حقوق

حياة مرشاد بين النساء الأكثر تأثيراً في العالم وهذا ما كشفته لـ “أحوال”

في وقت تسعى بعض النساء للإنجرار وراء تسليع جسد المرأة والمتاجرة به، جاهلات بذلك لقيمة وذات؛ ينتج لبنان نساءً مكافحات لحقّهن وواجباتهن. بل صرخات حقّ تعلو  على لسانٍ مدركٍ، واعٍ، مقاومٍ لتنميط المرأة، واحقاق حقها في مجتمع تتسيّده الذكورية، وتقيّده عادات وثقافات لا تشبه يومنا هذا.

أصوات تصدح لمحاربة الجندرية، والتمييز العنصري؛ الزوجة، الابنة، والأم؛ كلّ منهن تستحق. في وطن نسي وتناسى حقوق مواطنيه، متخبطاً بين أرجل أخطبوط فاسد لسلطة قدمت مواردها البشرية دروعاً، واضعة أناسها في الصفوف الأمامية مقاتلين ومقاتلات في حرب أصبح الانتصار فيها حلماً؛ حسناً؛ ربما. ليس للجميع؛ فبعض النساء تسعين جاهدات لتحقيق حلمهن وانتصارهن من خلال نشر الوعي ودعم النساء في وطنهن، وتمكينهن من الإقرار بحقوقهن، والمحاربة لإقرار قوانين لحمايتهن. حياة مرشاد، الناشطة النسوية من مؤسسات منظمة (Fe-Male)، إحداهن.

مرشاد : لجمعية Female والنساء المكافحات الفضل

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Hayat Mirshad (@hayatmirshad)


حمل الإثنين خبراً سعيداً لنساء لبنان؛ إذ حقّق هذا البلد المنكوب انتصاراً عنونته المرأة؛ حيث أدرجت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” حياة مرشاد على لائحة النساء الأكثر تأثيراً في العالم؛ وهي من الناشطات في حراك نسوي رائد في لبنان، وتكرّس وقتها وجهدها لضمان حصول النساء على العدالة والمعلومات والحماية والحقوق.

وفي حديث لـ “أحوال”، تلفت مرشاد إلى تركيزها هذا العام في ظل جائحة كورونا، على موضوع العنف الإلكتروني ضد الفتيات والنساء، وتوعيتهن حول كيفية حماية أنفسهن، بالإضافة إلى تأمين مستلزمات الدورة الشهرية سيّما لضحايا انفجار 4 آب. وتركّز مرشاد عبر الجمعية التي شاركت في تأسيسها على رفع الصوت لحماية النساء من السلطوية الذكورية. وتعتبر أنّ جمعية Fe-male هي الأساس والإنطلاقة لكافة القضايا النسوية التي خاضتها، بالتعاون مع كل النساء اللواتي يرفعن الصوت دفاعاً عن حقوقهن. وتقول: “لا إنجاز فردي في قضايا النساء، وأنا نجحت بسبب دعم النساء جميعاً في رفع الصوت”.

وتتابع، بالتضامن ووحدة النضال نستمر؛ معتبرة هذا الإنجاز “وليدة فيميل والحراك النسوي، ومدعاة للمزيد من المسؤوليات والتحدي”، سيّما أنّ هذا اللقب إلى ما يضيفه من حافز معنوي، دليل على نشاط الحراك النسوي في لبنان الذي يجعله من التحركّات المتقدمة عربياً.

لا حدود لغضب المرأة

وفيما يتهم كثيرون الحركات النسوية بالمبالغة في رفع صوت المرأة وتعزيز دورها، ترى مرشاد أن لا مبالغة على الإطلاق بالمطالبة في حقوق المرأة، “بل هناك مجتمع ذكوري أبوي مأزوم يشيطن الحراك النسوي”؛ مشدّدة على ضرورة احترام التنوع في طريقة التعبير التي تختلف بين امرأة وأخرى.

وبينما يرى البعض أنّ لهجة النساء قد تتضمن نوعاً من التعنيف في التعبير، تلفت الناشطة النسوية إلى ضرورة الاعتراف بغضب المرأة في ظل مجتمع ذكوري يحدّد سلوكها.

إلى ذلك، تعتبر مرشاد أنّ من حق النساء أن يغضبن، “لسنوات من الظلم والعنف والممارسات السلطوية الأبوية القمعية”؛  مشددة على مطالبهن الحقوقية والإنسانية، والحرية الفردية، والحق بتقرير المصير، والمساواة في القانون، وإلغاء نظام الطوائف المتحكم بسن الزواج والحضانة والوصاية؛ وهذه ما تعتبرها حقوقاً أساسية “بل أكثر من حق”؛ لافتة إلى ردات الفعل العنيفة التي تتلقفها الحركات النسوية، عازية ذلك إلى أنّ الحركة النسوية تفرض وجودها وهذا “ما يقلق الذكوريين”.

وعن تسليع المرأة، ودوره بالتأثير السلبي على حقوق النساء، تشير مرشاد إلى نشاط لها ولزملائها في جمعية “فيميل” حول هذا الإطار، من خلال حملات رافضة للصورة النمطية والتسليعية؛ رافضة بالمقابل، لوم المرأة، وعدم تحميل المسؤولية للمنظومة والعادات؛ مستدركة أنّ النساء يخطئن كالرجال. وتلوم هنا، الثقافة والعادات التي تتربّى عليها الفتاة لناحية نحافة الجسد والصورة الجميلة. كذلك تلقي اللوم على شركات الإعلان التي تعمل على استغلال جسد المرأة. وتقول: مشكلتنا ليست في حريّة المرأة بجسدها، بل باستغلال أجساد النساء للبيع، وهذا ما يشجع  على التعنيف والنظرة الدينوية للمرأة؛ متسائلة: لماذا نضع  النساء دائماً تحت المجهر فقط؟

التحركات النسائية: مطلب حق ووعي

من جهة أخرى، تشير مرشاد إلى أنّ التحديات اليوم أسهل من قبل، إذ استطاعت الحركات النسائية خلق مناخ من الوعي، لافتة إلى قدرتها بالتأثير على محيطها، متفهمة في المقابل صعوبة تقبّل المجتمع لتفكيك المنظومة الذكورية.

وفيما لم يقم الوطن الأم بتكريم مرشاد المكرّمة عالمياً، تعتبر الناشطة النسوية أنّ التكريم “هو بما نحققه للمرأة من خلال تعديل القوانين، ورفع الصوت، وحماية النساء، والعمل على إقرار قوانين تحمي النساء من العنف الأسري”؛ لافتة إلى مشروع الجمعية الحالي القاضي بإقرار قوانين لحماية الفتيات من الزواج المبكر، والمساهمة في الحملة العالمية ليوم المرأة العالمي الذي يصادف في 25 الشهر الجاري في حملة تستمر 16 يوماً.

حياة مرشاد: السيرة الذاتية

اللبنانية حياة مرشاد، النسوية المقاتلة لكل إمرأة، وعنها؛ على لائحة العالم بين النساء المؤثرات لعام 2020؛ إذن، من هي؟

تنشر حياة رسالتها عبر منابر عدة، من بينها تنظيم مسيرات تشمل البلاد بأسرها، وحث الجمهور على الوقوف بوجه الأنظمة الأبوية الفاسدة، والمطالبة بالتغيير. وهي ناشطة نسوية لبنانية وصحافية ومدربة وخبيرة اتصالات مناصرة لحقوق النساء والفتيات منذ عام 2007، حيث نسّقت وقادت العديد من المشاريع والحملات حول المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة في لبنان. وهي مؤسسة مشاركة ومديرة مشاركة في FE-MALE ، وهي جمعية نسوية غير ربحية. بالإضافة إلى تبوئها رئاسة الاتصالات والحملات في التجمع الديمقراطي للمرأة اللبنانية RDFL، وهي منظمة لحقوق المرأة تأسست منذ أكثر من 40 عامًا وتعمل لصالح المساواة بين الجنسين في لبنان.

إلى ذلك، حياة مدرّبة في مجال النوع الاجتماعي والاتصالات والحملات منذ عام 2009، حيث أدارت وأجرت أكثر من 50 تدريبًا، مستهدفة أكثر من 1200 شخص مع مختلف المنظمات ذات السمعة الطيبة، بما في ذلك BBC media action و Internews و UNFPA و Women’s Learning Partnership- WLP و Euromed Feminist Initiative وجمعية الشابات المسيحيات.

تتحدث مرشاد في عدد من المنصات والمؤتمرات والفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية حول حقوق المرأة والإعلام، وتم اختيارها كعضو في عدد من المجالس واللجان الاستشارية لمختلف المستويات الوطنية والدولية، والمنظمات؛ بما في ذلك هيئة الأمم المتحدة للمرأة و Action Aid.

معايير اختيار المؤثرات

يتم اختيار قائمة النساء المؤثرات من خلال إعداد قائمة مختصرة بناءً على الأسماء التي تم جمعها من قبل فرق الخدمة العالمية فى شبكة بي بي سي، حيث يتم البحث عن مرشحات احتلت عناوين الأخبار أو أثرن في القصص المهمة على مدار الاثني عشر شهرًا الماضية، وكذلك أولئك اللواتي لديهن قصص ملهمة لإخبارها، أو حققن شيئًا مهمًا أو أثرن في مجتمعاتهن بطرق لن تصنع بالضرورة الأخبار. بعد ذلك، يتم تقييم مجموعة الأسماء وفقًا لموضوع هذا العام – النساء اللواتي قدن التغيير – وقياس التمثيل الإقليمي والحيادية الواجبة، قبل اختيار الأسماء النهائية.

انطلقت بي بي سي من نشاطات النساء الرائدات خلال جائحة كورونا، حيث قدّم عدد لا يحصى من النساء من كل أنحاء العالم تضحيات كثيرة لمساعدة الآخرين، كما فقدت كثيرات حياتهنّ وهنّ يحاولن إحداث فرق من خلال ما يقمن به.

وتشمل القائمة سانا مارين، التي تقود الحكومة الائتلافية الفنلندية بالكامل، وسارة جيلبرت، التي ترأس أبحاث جامعة أكسفورد فى لقاح لفيروس كورونا.

كما ضمت القائمة، ماجى جبران المعروفة باسم ماما ماجى والتى كرّست حياتها لتغيير حياة الأطفال المهمشين في مصر، بعد أن تخلّت عن حياة الرفاهية والوظيفة الأكاديمية المتميزة.

كما اختارت هيئة الإذاعة البريطانية سارة الأميري وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، في دولة الإمارات العربية المتحدة،  لقيادتها الفريق العلمي للمشروع الإماراتي لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”.

لطيفة الحسنية

 

لطيفة الحسنية

صحافية متخصصة في الإعلام الرقمي. أطلقت حملة لمكافحة الإبتزاز الالكتروني عام 2019، تناولت تدريب الضحايا على كيفية التخلّص ومواجهة جرم الابتزاز تضمنت 300 حالة حتى تموز 2020. عملت كمسؤولة إعلامية في منظمات غير حكومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى