فحص دم يكشف السرطانات قبل ظهور أعراضها
تستعدّ الخدمات الصحية البريطانية لعصر جديد من فحص السرطان، بعد أن وجدت دراسة شاركت فيها عدة جهات دولية أن اختبار دم بسيط يمكن أن يكتشف أنواعًا متعددة من السرطان لدى المرضى قبل أن تظهر عليهم أعراض واضحة.
وذكرت صحيفة “غارديان” البريطانية أن الدراسة الجديدة التي قامت بها شركة “باثفايندر” عرضت فحص الدم لأكثر من 6600 من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق، واكتشفت العشرات من حالات المرض الجديدة.
وأضافت أن العديد من السرطانات المكتشفة كانت في مرحلة مبكرة، وحوالي ثلاثة أرباعها كانت أشكالًا لم يتم فحصها بشكل روتيني.
دراسة تغيّر اللعبة
ووصفت الخدمات الصحية الحكومية في بريطانيا (NHS England)، الدراسة بأنها “تاريخية، وتغيّر اللعبة”؛ وهذه هي المرة الأولى التي يتمّ فيها إعادة نتائج الاختبار المعروف باسم “غاليري”، وهو الذي يبحث عن الحمض النووي للسرطان في الدم لتوجيه البحث عن علاجات للسرطان.
ويأمل الأطباء أن يُنقذ الاختبار الأرواح من خلال الكشف عن السرطان مبكرًا بما يكفي لجعل الجراحة والعلاج أكثر فعالية.
بدورها، قالت الدكتورة ديبورا شراغ، باحثة أولى في الدراسة في مركز “ميموريال سلون كيترينغ” للسرطان في نيويورك: “الأمر المثير والمفهوم الجديد في الفحص هو أن العديد من هذه السرطانات لم نكن نملك أي فحص معياري لها”.
نتائج مبهرة
وخضع 6621 شخصًا بالغًا من الفئة العمرية 50 عامًا وما فوق، لفحص الدم “غاليري”، وكشفت النتائج عن سرطان محتمل لدى 92 شخصًا.
وأكدت الاختبارات الإضافية وجود أورام صلبة أو سرطان الدم لدى 35 شخصًا، أو 1.4% من المشاركين في الدراسة.
كما كشف الاختبار نوعين من السرطان لدى امرأة مصابة بأورام الثدي وبطانة الرحم.
وبالإضافة إلى اكتشاف المرض، يتنبأ الاختبار بمكان السرطان، مما يسمح للأطباء بإجراء فحوصات المتابعة اللازمة لتحديد مكان السرطان وتأكيده.
كما حدّد الاختبار 19 ورمًا صلبًا في الأنسجة، مثل: الثدي، والكبد، والرئة، والقولون، لكنه اكتشف أيضًا سرطانات المبيض والبنكرياس والتي يتم اكتشافها عادةً في مرحلة متأخرة ولديها معدلات شفاء ضعيفة.
أما باقي الحالات فكانت سرطانات الدم؛ ومن بين 36 حالة سرطانية تم اكتشافها اجمالًا، كانت 14 منها في مرحلة مبكرة، و26 نوعًا من المرض لم يتم فحصها بشكل روتيني.
ووجدت تحليلات أخرى أن اختبار الدم كان سلبيًا بالنسبة لـ99.1% ممن كانوا غير مصابين بالسرطان، مما يعني أن نسبة صغيرة فقط من الأشخاص الأصحاء تلقّوا نتيجة إيجابية بشكل خاطئ.
وأوضحت شراغ: “كانت إشارة المنشأ مفيدة جدًا في توجيه نوع العمل الإضافي، وعندما تكون نتيجة فحص الدم إيجابية، فإن الوقت يستغرق أقل من 3 أشهر لاستكمال العمليات الجراحية”.
وأضافت أن الاختبار يقدّم لمحة عما قد يحمله المستقبل من خلال نهج مختلف تمامًا لفحص السرطان.