منوعات

نمو سوق تعدين العملات الرقمية في لبنان… ماذا تعرف عنه؟

انتشرت في السنوات الأخيرة سوق العملات الرقمية بشكل كبير وواسع وبدأت بالتوسع في مختلف الدول العالمية والعربية وجذبت اهتمام الشباب ومحبي التجارة والحسابات.

يُمكن تعريف العملة الرقمية على أنّها شكل من أشكال العملات أو وسائل تبادل المنفعة المختلفة والتي تقدم خصائص مماثلة للعملات الماديّة (الورقية والقطع المعدنية) ولكنّها مختلفة عنها في أنّها رقمية أي أنّها ليست ملموسة. من ضمن خصائص العملات الرقمية أنّها تسمح بالمعاملات الفورية ونقل الملكية مباشرة وبغير حدود ودون قيود.

في مقابل ظهور هذا السوق الواسع ومع حماسة الكثير من الأشخاص لخوض هذه التجارة الرقمية، ظهرت في الآونة الأخيرة سوق تعدين العملات الرقمية “وهو ببساطة حل بعض المعادلات الحسابية المعقدة من خلال طرق برمجية عبر الكمبيوتر من أجل الحصول على العملات الرقمية”، وكانت قد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأخبار في لبنان بخبر ضبط وتفكيك أجهزة تعدين العملات بعد التعدي على شبكة الكهرباء.

كثير من التساؤلات التي يمكن الغوص فيها داخل هذا البحر الواسع من الاستثمار، طريقة عملها، أرباحها، وكلفتها.

 

ما هو تعدين العملات الرقمية؟

هناك ثلاث طرق أساسية للحصول على بيتكوين: شراؤها في البورصة أو قبولها للسلع والخدمات وتعدين عملات جديدة. والتعدين هو عملية إضافة سجلات المعاملات إلى دفتر الحسابات العام الذي يسمى بلوكتشين لبيتكوين. وهو موجود بحيث يمكن تأكيد كل معاملة، ويمكن لكلّ مستخدم واحد من الشبكة الوصول إلى دفتر الحسابات هذا. كما أنّها تستخدم للتمييز بين معاملات بيتكوين المشروعة من محاولات إعادة إنفاق المال الذي سبق أن أنفق في مكان آخر.

ويُطلق على “بلوكتشين” هذا الاسم لأنّها حرفيًا عبارة عن سلسلة من الكتل، والتي هي عبارة عن قوائم للمعاملات التي تتمّ خلال فترة محدّدة من الزمن. وعندما يتمّ إنشاء كتلة من المعاملات، يضعها القائمون بالتعدين من خلال عملية. حيث يقومون بتطبيق صيغة رياضية معقدة للمعلومات في الكتلة، وبالتالي تحويلها إلى ما يبدو تسلسلًا عشوائيًا أقصر بكثير من حروف وأرقام تسمى تجزئة أو “هاش”.

ولا يتكوّن “الهاش” من معلومات من كتلة المعاملات فحسب، بل يتم استخدام بعض الأجزاء الأخرى من البيانات أيضًا. والأهم من ذلك، يتم تضمين هاش الكتلة السابقة المخزنة في بلوكتشين.

وفي حين أنّه من السهل نسبيًا إنتاج هاش من مجموعة من البيانات مثل كتلة من المعاملات، فإنه من المستحيل عمليًا معرفة ما هي البيانات التي استخدمت فقط من خلال النظر في تسلسل الهاش. وعلاوة على ذلك، تكون كل هاش فريدة من نوعها، ويؤدي تغيير حرف واحد فقط في كتلة بيتكوين إلى تغيير تسلسل الهاش تمامًا.

أحمد شاب ملم بعالم الكومبيوتر والتكنولوجيا وخريج معلوماتية يخبر “أحوال” عن بدايته في عالم تدوين لعملات، “جذبني هذا المجال بعدما قرأت بالـ “دارك نات” عن العملات الرقمية في السوق السوداء والهاكر وحاجة تجار المخدرات والأعضاء والسلاح الذين لا يمكنهم التعامل بالدولار أو بالعملة المحلية لبلدهم فيلجأون للعملات المشفّرة وهذه العملات ممكن الاستثمار بها عن طريق الكاش أو التعدين، وبعد التعمق وجدت أن هذا المجال له مستقبل  خاصة أنّنا بعصر التكنولوجيا والعولمة وهذه العملات هي التي ستصبح متداولة بالدفع لذلك هذا الاستثمار ممكن الربح منه”.

وعن تكلفة بدايته بالمشروع يقول “انها  حوالي الستة الاف والعشرة الاف دولارًا تقريبا وكل شخص حسب طريقة استخدامه وحسب معرفته ومعلوماته عن التعدين”. ويضيف أن حسب المبالغ التي تبدأ مشروعك بها تعود لك بمردود مالي الذي يبدأ بألف ليس مثل العشرة والمئة ألف، كل زيادة في رأس المال للأجهزة المستخدمة في التعدين كل ما زاد الربح وأصبح مربح أكثر”.

 

كيف ولماذا انتشر تعدين العملات في لبنان؟

التعدين كتقنية وبرمجة موجود في كلّ العالم، أمّا في لبنان انتشر بعد انتشار الانترنت وزيادة السرعة وزيادة الكومبيوتر وتوفر الهواتف الذكية، وتوفر أيضا السوشيل ميديا والانستغرام والتيك توك، هذا ما ساعد بانتشار التعدين يعني أي فكرة من دون إعلان عنها لن تنتشر لذلك انتشر في لبنان بسبب تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، بحسب نادر الديراني استشاري عملات رقمية ومؤسِّس شركة BuyBitcoinLeb.

وأضاف أن التعدين له مردود مالي من الهواء  بمعنى نستطيع من البرمجيات التي نقوم بها أو من خلال الكومبيوتر الذي نستخدمه أو آداة التعدين أن نحول الكهرباء والانترنت لمال، في البداية لم يكن هذا الأمر مغري إلّا عند بعض الأشخاص لأنّه كان يحدث بشكل كبير جدًا ولكن للبعض الآخر لم يكن مغريًا لأنّ مبلغ مئة أو مئتَي دولار للشخص أي ثلاثمئة ألف ليرة ليس بالرقم المرتفع لكن مع انهيار اللّيرة اللبنانية أصبحت المئة دولار لها قيمة أكثر من السابق بأضعاف مضاعة”.

أما بالنسبة للأرباح التي يمكن الحصول عليها يقول الديراني “هناك ميزان، والميزان يقول حسب الاستثمار أحصل على الربح، وماهية الاستثمار الذي أقوم به، إذا كنت أقوم بالتدوين على الهاتف المردود يعود لي دولار بالشهر، أمّا إذا كان على اللابتوب ممكن الحصول على عشرة دولارت بالشهر، بينما إذا عملت على خادم مخصص لهذا الأمر أو مكنة مخصصة للتعدين هنا المردود يتصاعد، وكلّما كانت المكنات أحدث كلّما المردود أصبح أعلى.

ويشير إلى أنّ العائد الذي يعود من التعدين ليس دولارًا، العائد هو عبارة عن العملة التي أعدنها، “إذا كان التعدين عن البيتكوين يكون العائد بالبيتكوين وإذا كان سعرها يرتفع فسأحصل على العملة وعلى سعرها المرتفع”.

 

هل هناك عدد كبير من الشباب اللبناني يعملون في هذا السوق؟

يشير الديراني” إلى أنّ العدد كبير وهو في تزايد أكثر وأكثر، بداية كان الملم تقنياً بالبيتكوين والعملات الرقمية هو من يقوم بأعمال التعدين، بعد وصول جائحة كورونا والانهيار الاقتصادي أصبح كلّ من لديه جهاز كومبيوتر ولم يكن يستفيد منه وتحديدًا أصحاب محلات الكومبيوتر gaming lounge الذين يملكون عددًا كبيرًا من الأجهزة باتوا يستخدمونهم في مجال التعدين ومن ثم أصبح على السوشيل ميديا بشكل خاص الانستغرام والتيك توك الكثير من المؤثرين والمشجعين لعملية التعدين ما دفع الناس للاستثمار به.

 

هل تعدين العملات قانوني؟

يؤكد الديراني “أنّ التعدين قانوني مئة بالمئة مثله مثل استخدام الحاسوب الخاص أو اللّابتوب أو التلفون، ليس هناك ما يخالف القانون نهائيًا، كلّ الضجة التي نسمعها هي بسبب الخلط غير المنظم بين الأشخاص الذين يسرقون الكهرباء لأجل التعدين واللأشخاص الذين يقومون بالتعدين بالشكل العادي، أي إذا كنت أملك مكنات التعدين وأقوم بتشغيلها على ساعة الكهرباء بشكل قانوني لا أحد له أي علاقة بي مثله مثل استخدام حاسوبي ولكن إذا كنت متعدّي وسارق كهرباء لتدوير الغسالة أو البراد هذا هو المخالف”.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى