هذا الاصبع لا ينكسر وهو جزء من اليد الممدودة لكل أهالي جبيل وكسروان
رائد برو نائباً لجبيل وكسروان بـ9508 أصوات تفضيلية
رائد برو، الإسم الذي أحدث صخباً مدوياً في دائرة جبل لبنان الأولى كسروان جبيل، أصبح نائباً عن المقعد الشيعي في دائرة “زعماء الموارنة”.
منذ إعلان ثنائي حزب الله وحركة أمل ترشيح برو، لم تكف الحملات المضادة الداعية لهزيمته. أفلتت التكتيكات الانتخابية من عقالها، ودخل خصوم حزب الله في حملة شعواء استُعمل فيها كل أصناف أسلحة التجييش وبث التفرقة والتحريض.
عومل رئيس بلدية عين الغويبة الجبيلية السابق، كأنه مخلوقاً قادماً من كوكب آخر. وهو من عائلة جذورها راسخة في بلاد جبيل الضاربة في التاريخ.
ولمحاربته أعلن رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني” فارس سعيد، النفير العام لمحاربة هذا الاحتلال انطلاقاً من البلدتين الجارتين في الجرد.
وفق اعتبارات ابن قرطبا المطلّة على عين الغويبة أن ترشيح حزب الله لبرو في جبيل له ارتدادات سياسية وثقافية وأمنية وعقارية على المنطقة قد تُغيّر وجهها إلى الأبد!.
وقد دعا مراراً إلى خلق جو مسيحي عام رافض لوجود حزب الله لمنع تمدّد نفوذ حزب الله في المنطقة. ولم يكتف بذلك بل أطلق حملة “ثقافية” محورها “الحب والمأكل والملبس رافعاً شعار “نعم للتوبلس”.
لكن حملة “العري” الثقافي لم تأت باستجابة فعلية لدى من يتقاسم معه سعيد العداء لحزب الله، ولم يقتنعوا بتكتيكاته الانتخابية الداعية للتصويت المسيحي الكثيف لمرشح شيعي آخر من النوع الذي يرضي خصوم الحزب. وكل ما جناه سعيد هو انضمام كل من نعمة افرام وزياد الحواط وسائر مرشحي القوات اللبنانية والكتائب وبعض السياديين والتغييرين إلى حملة الإعراب عن الخوف الشديد من اقتحام الشيعة لجبيل وكسروان.
طيلة الفترة التحريضية تعامل مرشح الثنائي الوطني رائد برو مع الحملة الشعواء بلا مبالاة، مطمئناً إلى النسيج الشعبي الجبيلي الذي أرسى مفهوم العيش المشترك الواحد.
لم ينضم إلى حملة الردود، وأهمل معطيات التحريض وآثارها التي لا تجد لها مكاناً على أرض الواقع ولا في نفوس الجبيليين. وفاز، إبن عين الغويبة، في المجلس النيابي عن بلاد جبيل، مركزاً على ضرورة التعاون والتعاضد والتكامل لرفع الحرمان والإهمال عن المنطقة ورفدها بمشاريع تنموية تعزز حضورها الاقتصادي والانتاجي في الدورة الاقتصادية العامة في لبنان.
9508 أصوات تفضيلية، مهدت للشاب الهادئ والرصين الطريق لدخول الندوة البرلمانية وكان رافعة لائحة التيّار الوطني الحر إلى النجاح في الدائرة الأولى لجبل لبنان.
النجاح الذي توقعته الدراسات والإحصائيات في المرحلة السابقة ليوم الاقتراع، كان وقعه مدوّياً لدى الخصوم الملزمين لأربع سنوات قادمة على التعامل مع برو وفي الوقت نفسه يُعد فوزاً مدوياً لحزب الله وحركة أمل وماكينتيهما الانتخابيتين اللتين عملتا كالبنيان المرصوص لإيصاله إلى البرلمان.
رائد العيش المشترك، كما سمّاه المؤيدون رداً على الحملات الجائرة، اعتبر أن الحملات ضده ستخفت وأن الكلمة هي للناس التي تقرّر من ينتخبها ومن يمثّلها ويكون صوتاً لها في كافة الميادين وخاصة في ميدان التشريع.
والناخبون اليوم اقترعوا لمشروع المقاومة لحماية لبنان، وفاءً للشهداء وصوتوا لمشروع حماية لبنان وبناءه وإخراجه من الأوضاع الصعبة التي أوصلتها السياسات الخاطئة إلى هذا الحال.
وحول المستقبل، يقول برو إن المشروع هو تنفيد البرنامج الانتخابي الذي أعلنته كتلة الوفاء للمقاومة ضمن ملفات: مكافحة الفساد، الإصلاح، التحقيق الجنائي لاستعادة أموال المودعين وتطوير المشاريع الاقتصادية والانتاجية التي تنعش الدورة الاقتصادية وتعوّض على الناس الظروف الصعبة التي يعيشونها. والعمل على تعزيز القضاء واستقلاليته والأمن الاجتماعي والصحي والتعليمي مع تنفيذ مشاريع خاصة لكل منطقة بحسب حاجاتها في جبيل وكسروان وكافة المناطق.
يبدي برو امتناناً لأصابع الناخبين، ويرد على المحرضين قائلاً “هذا الاصبع لا ينكسر وهو جزء من اليد الممدودة لكل أهالي جبيل وكسروان واستمرار لدم الشـهداء ولكل الطيبين”.
ويتابع هو جزء من “السواعد التي حمت الحدود وثروات لبنان ومياهه وحفظت كرامتنا وهو الذي سيكسر الانعزال والخطاب الطائفي”. معتبراً أن “نجاحنا ليس استفزازاً لأحد بل هو لكل جبيل وكسروان”.
وفي كسروان وجبيل يوم آخر، فاز خيار الناس ولهذا الفوز كسر للحدود النفسية التي يرغب البعض في ترسيخها. ومع هذا الفوز ستُنسى حملات التحريض وبث التفرقة في الدعاية الانتخابية وآمال لمرحلة جديدة تنتشل الناس من أوضاعهم الصعبة.
رانيا برو