جورج قرداحي لـ “أحوال”: لست طالباً أي شيء من هذا العهد
مصر عوضتني عن الفراغ الذي أحاطني في الخليج بسبب مواقفي
يعطي الإعلامي اللّبناني جورج قرداحي لكلّ مكانة قيمتها، بل يضيف عليها من مخزونه الإعلامي، سواء في البرامج الاجتماعية أو حتى التنافسية، وهو الإعلامي الذي تخلّى عن الإعلام السياسي علناً على الرغم من وجوده في عمق السياسة كإعلامي مستقل ولا يحمل سوى راية الوطن والمواطنة.
وأخيراً حطّ الإعلامي جورج قرداحي رحاله في قناة “الحياة” المصرية حيث يقدم برنامجا “حافظ ولا فاهم” الذي يتفرّد في مضمونه، وتحدّث إلى “أحوال” عنه وعن الحياة العامة والسياسية خاصة، فأوضح قائلاً:
“انتهيت من تسجيل هذا البرنامج في مصر وقد سجلت الجزء الأول منه والمؤلف من 14 حلقة، وهذا البرنامج يقوم على المنافسة بين الطلاب من جميع محافظات مصر التي يبلغ عددها 27 محافظة، يمثل كل واحدة منها فريق مؤلف من أربعة طلاب من المتفوقين، وهذا البرنامج بالتعاون مع وزارة التربية المصرية، التي عدّلت من سنوات مناهج الدراسة في مصر، وأدخلت أسلوباً جديداً في التعليم وتكوين عقل وثقافة وعلم الطالب، فأصبح هذا النظام التربوي الجديد يرتكز على فلسفة الفيلسوف الفرنسي “مونتين” الذي كان يقول (من الأفضل أن تكون الرأس منظمة من أن تكون مليئة بالمعلومات الكثيرة)، فأصبح التركيز على كيفية استيعاب الطالب للمعلومات وينظم عقله منظمة ليتعرف كيف يميّز بين الأمور في المستقبل، هذا جوهر المسابقة التي قدمتها.
وعمّا إذا كانت العروض التي يتلقاها من المحطات الإعلامية وفق رضاه، أم أنّ الإطلالة مهمّة حتى لو لم ترضه كإعلامي، يؤكد جورج قرداحي: “لا أتساهل بالنسبة إلى متطلباتي المعنوية والثقافية والمتطلبات المتعلقة باحترام اسمي وجمهوري، لا أتنازل عن هذه المسائل، فكلّ البرامج التي قدّمتها أنا مقتنع فيها وأشعر أنها لا تمس بالصورة التي أصبحت عند الناس عني، ولا تمس بمشاعري وأخلاقياتي ولا بأخلاقياتي المهنية.
وعن مراعاته سرعة وصوله إلى الناس في برامج المسابقات علماً أنّه لا يرغب الابتعاد عن البرامج الاجتماعية، يقول: “إلى الآن أنا أراعي هذه النقطة، طبعاً أفضل البرامج الثقافية والاجتماعية. كما تستهويني برامج المسابقات إذا كانت تقترب بالمستوى مثل من سيربح المليون، والبرامج الاجتماعية أيضاً تستهويني إذا كان فيها هذه القيمة الموجودة في “المسامح كريم”.
للسياسة اعتبارات مرفوضة
يطرح اسم جورج قرداحي في أكثر من مجال سياسي ويتم سحبه، فيوضح قرداحي: “كلّما أقبل لبنان على تشكيل حكومة جديدة أجد أن اسمي يطرح في بعض وسائل الإعلام، لأنّ اسمي مرتبط بالإعلام، يطرح كوزير للثقافة أو للإعلام، وأشكرهم، ولكن طرح الاسم ليس بمبادرة منّي وسحبه من التداول ليس بمبادرة منّي أيضاً بل من محبة الناس، الجميع يعرف كيف تشكّل الحكومات في لبنان، ولنرَ السياسيين اذا كانوا يأخذون هذه الطروحات أم لا، ولغاية الآن لم يأخذوها، وهذا لا يضيرني ولا يزعجني فأنا أعرف تركيبة لبنان وأعرف المعادلات السياسية والمذهبية المطروحة في تشكيل الحكومات، هناك معادلات طائفية ومذهبية وسياسية أو حزبية، وأنا قلت لست طالباً لأي منصب ولا يهمني، كل ما هنالك أنّني في خدمة وطني وأهله من جميع الطوائف.
وأضاف في هذا الإطار: الأحزاب “تتناتش” الحقائب الوزارية، ونحن (أنا ومن مثلي مستقلين) لسنا من ضمن هذا البازار السياسي الموجود في لبنان والمؤسف لأن الأحزاب لا تتطلع الى الكفاءات أو أصحاب التجربة الوطنية.
وفي الحديث عن عهد الرئيس ميشال عون قال جورج قرداحي: لست طالباً أي شيء في هذا العهد ولم أتوقع أي شيء من هذا العهد بالنسبة لي، فعلاقتي جيدة مع الرئيس ميشال عون عندما كان في الرابية، وكنا نتأمل مثلي ومثل الكثيرين أن يصل إلى سدّة الرئاسة لبناء الدولة التي كنا نحلم بها كلبنانيين باعتباره كان يتمتع بدعم من الأكثرية المسيحية والأكثرية الشيعية وبعض السنة، يعني هذا الرجل ممكن أن يكون عليه اجماع وطني ممكن أن يستطيع أن يبني لنا الدولة التي نحلم بها لأولادنا في المستقبل، وللأسف مرّت أربع سنوات ولم يحصل شيء، على العكس الدولة هي على طريق الانهيار وهي في الهاوية حالياً ولا أحد يعرف ماذا يكتب لنا الغد، حتى الفرنسيون يقولون إن لبنان مهدّد بالزوال وهذا كلام فيه شيء خطير”.
السياسيون تجاهلوا ضحايا المرفأ
وشكر قرداحي كل من دعم ضحايا كارثة انفجار المرفأ من المشاهير في لبنان والعالم العربي الذين ساهموا في مساعدة الناس الذين تضرروا من جراء هذا الانفجار النووي الكبير “للأسف هذا الانفجار على عظمته وخامته وكبره لم يهز ضمائر السياسيين في لبنان، بل لا يزالون يهتمون بمصالحهم الخاصة، وكأن هذه المجزرة أو الفاجعة حصلت في الصين، وهذا أمر مؤسف جداً ويحز في نفسي”.
عن جديده قال: “لدي عقد مع الإعلام المصري، وهذا ثاني برنامج أقدمه في مصر وللجمهور المصري، وهذا شرف كبير أن أكون في مصر أم الدنيا، فأنا عاشق لمصر ولعباقرة مصر والثقافة المصرية التي وصلت إلينا عبر التاريخ، وأنا سعيد أن أتعاون مع المحطات التلفزيونية في مصر، وهناك عدّة أفكار لبرامج، وان شاء الله أن تستمر في تقديمها التي تسعد أخواني وأحبائي في مصر وتعوّض عن هذا الفراغ الذي أحاطني فيه البعض في المجال الإعلامي خصوصاً أخواني وأحبائي في دول الخليج بسبب مواقفي من سوريا والمقاومة”.
هناء حاج