اوبرا وينفري تعرض منزلها للجمهور: من الفقر المدقع الى الثراء الفاحش
الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري، تعود للأضواء مجدداً بعد غيابها عن الشاشة الصغيرة، مع فتحها أبواب منزلها الفاخر للكاميرا والاعلام كي يشاهد الناس أرجاء منزلها الفاخر، وتسلط الأضواء على ذاك القصر المترامي الأطراف والذي يعد تحفة فنية مميزة في الأناقة والترف وتأمين رفاهية العيش.
قصة القصر الفخم والذي قدر سعره بنحو 90 مليون دولار لا يختصر سيرة هذه الاعلامية العملاقة ونجاحاتها، رغم جمالية الصورة والتفاصيل، بل يؤكد على أن الكتاب والمثقفين قادرون على صنع الفرق والخروج من نمطية الاعلام وشكل المثقف، بل هي نموذج في الاستفادة من الاعلام والنجومية في خدمة قضايا المجتمع وحاجات الناس اليومية.
قصة حياة مثيرة
لم تكن تلك الفتاة السمراء الفقيرة المولودة في ولاية ميسيسبي في العام 1954 تتخيل ولو للحظة أن يكون مصيرها بما وصلت اليه: أكثر الشّخصيات تأثيراً في العالم بحسب ما صنفتها مجلة “تايم”، وعُدّت كأغنى امرأة أمريكية إفريقية في القرن العشرين وونافست في قائمة أغنى أغنياء العالم.
يطول الحديث عن تلك السمراء ذات القلب الأبيض الناصع، حيث عاشت طفولة متواضعة جداً من الفقر وصلف العيش في أحياء شعبية، حيث كان والدها يعمل حلّاقاً ووالدتها تعمل في خدمة البيوت، وفي عمر الست سنوات أكملت مسيرة حياتها في بيت جدتها بعد انفصال والديها.
كانت من أوائل الفتيات ذوات البشرة السوداء التي تنضم للدراسة في جامعة تينيسي، وذلك إثر منحةٍ حصلت عليها لكونها من أوائل الجامعة، وهناك حيث تعرَّضت للكثير من المضايقات العنصرية.
من القاع الى شهرة خيالية
الأبواب المهنية لأوبرا فُتحت بعدما حصلت على وظيفة في احدى قنوات الراديو المحلية قناة راديو كمراسلة فيها، ثم سجلت نجاحاً في برنامجها The People are Talking، والذي بقيت فيه قرابة ثماني سنوات في بالتيمور قبل الانتقال لشيكاغو والعمل هناك، وقد حصدت في شيكاغو قرابة ل 100 ألف متابع، ومن ثم شاركت في فيلم The Color Purple وحصلت فيه على جائزة أوسكار كأفضل ممثل مساعد.
ومنذ ذاك الحين برعت واكتسبت شهرتها من خلال البرامج الحوارية وقد برزت موهبتها وجذبها للجمهور لمتابعتها وقد تميزت بالحنكة والذكاء وسرعة البديهة في إغناء حواراتها وتميزها ما أكسبها شهرة عالمية.
أعمال أوبرا وينفري
كان لها العديد من المسلسلات القصيرة النّاجحة التي أنتجتها شركتها هاربو، ومن بين هذه المسلسلات مسلسل The Women of Brewster Palace والذي مثلت فيه دور البطولة.
في العام 1984 أنشأت برنامجها الحواري الخاص بها، والذي كلن يبث في 125 قناة، وبعد ذلك أطلقت أوبرا مشروعها وهو Oprah’s Book.
في عام 2009 أعلنت أنها ستتوقف عن بث برنامجها الحواري بعد انتهاء عقدها مع شركة ABC، وبعد ذلك انتقلت لشراكة جديدة مع شركة ديسكفري، وقابلت ببرنامجها الجديد لانس أرمسترونغ الدّراج المعروف، وقد عادت هذه المقابلة عليها بالمال الوفير.
رصدت شركة أوبرا مبلغ 51 مليون دولار من أجل تعليم الفتيات الفقراء في إفريقيا، ولمساعدة ضحايا إعصار كاترينا. كانت أوبرا إحدى النّاشطات في مجال حقوق الطفل. حازت على ميدالية الحرية من الرئيس أوباما تقديرّا لها من أجل أعمالها الوطنية.
أعمالها الخيرية تخطت معظم دول العالم، وقد قامت بحملات بمبالغ كبيرة للدفاع عن النساء المعنفات والمهمشات في افريقيا.
انتاجات أدبية
ساهمت بشكل كبير في عالم النشر من خلال إطلاق “نادي كتاب أوبرا”، كجزء من برنامجها الحواري، وقد دفع البرنامج العديد من المؤلفين المجهولين إلى قمة قوائم الكتب الأكثر مبيعاً وأعطى متعة في قراءة نوع جديد من المؤلفات.
ساهمت في اصدار مجلة اوبرا وينفري، ساهمت في اعادة احياء المسرح من خلال الدعم المالي والاعلامي.
وكان لها عدد كبير من المؤلفات من كتب الطبخ ومتعة الأكل الى الصحة الى الدعم النفسي والريجيم وكتب التجارب الشخصية والسير الذاتية والمقالات وفي كتاب Oprah Winfrey Speaks وفي هذا الكتاب سلطت اوبرا الضوء على الإيمان الثابت، والكرم، و الحب، بالإضافة إلى الوصايا العشر لها لتحقيق النجاح المستمر.
الدفاع عن حقوق الحيوانات
حصلت وينفري على لقب شخصية العام لعام 2008 من قبل مجموعة حقوق الحيوان (بيتا) لاستخدام شهرتها وجمهورها في مساعدة الحيوانات. أشادت “بيتا” بـ”وينفري” لاستخدام برنامجها الحواري للكشف عن حالات مروعة من القسوة التي تتعرض لها الحيوانات في أقفاص الجراء وفي مزارع تربية الحيوانات، حتى أن وينفري استغلت برنامجها لتسليط الضوء على النظام الغذائي النباتي (الخالي من القسوة) على حد قولها الذي جربته.
احتلت أوبرا المرتبة التاسعة في أول 20 شخصية من النساء الأكثر نفوذا على صعيد وسائل الاعلام والسلطة الاقتصادية. كما احتلت المركز الثاني حسب تصنيف مجلة فوربس لعام 2005 في قائمة أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم الذي ضم 100 شخصية وصعدت وينفري لتحل محل ميل جيبسون من حيث الثروة فقد بلغ دخلها السنوي 225 مليون دولار.
منحت رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، أوبرا وينفري، جائزة «سيسيل بي دوميل» الفخرية، التي تُقدَّم سنويا لشخصية ذات تأثير ومساهمة ملحوظة في عالم الفن والترفيه، وذلك خلال حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب الرابع والسبعون، وبعد ذلك الفوز نشرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية تقريرا أثار ضجة كبيرة حول نية أوبرا وينفري في الترشح للإنتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2020.
“الحلم الأميركي”
قصة اوبرا تماثل ما عُرف بالحلم الأميركي، هي قصة أشبه بأسطورة كيف ينتقل الانسان من واقع مدقع الى شهرة وثروة تفوق الخيال وكل الآفاق مفتوحة أمامه، ولكن تبقى حقيقة ثابته في قصة أوبرا وينفري أنها قد كانت وما زالت مدرسة في تقديم البرامج ومحاكاة الضيف وتأثيرها بالجمهور الواسع.
هي لم تترشح للرئاسة في الدورة السابقة فهل تندفع المؤسسة الأميركية الحاكمة لترشيح أوبرا يوماً استكمالاً لتحقيق ذاك الحلم؟.
منال زهر