عدد المغادرين من لبنان يرتفع بنسبة 312% عام 2020
20 ألف لبناني هاجروا خلال شهر أيلول
من بلدة “صليما” في جبل لبنان إلى بيروت ثم لندن، ومنها إلى الولايات المتحدة الأميركية على متن مركبٍ شراعي. تلك كانت رحلة أنطونيوس البشعلاني، أوّل مغترب لبناني هاجر إلى أميركا عام 1854. ومنذ ذلك الحين، كرّت سبحة اللبنانيين الذين اختاروا الهجرة سبيلاً للخلاص من ويلات وأزمات وطنٍ لا تنتهي. لربما اللّبناني مفطور على حب السفر، ولكن الهزّات الاقتصادية والأمنية أعطته الذريعة الدائمة لذلك.
الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين يشير إلى أنّ 1.3مليون مغترب لبناني لا يزالون يحتفظون بالجنسية اللّبنانية، بينما يتجاوز عدد المتحدّرين من أصل لبناني في مختلف أصقاع الأرض إلى 10 ملايين.
ويشير شمس الدين إلى أنّ 600 ألف لبناني هاجروا في الفترة ما بين عام 1975 و1992، أي خلال الحرب الأهلية. ومنذ نهاية الحرب حتى عام 2019، هاجر 650 ألف لبناني.
خلال السنوات الخمس الأخيرة وكنتيجةٍ للأزمة الاقتصادية، شهدت ظاهرة الهجرة إقبالاً واسعاً، وتوزعت أعداد المهاجرين اللّبنانيين على الشكل التالي:
- عام 2016 هاجر 11650 لبناني
- عام 2017 هاجر 18863 لبناني
- عام 2018 هاجر 33129 لبناني
- عام 2019 هاجر 66541 لبناني
أمّا في العام الحالي، لم يُرصد العدد النهائي بعد، ولكن في شهر أيلول وحده هاجر حوالي 20 ألفاً، ويتوقع المراقبون أن يصل هذا العدد إلى 50 ألفاً مع نهاية العام. قد يكون هذا الرقم أدنى من رقم العام الماضي، وذلك يعود إلى تداعيات أزمة كورونا وإجراءات إقفال المطارات في لبنان وغيره من دول العالم لفترات، تضاف إليها الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وفي دراسة لحركة الخروج والدخول من وإلى لبنان خلال الفترة الممتدة من منتصف آب حتى منتصف أيلول من العام 2019 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020، يظهر أن عدد المغادرين عام 2020 ارتفع بنسبة 312٪ عمّا كان إليه عام 2019.
فخلال هذه الفترة من العام 2019، يوضح شمس الدين أنّه دخل إلى لبنان 438399 بينما غادره 496278، أي أن عدد المغادرين فاق عدد القادمين بـ 57879. ولو استمرت هذه النسبة في العام 2020 كما هي عليه، كان يجب أن يكون الفارق في العام الحالي 5364 مغادراً فقط، ولكنه بلغ 22114 مغادراً. ففي عام 2020، دخل لبنان 32250 شخصاً، وغادره 54364.
ويلفت شمس الدين إلى أنّ أعداداً كبيرة من اللّبنانيين يرغبون بالهجرة، ولكن الدولَ لا تقدم تسهيلات، واللّبنانيين لا يملكون الإمكانيات المالية لسداد كلفة السفر والهجرة.
آلاء ترشيشي