دائرة صيدا – جزين: أم المعارك الانتخابية
مع اقتراب فتح صناديق الاقتراع أمام الناخبين تسارعت التطورات في دائرة صيدا – جزين، كما في معظم الدوائر اللبنانية، لكن هنا بلغت التحضيرات ذروتها لكسب مزيد من التأييد أو التحريض ضد مرشحين آخرين.
صدحت دعوات أئمة المساجد لأبناء مدينة صيدا في خطب الجمعة للمشاركة في الاستحقاق الإنتخابي بكثافة وعدم المقاطعة أو الإستنكاف، وذلك إنسجاماً مع تعميم المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، بالدعوة الى المشاركة الواسعة وبكثافة في ممارسة واجبهم الوطني بالانتخاب واختيار الأصلح والأكفأ، وحث المواطنين على النزول إلى صناديق الاقتراع للانتخاب وعدم التهاون في ممارسة هذا الاستحقاق الذي هو فرصة للتغيير بالتصويت لمن يرونه يحافظ على لبنان ومستقبل أبنائه وعروبته ومؤسساته الشرعية.
وفي ظل التطورات أصدر المكتب الإعلامي للنائب بهية الحريري بياناً أكد فيه مجدداً أنها لا تدعم أي مرشح لا سراً ولا علناً، وأن الموقف الوحيد الذي صدر ويصدر عنها هو إلتزامها بقرار الرئيس سعد الحريري، وان كلّ ما نُشر وينشر خلافاً لذلك لا أساس له من الصحة لا من قريب ولا من بعيد، في اشارة الى التسريبات التي تحدثت حيناً عن اتفاق مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على تجيير الاصوات لصالح المرشح المستقل في لائحة “الاعتدال قوتنا” المهندس نبيل الزعتري، أو التصويت سراً لصالح المرشح المستقل على لائحة “وحدتنا في صيدا وجزين” المهندس يوسف النقيب.
أما لائحة “ننتخب للتغيير” التي تضم أمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد والدكتور عبدالرحمن البزري، يؤكدان أن المعركة اليوم سياسية هدفها الحفاظ على قرار صيدا المستقل، ولا يخفيان أنهما يرفضان وضع موطئ قدم لأي طرف سياسي جديد من خارج المدينة أو التدخل في قرارها وشؤونها واختيار أي من نائبيها، يحاكيان المزاج الصيداوي ويعقدان الآمال الكبيرة على دعم الناس للوصول معاً الى الندوة البرلمانية، في إشارة إلى تدخل الثنائي الشيعي في انتخابات المدينة ودعمهما المرشح المهندس نبيل الزعتري والنائب إبراهيم عازار من جزين، وقد أعلنت مجموعة “أحرار صيدا” وما يطلق على أنفسهم “الجو الاسلامي الحر” في بيان لها أنه حفظاً لقرار صيدا وقطعاً للطريق على من يريد مدَّ اليد إلى قرارها أو مصادرته؛ وحتى لا تكون أصواتنا مجرد رافعة لقوى لا تمتُّ للمدينة ومصالحها بصلة؛ بل لم تنقطع إساءاتها للمدينة وأهلها منذ الحرب الأهلية إلى عهد الكيدية والاستفزازات الاستعراضية.
التصويت لصالح “لائحة ننتخب للتغيير” أي لتحالف النائب أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري.
وعلى الرغم من الحديث عن توافق الجماعة الإسلامية في صيدا مع المرشح النقيب للتعاون الانتخابي على أساس الشراكة، إلا أنه هناك إرباك في صفوف الجماعة الإسلامية لجهة عدم الاعلان عنه بوضوح حتى الآن أو عن بنوده.
وفي الوقت نفسه تنشط مجموعات “ثورة 17 تشرين” إنتخابياً حيث أن أصوات الناخبين ستحدد قوة هذه المجموعات على الأرض.
يومان ويتضح المشهد في هذه الدائرة التي تخوض أم المعارك الانتخابية في ظل غياب التيار الوطني الحر عن المشهد في صيدا خاصة أنه تحالف مع الدكتور علي الشيخ عمار الذي لن يشكل رافعة لمرشحي التيار.
خليل العلي