منوعات

الساعات الأخيرة تحسم الجدل حول الاستشارات الحكومية

"الثنائي" على خط التوافق ولقاء مرتقب بين الحريري والخليلين

على وقع انعقاد أولى جلسات التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الإسرائيلي في الناقورة، تتجه الأنظار إلى قصر بعبدا غداً الأربعاء حيث موعد الإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس تشكيل الحكومة، وسط لقاءات واتصالات مكثفة بين القوى السياسية للتوصّل إلى تفاهم حول تكليف المرشّح الوحيد حتى الآن الرئيس سعد الحريري، على أن تكون الساعات القليلة المقبلة حاسمة على هذا الصعيد.

تأجيل الاستشارات لبضعة أيام

أفادت المعلومات أنّ التكليف تعثّر في الساعات الأخيرة للمفاوضات، ما يرجّح تأجيل الاستشارات بضعة أيام لمزيد من التشاور. بالمقابل، أشارت معلومات أخرى إلى أنّ الاستشارات ستجري في موعدها غداً إلا إذا طلب الحريري ورئيس المجلس النيابي من رئيس الجمهورية تأجيلها؛  فيما علم “أحوال” أيضاً أنّ الحريري لن يزور بعبدا الليلة.  وأشارت مصادر 8 آذار لـ”أحوال” إلى أنّه لا قرار نهائي بين أطراف وقوى المقاومة حيال تكليف الحريري حتى الساعة، بانتظار نتائج المشاورات.

الحريري واللقاء التشاوري

كشفت مصادر مطّلعة على المشاورات القائمة لـ”أحوال”، أنّ لا شيئ محسوم حتى الساعة والاتصالات واللقاءات مستمرة مع عدم استبعاد المصادر احتمال التوصل إلى توافق مساء اليوم على تكليف الحريري في استشارات الغد بدعم كتل: المستقبل والتنمية والتحرير واللقاء الديموقراطي والمردة وميقاتي والطاشناق والنواب المسيحيين المستقلين أي بحاصل 60 نائباً، ويرتفع إلى ما فوق ال 70  في حال صوّتت كتلة الوفاء للمقاومة وبعض الحلفاء للحريري. فيما علم “أحوال” أنّ وفد المستقبل زار اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين في منزل النائب فيصل كرامي في بيروت وعرض رؤيته لعملية الإنقاذ التي تحملها مبادرة الحريري؛ وفيما استوضح اللقاء التشاوري من الوفد مقاربته للسياسة الاقتصادية والمالية، لم يسمع أي أجوبة مقنعة؛ فربط اللقاء التشاوري تصويته للحريري بأجوبة جدية على الأسئلة والاستيضاحات والشروط التي وضعها.  وأكد عضو اللقاء النائب وليد سكرية لـ”أحوال” أنّ اللقاء لم يعِد وفد المستقبل بالتصويت للحريري بل “وضعنا شروطنا وإذا تحققت نبني على الشيئ مقتضاه بعد التشاور مع الحلفاء.”

وعلم  “أحوال”  أنّ ثنائي أمل وحزب الله دخلا بقوة على خط التوافق لتأمين أوسع دعم سياسي ونيابي للحريري وللحكومة المقبلة، لكن الأمر يتوقف على تسهيل الحريري لنفسه وعلى البلد؛ فالتمسك بالشروط السابقة لن يؤدي إلى حل بل سيقابله تصلّب من الكتل النيابية الأخرى التي تطالب جميعها بتسمية ممثليها في الحكومة العتيدة.

لقاء مرتقب بين الحريري والخليلين

في هذا السياق، علم “أحوال” أنّ لقاءاً حاسماً سيُعقد خلال الساعات المقبلة بين الحريري و المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، للإطلاع على رؤية الحريري وحصيلة اللقاءات التي أجراها وفد المستقبل، ولوضع النقاط على حروف التكليف والتأليف وعلى المرحلة المقبلة.

التنمية والتحرير

وأكدت كتلة التنمية والتحرير بعد اجتماعها اليوم أنّها ستشارك في الإستشارات دون ذكر اسم المرشح الذي ستمنحه أصواتها، لكن مصادر الكتلة لفتت لـ “أحوال” أنّها تتجه لتسمية الحريري في حال حصلت الإستشارات، فيما سيُتخذ القرار النهائي لكتلة التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة صباح الغد الأربعاء وهذا متوقف بحسب المصادر على قرار الحريري النهائي في حال استمر التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية برفض تسميته.  ولفتت المصادر إلى أنّ المثياقية المسيحية ليست عقدة في ظل وجود نواب مسيحيين آخرين سيصوتون للحريري، مرجّحة فوز الحريري بأغلبية راجحة؛ مستدركة من جهة أخرى، أنّ الاتصالات مستمرة مع الحريري على مرحلة التأليف والبرنامج الاقتصادي، وبالتالي تكليفه مرتبط بما ستفضي إليه مشاورات الربع الساعة الأخير، لأنّ الاتفاق المسبق على التأليف يسهّل ولادة الحكومة لكسب الوقت. وجددت المصادر التأكيد على أنّ الكتل النيابية ستسمي ممثليها في الحكومة من الاختصاصيين وغير الحزبيين بالتشاور مع الرئيس المكلّف.

التيار لن يسمّي الحريري 

أما على صعيد التيار الوطني الحر، فلم تفضِ المشاورات على خط بيت الوسط – ميرنا الشالوحي عبر وفد المستقبل إلى تفاهم بينهما، ما سيدفع بكتلة لبنان القوي إلى عدم تسمية الحريري وتسمية مرشح آخر أو وضع أصوات التكتل في عهدة رئيس الجمهورية، لكن ذلك لن يؤدّي بحسب المصادر إلى نزع الشرعية أو الميثاقية المسيحية عن الحريري الذي يمكن أن يكلّف بلا أصوات التيار والقوات اللبنانية التي أعلنت أنها لن تسمي رئيس المستقبل.

الإشتراكي: لا اتفاق حتى الآن

على صعيد الحزب التقدمي الإشتراكي، أشار القيادي في الحزب ظافر ناصر لـ”أحوال” إلى أنّ الاتصالات بين المستقبل ورئيس الحزب وليد جنبلاط عبر النائب وائل أبوفاعور مستمرة منذ يومين؛  فجنبلاط بحسب ناصر لا يحصر الموضوع بمسألة حقيبة أو وزارة بل بالمنطق السياسي. “نحن على موقفنا من تأليف حكومة إنقاذية للوضع الاقتصادي والمالي لكن ليس برئاسة سياسي بل اختصاصي وهذا الأمر لا ينطبق على الحريري، إلا إذا عدنا إلى القواعد والأصول الدستورية لتأليف الحكومة.

وأجرى الحريري إتصالاً بجنبلاط بعد اجتماع اللقاء الديمقراطي. وتناول الاتصال الإستحقاق الحكومي، وكان إيجابياً وسادته الصراحة. وعُلم أن كتلة “اللقاء الديمقراطي” ستسمي الحريري في الإستشارات.

 

 

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى