مشاركة جيدة في انتخابات المغتربين: لا “السلطة” سيطرت ولا “المعارضة” انتصرت
انتهت انتخابات المغتربين اللبنانيين في كل دول العالم، مسجلة نسبة اقتراع جيدة ناهزت الـ 60 بالمئة بعد أن كانت 56 بالمئة في انتخابات 2018، تلبّي توقعات وطموحات بعض القوى السياسية، وشكلت صدمة انتخابية لقوى سياسية أخرى، أما لوائح التغيير فحصلت على أعداد جيدة، إلا أنها في كثير من الدوائر لا تغيّر بالواقع كثيراً.
في جولة سريعة على نسب الإقتراع، فقد كانت لافتة المشاركة اللبنانية الكثيفة في الإمارات العربية المتحدة التي شهدت تسجيل ما يزيد عن 26 ألف لبناني، حيث سجلت نسبة الإقتراع حوالي 70 بالمئة، كانت حصّة الأسد منها للوائح التغيير، دون أن تظهر بشكل واضح أي لوائح بالضبط بسبب وجود العديد من لوائح التغيير في كل دائرة.
في الدول العربية بشكل عام كانت المشاركة لصالح قوى التغيير، وأحزاب فريق 14 آذار، أي القوات اللبنانية والحزب التقدمي الإشتراكي، وبحسب مصادر ماكينة “القوات” فإن نسب الإقتراع لصالحها في الدول العربية لا سيما في السعودية والإمارات العربية كانت جيدة جداً.
جرت الانتخابات في اوروبا وأميركا واستراليا وافريقيا والإمارات. في فرنسا وصلت نسبة الإقتراع الى حوالي 70 بالمئة أيضاً، كانت نسبة الأصوات للتغييريين كبيرة، إذ تُشير مصادر متابعة الى أن المقترعين في فرنسا خذلوا الأحزاب، لا سيما المسيحية منها، وبالأخص التيار الوطني الحر، فالتيار كان يتوقع نتيجة أفضل في الدولة الاوروبية التي شهدت تسجيل العدد الاكبر من الناخبين، إلا أن أصوات اللبنانيين في أميركا وكندا قد تكون خففت ثقل الضربة “الفرنسية” على التيار.
على صعيد الثنائي الشيعي فكان، بحسب مصادر قيادية فيه، يخوض معركته لتحقيق هدفين، الأول زيادة عدد أصواته عن انتخابات المغتربين السابقة، وهذا تحقق من خلال تصويت جمهوره، والثاني عدم التسبب بالأذى لأي لبناني في مناطق تواجده، لذلك كانت مشاركة حركة أمل وحزب الله معدومة في الدول العربية رغم وجود جمهور لهما، ومحصورة في ألمانيا حيث بلغت نسبة التصويت 59 بالمئة، وافريقيا التي وصلت نسبة الإقتراع فيها الى 65 بالمئة، وكان حضور حركة امل فيها مميزاً. وتكشف المصادر أن أصوات الثنائي التي كانت حوالي 9 آلاف في المرة الماضية يفترض أن ترتفع الى حدود 15 ألف هذه المرة.
أرسلت الماكينة القواتية نتائج انتخابات المغتربين الى رئاسة الحزب ولم تنشرها بعد، إلا أن مصادرها تؤكد عبر “أحوال” أن نسب الإقتراع كانت جيدة بشكل عام، لكنها في دول معينة كانت “القوات” تتوقع اكثر. وتضيف: “راضون عن العملية الإنتخابية رغم العقبات الكبيرة التي افتُعلت من قبل وزارة الخارجية للتأثير على الناخبين في مناطق معينة مثل استراليا، لكن ذلك لم يمنع حوالي 70 بالمئة من البلوك القواتي من أن يقترع”، كاشفة على سبيل المثال أن لائحة القوات حصلت في دائرة الشمال الثالثة على حوالي 1300 صوت في الخارج.
لا شكّ أن نسبة كبيرة من أصوات المغتربين ذهبت الى لوائح التغيير، لكنها لن تكون كافية لقلب الميمنة على الميسرة في أغلب الدوائر الإنتخابية، كونها لم تركز على لائحة واحدة، ولا يمكنها لوحدها من تحقيق الحاصل للوائح التغيير، لكن هذا الواقع ربما لا ينسحب على دائرة بيروت الثانية على سبيل المثال حيث تُشير المعلومات الى أن أصوات المغتربين الذي انتخبوا في هذه الدائرة يحققوا حاصلاً ونصف الحاصل، إنما الأكيد أن ليست كل الأصوات قد صبت في اتجاه واحد.
تُشير مصادر معارضة الى أن أصوات المعارضين سيكون لها تأثير كبير في بيروت الثانية التي سُجل فيها 26459 ناخباً، أي ضعف الحاصل، وانتخب حوالي 60 بالمئة منهم، وبيروت الاولى التي سُجل فيها 9668 ناخباً انتخب منهم أعداد كبيرة، ودائرة الشوف – عاليه التي سُجل فيها 25445، شارك منهم نسبة جيدة جداُ، بحسب المصادر.
قام المعارضون بالخارج بما عليهم، تقول المصادر، مشيرة إلى أن الدور يقع الآن على اللبنانيين في الداخل، فهم من يملك القدرة على استكمال المهمة ورفع قيمة الأصوات، او رمي أصوات المغتربين وصرختهم ومجهودهم في سلة المهملات.
محمد علوش