منوعات

أزمة البنزين مستمرّة إلى حين رفع الدعم والـ 13 ليتراً بـ 70 ألف

تعمل بعض محطات الوقود لمدة 8 ساعات يومياً، وعدد قليل للغاية يعمل لمدة 18 ساعة، وخلال كل هذه الساعات يستمر مشهد طوابير السيارات التي تنتظر دورها لتعبئة خزاناتها بالبنزين، الأمر الذي يطرح سؤالاً مشروعاً هو هل أصبح مشهد الذل هذا عادياً، وهل فعلاً يعتاد اللبناني على كل الظروف، وماذا إذا استمرت الأزمة إلى وقت طويل؟
إن الحديث عن استمرار الأزمة لا يهدف لرفع منسوب القلق لدى اللبنانيين، بل هو أمر واقع له أسبابه، وهذا الواقع لن يتغير ما لم تتغيّر الأسباب الأساسية، ومنها مسألة رفع الدعم وعدم توفر الدولارات الكافية للإستيراد.
وفي هذا السياق علم موقع “أحوال” من مصادر مطّلعة أن مسألة انقطاع مادة البنزين من السوق اللبناني ستستمر إلى حين رفع الدعم عن المحروقات، مشيرة إلى أن حاكم المصرف المركزي أصبح “وحيداً” صاحب قرار رفع الدعم، وبالتالي فإن المسألة لم تعد بحاجة إلى لقاءات واجتماعات وقرارات من الحكومة.
وتضيف المصادر: “إن هذا الواقع جعل أحد القائمين على ملف ترشيد الدعم يقول بأننا قد ننام على محروقات مدعومة ونستيقظ على محروقات غير مدعومة، إذ لم تعد المسألة بحاجة إلى دراسات وتمهيد، وهذا الأمر جعل الشركات المستوردة للنفط في حيرة من أمرها لأنها لا ترغب بخسارة فلس واحد، بل تفضّل التقنين لحين وضوح الصورة”.
صحيح ان الشركات تُعاني من صعوبة الإستيراد المنظم للمحروقات، ولكن سبب الأزمة الحقيقي هو خوف هذه الشركات من اقتراب قرار رفع الدعم، إذ تُشير المصادر إلى أن الشركات التي لم تعد واثقة من وجود أموال مخصصة للدعم، تخشى مدّ السوق بالمحروقات بالسعر المدعوم قبل حصولها على كامل مستحقاتها من المصرف المركزي، ما يجعلها خاسرة، وبالتالي هي تتشدّد في تقديم ما تملكه، وستستمر بذلك.

 

13 ليتراً بـ 70 ألف ليرة

يحتاج لبنان يومياً إلى حوالي 4 ملايين ليتر من مادة البنزين، ولكن السوق لا يحصل سوى على ثلث هذه الكمية بأحسن الأحوال، لذلك فإن 30 بالمئة من المحطات أقفلت أبوابها بشكل نهائي، تقول المصادر، أو تحولت إلى مغاسل للسيارات، مشيرة إلى أن أصحاب المحطات باتوا خائفين على أمنهم وسلامتهم بسبب تعرض الكثير منهم ومن عمالهم للاعتداء في مناطق مختلفة من لبنان، وهذا ما جعلهم يرفعون الصوت عالياً للقول بأن استمرار الوضع على ما هو عليه سيجعلهم يقفلون محطاتهم ويجلسون في منازلهم.
إن فقدان مادة البنزين دفعت أيضاً ببعض أصحاب المحطات، وتحديداُ في البقاع، إلى اعتماد تسعيرة خاصة بهم، إذ تكشف المصادر أن هذه المحطات تبيع صفيحة البنزين 13 ليتراً بـ 70 ألف ليرة، مشيرة إلى أن المواطن الذي يرغب بالشراء من المحطة التي تبيع على السعر الرسمي عليه انتظار دوره لمدة لا تقل عن 3 ساعات.

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى