قصص مفجعة لعائلات لبنانيّة فقدت أكثر من فرد بـ”كورونا” آخرها في بخعون
لغز وفاة أفراد العائلة واحدة بكورونا مستمر والطب يوضح: "استعداد جيني"
يستمر لغز تسبّب فايروس كورونا بموت أفراد من العائلة الواحدة في لبنان والعالم العربي ليطرح السؤال نفسه، لماذا لا يصيب الفيروس الجميع بنفس الطريقة، وكيف لعائلة بكاملها أن تخسر أفرادها في أيام متتالية بسبب هذا الفيروس؟
خمس وفيات و28 إصابة في عائلة واحدة
اليوم، سجّلت عائلة عبد الصمد في قرية بخعون الشمالية حالة وفاة خامسة. والفقيد هو المؤهّل أوّل في المباحث الجنائيّة شادي عبد الجليل الصمد وهو الشّخص الخامس من عائلة واحدة أصيبت بالفيروس، بعد وفاة والده في 15 تشرين الأول الماضي، ووالدته في الشهر نفسه، ثم شقيقه الأصغر في اليوم التالي، وشقيقه الأكبر في 27 منه. ويُذكر أن شقيقة المتوفى مصابة أيضا بالفيروس، وتتلقى العلاج في مستشفى “هيكل” في طرابلس منذ قرابة الشهر.
شكّلت عائلة عبد الصمد حالة استثنائية في لبنان دفعت بالكثيرين الى السؤال عن سبب وفاتهم بالكورونا، خصوصاً أن العدد الإجمالي للاصابات في العائلة قد وصل الى 28 ، ومن ضمنها وفاة 5 أشخاص من منزل واحد.
نقلت له الفيروس وتوفّيا معاً
ومنذ حوالي أسبوعين، لم تكد تخرج عائلة الشاب علي صفوان (24 عاماً ) من صدمة وفاته جراء إصابته بفيروس كورونا داخل مستشفى بعلبك الحكومي في بعلبك، حتى فجعت بعد أسبوع بوفاة شقيقته الطبيبة فردوس (28 عاماً) بالفيروس نفسه بعد صراعها مع المرض حيث كانت دخلت العناية المركزة جراء تدهور حالتها الصحية، وهي طبيبة مختبر كانت تعمل في قسم “كورونا ” في مستشفى رفيق الحريري في بيروت لتنتقل منذ أشهر قليلة إلى مستشفى دار الأمل الجامعي في بعلبك.
فردوس وهي أم لطفل، رحلت بعد أيام من رحيل شقيقها علي الذي أصابته هي بالعدوى، ولم تعلم أنه توفي إذ أخفى والداها المفجوعان عنها الخبر، حين كانت ترقد داخل العناية الفائقة لتدهور حالتها الصحية، وكانت تُكثر من أسئلتها عن شقيقها الراحل محمِّلة نفسها ذنب نقلها العدوى له. وكان انتشر لها مقطع صوت تحذيري سبقت أن حذرت فيه المواطنين الالتزام بالبيت وخطر الفيروس.
عائلة الشهّال تفقد أفرادها في تركيا
وبعد وفاة مؤسس التيار السلفي الشيخ داعي الإسلام الشهال قبل أيام في اسطنبول بسبب اصابته بفيروس كورونا، ووفاة شقيقه ايضا في تركيا بالفيروس نفسه، توفي بعد ساعات قليلة من وفاة العم ابن شقيق الشهال في قطر عبد الأعلى راضي الإسلام الشهال.
وفي نيسان الماضي، ومع بداية انتشار الموجة الاولى للفايروس ، أعلن مستشفى رفيق الحريري الجامعي حينها تسجيل 5 إصابات من عائلة واحدة بفيروس كورونا ، وشفاء 3 حالات، ووجود إصابة واحدة وضعها حرج.
ويستمر عدد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا في لبنان بالارتفاع رغم رفع نسبة التشدد في الإجراءات الوقائية وإغلاق البلاد لمدة أسبوعين إثر قرار التعبئة العامة.
الظاهرة منتشرة في العالم العربي
لم يفتك فايروس كورونا بعائلة كاملة في لبنان فحسب، بل انتشرت الظاهرة في العالم العربي أيضاً.
ففي مصر توفي أربعة أشخاص من عائلة واحدة متأثرين بإصابتهم بالفايروس، بعد حضور الوالدة حفل زفاف ابن شقيقها. وبحسب وسائل إعلام مصرية، عادت الوالدة من حفل زفاف ابن شقيقها حيث التقطت العدوى من إحدى السيدات الحاضرات، لتنقل بدورها الفيروس إلى زوجها واثنين من أبنائها، وتوفوا جميعاً متأثرين بإصابتهم.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء عن وفاة ستة أشخاص من بيت واحد في الضاحية الغربية من المدينة التي انتشر فيها الوباء بشكل كبير.
وفي جدة فقدت عائلة المانع ثلاثة من أفرادها بعد إصابتهم بالفايروس. كذلك توفي أربعة أفراد من عائلة فليفل في محافظة بابل العراقية.
استعداد جنائي
الأخصائي في الأمراض الجرثومية والمعدية د.عبد الرحمن البزري يشرح وجهة نظره الطبية من وفاة أفراد العائلة الواحدة بعد إصابتهم ويقول ” ترتبط الإصابة بالفايروس بعدة عناصر منها معاناة المصاب من أمراض مزمنة أو نقص مناعة، وفي هذه الحالة يتفاعل الفايروس بشكل سريع”.
وعن ظاهرة وفاة عدة أشخاص من عائلة واحدة بالفايروس، يرجّح البزري احتمالين، الاول ويعتبره أساسي وهو ” استعداد جيني وراثي، حيث يتسبّب الفايروس بنقل العدوى بين أفراد العائلة “. أما السبب الثاني برأي بزري ” فهو الظروف الاقتصادية والاجتماعية للعائلة التي لا تسمح لهم بالتباعد الاجتماعي والحجر الصحي”.