في عاليه – الشوف.. تصويب “إشتراكي” على الخصوم
دخلت المعركة الانتخاببة في دائرة عاليه – الشوف مرحلة التصعيد السياسي من خلال الجولات التي يقوم بها النائب أكرم شهيب في مناطق عاليه وجردها، والتي تقابلها زيارات للوزير السابق صالح الغريب ممثلا للنائب طلال ارسلان.
واللافت ان اللهجة المرتفعة لرئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط في وجه العهد والتيار الوطني الحر وحزب الله، إستُكملت من خلال التصويب الاشتراكي على الوزير الغريب واعادة التذكير بحادثة البساتين، وهذا ما رأت مصادر سياسية في الجبل انه “يدخل في اطار العمل على التوتير السياسي، ما يرفع منسوب القلق من انزلاقه الى توتير أمني في المناطق”.
وترى المصادر ان “جنبلاط ربما بات يدرك ان موازين القوى الانتخابية لا تصب في صالحه خلافا للانتخابات السابقة، خصوصا وان الفريق المناهض له سياسياً، يخوض المعركة الانتخابية ولاول مرة بلائحة جامعة ووازنة، يضاف الى ذلك دخول قوى التغيير على المشهد الانتخابي، وتحديدا عبر لائحة “توحدنا للتغيير” التي تملك بحسب الاستطلاعات فرصة كبيرة للخرق بمقعد واحد على اقل تقدير في الشوف (ماروني او سني) والذي سيكون على حساب لائحة تحالف الاشتراكي – القوات، وهذا ما يفسر الحنق الاشتراكي ورفع سقف خطابه السياسي، والذي تجلى من خلال مواقف النائب تيمور جنبلاط التصعيدية، والتي قوبلت بدعوة من الوزير وهاب لمؤيديه لإلتزام الهدوء على قاعدة ان “الموجوع هو الذي يصرخ”.
وبحسب المصادر فان “جنبلاط يدرك ان معركة المقعد الدرزي الثاني في الشوف هو عنوان الاستحقاق الانتخابي، وهو يسعى بشتى الطرق الى قطع الطريق على وهاب، كي لا يفرض نفسه شريكا درزيا له في الشوف، ما يعني زعزعة زعامة نجله تيمور الساعي الى تجاوز مرحلة الفشل السابقة وتكريس دوره بعد الانتخابات حيث بدأ يجول في مناطق الشوف، في وقت يقوم النائب حماده بجولات في الاقليم لكسب الصوت السني.
بالمقابل استكمل الوزير الغريب جولاته التي بدأها في بلدات جرد عاليه، حيث زار قبل ايام بلدة شارون، والتقى عددا من رجال الدين والفعاليات من مختلف العائلات، وسبق زيارته محاولة من قبل اطراف اشتراكية لمنع الزيارة عبر التحريض على الغريب واستعادة مشهد اشكال البساتين، الأمر الذي دفع بجهات سياسية للسؤال عن الجهة التي افتعلت اشكال البساتين، خصوصا وأن الضحية معروفة والقاتل معروف ايضا وبالتالي لا مجال للمزايدة، لكن الاخطر بحسب المصادر ان “الكلام عن اشكال البساتين يسقط رواية الاشتراكي السابقة بأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو سبب وقوع الاشكال آنذاك”.
وتتوقف المصادر عند مفارقة مفادها انه في وقت يتحدث الحزب الاشتراكي، عما يسمى بمحاصرة المختارة نرى ان الحزب الاشتراكي هو من يسعى الى محاصرة خصومه السياسيين في الجبل وليس العكس، لكنها ترى ان القاعدة الشعبية لم تعد تمر عليها محاولات شد العصب الطائفي مع كل موسم انتخابي، وتستذكر المصادر كيف ان النائب تيمور جنبلاط زار الوزير باسيل بعد ايام على وقوع إشكال البساتين وكأن شيئا لم يكن”.
وتختم المصادر مشيرة انه “كلما اقترب موعد الخامس عشر من أيار، فإن حدة الخطاب السياسي ستشهد سقوفاً أعلى بهدف شد العصب الحزبي، خصوصا مع تلمس حجم الخطر الذي تشكله قوى التغيير على القاعدة الاشتراكية من جهة، مقابل التزام خصومه السياسيين خطاب التهدئة من جهة ثانية.