رئيس جمعية تجار زغرتا لـ”أحوال”: المغتربون والسياحة الداخلية ساهما باستمراريتنا!
بات واضحاً ان الأزمات الأقتصادية والمالية التي جثمت على صدر لبنان منذ ثلاث سنوات قد كبدّت العديد من المؤسسات التجارية خسائر كبيرة ودفعت بحلقة كبيرة منها الى الاقفال، او الهجرة لتفادي الأسوأ.
موقع “أحوال” التقى رئيس جمعية تجار زغرتا الزاوية جود صوطو لإستطلاع مدى انعكاس الأوضاع المستجدة على الأسواق والمؤسسات في هذا القضاء الذي يشكل صلة وصل بين أقضية طرابلس، المنية – الضنية، الكورة وبشري في محافظة الشمال، فلفت الى أن السنوات الثلاث السابقة قد شكّلت ضربة قاصمة للقطاع التجاري إذا ما تم ربطه بالأزمة المالية، ولاحقاً بجائحة كورونا، فباتت الخسائر التي مني بها التجار اللبنانيون، ومنهم بالطبع التجار في هذا القضاء الشمالي كبيرة لا بل كبيرة جداً.
واضاف: “لأن اللبناني خلاّق وقادر على التأقلم مع الظروف مهما اشتدت وطأتها وامتصاص الأزمات مهما بلغت حدتها فقد نجح القطاع التجاري في زغرتا بنيل حصة من الإيجابيات التي حملها موسم الصيف هذا العام، مستفيداً من عاملين ساعداه على التقاط أنفاسه:
الأول الحركة السياحية الداخلية رغم قساوة الظروف
والثاني حركة المغتربين التي تخطت توقعات كثيرة وعملت على رفد مختلف القطاعات في لبنان بكمية محترمة من الأموال التي ضختها في الأسواق، ولكن ذلك لا يعتبر قاعدة إذ إن تطور الأسواق يحتاج الى دورة اقتصادية متكاملة.
وبعد أن أشار صوطو الى أن الأوضاع الضاغطة قد تركت آثاراً سلبية على العديد من المؤسسات التي أضطر أكثر من ثلاثين منها في القضاء الى إقفال أبوابها، لفت الى أن المشكلة الاساسية في تعاطي التجار مع زبائنهم كانت الارتفاع المضطرد بالأسعار بشكل شبه عشوائي نتيجة عدم الاستقرار بسعر صرف الدولار وتالياً بأسعار المحروقات التي باتت مرتبطة به، الأمر الذي رفع الكلفة التشغيلية للمؤسسات بشكل كبير “.
وراى رئيس جمعية تجار زغرتا إلى أن ما زاد في تعقيد الأوضاع هو غياب دور المصارف التي كانت تلعب دوراً محورياً في الإقراض وضخ الأموال في الإقتصاد مما ترك صدمات سلبية على النمو الإقتصادي، ودفعها الى سلوك المسار الانحداري المقلق والذي لا يبشر باستعادة العافية في وقت قريب.
وعن حجم التراجع في الاسواق أبدى صوطو اعتقاده ان النسبة قد فاقت الـ75 % نتيجة احداث 17 تشرين أول وما رافقها من اضطرابات ومن ثمّ جائحة كورونا إضافة إلى الأزمة المالية التي فرملت العديد من العمليات التجارية في الاستيراد او التصدير، الأمر الذي ترك آثاره المقلقة على حجم الإستهلاك بنسبةٍ كبيرة وخلق حالة من الركود الحاد في الأسواق”.
وختم صوطو مشدداً على أنّ الآمال معلقة لما سيتحقق من خطوات مقبلة على الصعيد السياسي لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة قد تفتحان طريق العودة الى الحياة الطبيعية مع بدء استعادة الثقة بالدولة ومؤسساتها، ولو استغرق ذلك بعض الوقت مع التمني بأن تبقى الأمور مضبوطة أمنياً.
مرسال الترس