عودة الحريري وتكهنات حول ترميم التيّار الأزرق
لا مؤشرات جديّة تدل على عودة قريبة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى بيروت.
وبرغم التوقعات والتسريبات عن عودة قريبة لترتيب “البيت المستقبلي” يواجه “من تبقى” في “تيار المستقبل” الكثير من الضبابية التي تحيط بتوقيت عقد مؤتمر عام.
وبحسب معلومات مسرّبة، فإن القائمين على تنظيم المؤتمر العام لتيّار المستقبل يؤكدون “حرص” الحريري على الحضور شخصياً وإدارة اجتماعات المؤتمر، من دون تأكيد هذا الحضور.
إعادة تنظيم جسم التيار وهيكيلته، بعد انفراط العديد من الشخصيات عنه، لا تزال تواجَه عُقداً لوجستية وتقنية والأهم تفتقد لقرارات حاسمة من القائمين على التيّار، لا سيّما في ظل الظروف السياسية والمالية المشتعلة في ملفات كثيرة.
“الشرذمة والضياع اللذان يسودان الحال السنية وانعكسا بصورة غير مسبوقة على الطيف السُّني كما أظهرت الانتخابات النيابية، ينذر بعجز على الصعيد الوطني العام، ويضرب الصيغة والميثاقية”، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”أحوال”.
هل سيتمكّن تيار المستقبل من لملمة صفوفه واستعادة دوره السياسي بعد عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان وعقد مؤتمره العام؟
هذا أمر أكيد فيما لو حسم الحريري أمر العودة والإمساك مجدداً بتياره، لكن تركيز التيّار على شخصية الحريري، أضعف مأسسة التيّار ولم يحوّله إلى حزب منظم لديه هيكلية منظمة قادرة على إدارة العمل السياسي والاعلامي والتنظيمي والشعبي.
وأدّى غياب المشروع السياسي الواضح ذي المرتكزات البرامجية، إلى عدم القدرة على إكمال المسيرة من دون رأس التيّار.
لهذه الأسباب تحوّل التيّار إلى ما يشبه “الشركة العائلية”، التي انتهي بإعلان إفلاسها بعد تراجع مواردها السياسية، مع تداخل عوامل خارجية وداخلية انتهت بابتعاد صاحب الشركة إلى مقرّ عمله في أبو ظبي..
“خسارة الحريري وتيّاره رهاناته الداخلية والخارجية منذ اندلاع الحرب السورية حتى آخر طعنات الأقربين منه، وإيصاله إلى طريق مسدود مع رزمة مشاكل مالية وتنظيمية وشعبية، تُحتّم عليه العودة القربية إلى تنظيم الصفوف وإلّا الغياب إلى الأبد”، بحسب ما ترى مصادر سياسية.
واليوم سيكون تيار المستقبل أمام تحدي كبير لإعادة تنظيم صفوفه واختيار شخصيات تُعزز فعالية التيّار في الحياة السياسية، بعدا كاد الأمين العام أحمد الحريري يكون وحيداً على المستوى القيادي.
وترى مصادر سياسية أن التيّار الأزرق لا يزال يمتلك حضوراً شعبياً وتعاطفاً كبيراً من شريحة واسعة من اللبنانيين. وقد أثبتت الانتخابات النيابية أن الحيّز الذي كان يشغله التيًار لم يستطع أن يملأه أحد رغم المحاولات المدعومة من الخارج.
وباستطاعة الرئيس التيار سعد الحريري أن يستعيد موقعه المعتدل للعب دور أساسي في تخفيف التوترات الداخلية وتعزيز العلاقات بين لبنان والدول العربية، ضمن خطة عمل واضحة وخارطة طريق مستقبلية.
فهل يتمكن التيار من نفض الرماد والانبعاث من جديد؟ أم تكسب الرهانات القائلة بدفن التجربة الزرقاء أقله في المستقبل المنظور؟
رانيا برّو