدولية والحقوق الوطنية والقومية،
لذلك، فإنّ التطبيعَ الحقيقيَّ، الذي أدعو اليه، والذي أرى أنه لا محيد عنه، يكونُ بإعادة الأمور إلى طبيعتِها، أي بإجتثاث الاحتلال وتحرير الأرض واسترجاع الحقوق، فلا للتسليم بالإحتلال أو لتسويق العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه”.

أضاف:”مذْ كنا صغاراً استولت فلسطين على أحلامنا.. تسلّلت إلينا من بين المواجع، أدمنتْ حضوراً في العقلِ والقلبِ والمفاصل.. لكنّ فلسطين لا تمثّل حُمّى المرض، هي حُمىّ الوعي في طول الطريق وبعد المسافة وفي هذا الخضمّ الذي يغور فيه الشرق وتذوي فيه المذاهب.. منذ ما يقرب من قرنٍ من الزمن وفلسطين القضية والشعب والمآل تختصر كل التاريخ في هذه المنطقة، وتدور كلُّ حلقات السياسة حولها وفيها ومعها فما من شاردةٍ وواردةٍ الاّ ولفلسطين علاقةٌ بها وما من جرحٍ الا وهو مفتوحٌ على جراحاتها وآلامها، وحتى مواسم الفرح باتت مواسمها، وإذا زغرد في الجنوب اللبناني سلاح، وارتفعت الهام في كل ناح فالوجهة فلسطين والقِبلة فلسطين”.

وتابع: “يقولون لنا “لماذا نكون ملكيين أكثر من الملك” ؟؟فبعض من ينتمي الى فلسطين قد تناساها!!!.. وقضيتها قد أصبحت في عداد الأموات..!! يقولون هذا لكن فلسطين القضية عصية على الموت …. أمّا الدليل الساطع على حياتها فيدُ فتاةٍ في حيّ الجرّاح أو زغردةٌ لبندقيةٍ من شيخْ، أو انتفاضةُ معتقَل أو شابٌّ يقف حاملاً كل عزم أهلها ثمّ يهرول- مقتحماً- الى الجنة..”

وقال: لذلك كنت أردد مع نفسي في دواخلها ومع من عاش عمق الإنتماء للوطن وللقضية وللحرية، بأن فلسطين دائما تبقى هي المطهر، وأننا كأفراد وكجماعات وكمكوّنات نتطهّر ونطهر عندما ندنو من فلسطين”.

أضاف: “أيها الأحبة هذا ليس كلام الشعر ولا هي أحلام المرهقين الذين يهربون الى الكلمات حين يصدمهم الواقع بكمائنه وأحداثه.. بل هي الحقيقة السياسية الأنصع والأكثر حضورا في المنطقة مهما قامت من حولنا التهاويل، وضربت من حولنا الأحابيل.. إنه التاريخ وكذلك الجغرافيا التي تأبى أن تكون كنيسة القيامة وأن تكون اولى القبلتين في قبضة شذّاذ الآفاق ومزوّري التاريخ..لذلك فإنني عندما ألمح صورة ذلك الفتى الشهيد الذي كان يقبض على حجره ويواجه ” الميركافا” وجها لوجه ويصرع تطوّرها قبل أن يُصرع .. كنت أتصفّحُ في وجهه مساراتِنا وغاياتنا، وفي الوقت نفسه أقرأ في وجهه وجوه فتية فلسطين وشبابها وشيبها وفتياتها وأمهاتها .. وأُمعن في ثقل المسؤولية الملقاة على هذا الشعب الذي اجتمعت عليه شعوب الدنيا كما تجتمع الأكلةُ على قصعتها وظلّ صامداً أبيّاً يشتعل بين المرحلة والأخرى فيوقد لهيب القضية التي أراد معظم من في الارض انهاءها وأبت على كل الظالمين.. ومسؤوليتنا جميعاً أن نحفظ القضية لتبقى مشتعلةً وحيّة من خلال حفظ الهوية وتعليم كلّ طفل فلسطيني يولد في الشتات، أينما كان هذا الشتات، أن جذوره في فلسطين وهويته فلسطين وقبلته السياسية فلسطين.. فالمعركة الأخطر مع الصهاينة هي المعركة الثقافية ونحن عازمون على هزيمتهم في هذا الميدان بدوره بأن نمنعهم من أن يستولوا على التاريخ حتى لا يستولوا على الحاضر ويسرقوا المستقبل.”

ولفت الى أن “ما يعيشه كل شعب في تراكماته التراثية يمثل هويته التاريخية كما يحمل جيناته الابداعية التي لا غنى عنها .. وما نعيشه من هذا التراكم في فلسطين في التراث الفلسطيني والهوية الفلسطينية الممزوجة بكل تلاوينها العربية والاسلامية والمسيحية والانسانية دليل على تلك الحضارة الضاربة جذورها في التاريخ والتي تأبى الانسلاخ والبيع والضياع..”

وشدد:”على الأشقاء الفلسطينيين في الشتات أن يتمسكوا في كل مفردات وتلاوين وملامح هذه الهوية وهذا التراث، أن يعيشوا الفولكلور الفلسطيني في مناسباتهم، وأن لا تغيب القضية والقدس عن فنهم التشكيلي، وأن يعيشوا في روح الريف الفلسطيني في عجينه وتنّوره وخبزه وملحه.. أن يحيوا سهريات نابلس وحيفا واللد وصفد وجنين وكل الأسماء الأخرى من أسماء مدنهم وقراهم التي هي منارات في الوعي ومزارات في الفكر.. عليهم أن يقصّوا على أولادهم حكايات جدودهم عن فلسطين وأن يعيدوا كل تواشيحها والعتابا  وأناشيدها والأهازيج.. الحلوى الفلسطينية والأكلات والطبخات المميزة بنكهتها المزوجة  بعبير العزة عليهم أن يجعلوها تنطق في مطابخهم وباحاتهم وفي كل مكان ينزلون .. الزيتون الفلسطيني الأشهر والأطهر في العالم وزيته الذي يرشح من شجرة مباركة عليهم أن قدّموه على موائد الوعي قبل موائد الطعام.. عليهم أن يقيموا المعارض لهذا التراث المزدحم بعبق التاريخ، وأن يحافظوا على تلك العادات التي تجعل لهم سيما مميزة وبصمة مختلفة، وعليهم أن يعلّموا أولادهم أن يعلموا أحفادهم كيف يقرأوا في كتاب فلسطين كله.. عليهم أن يحملوا بأيديهم صور العملة الفلسطينية الاولى.. وأن يمرجحوا لنا بالكوفية التي لا يوجد رمز للحرية في العالم يدانيها.. أما المفاتيح التي تزّين أيدي آباءهم وجدودهم”.

وختم: “هذه التي أراها في الشاشات تلمع في التاريخ وتطل على الحاضر، عليهم ان يطوفوا بها العالم وأن يظهروها حيثما كانوا وأن يقولوا لكل أمم الأرض: سنرجع قريباً محررِّين لنزرع قبلة الأحرار على خد أُمِّنا فلسطين، اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين.”

وتسلم المرتضى  من الدكتور عمرو درعاً تقديرياً عربون إحترام لرعايته الفعالية ودعمه نشاطاتها.

وشارك في فعالية مهرجان منصة”لمة” التي تقام لاول مرة في بيروت كوكبة من الفنانين من الوطن العربي والعالم منهم الموسيقار جهاد عقل ومحمد هباش المسرحي غنام غنام الاعلامي والفنانة ياسمين رجوب والعازف احمد الاسود والحكواتية سارة القصير والكاتب نزيه الاحدب واحمد ياسين ورائد قطناني الفنان الدكتور علاء اللقطة والفنانة فاطمة مشعلة والمتحدثون عبدالله خلف وعامر درويش وفرقة جفرا. كذلك أقيم على هامش الفعالية معرض الفن التشكيلي ضم لوحات  لفنانين من فلسطين تحكي قضيتهم.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى