المؤسسات الرعائية تصارع من أجل البقاء: “دار الأيتام” تستغيث
بعد أن أصبحت الأزمات الإنسانية أكثر تعقيداً، تتمكن مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية بأعجوبة من الاستمرار في مدّ يد العون إلى فئات المجتمع الأفقر والأحوج، رغم تضعضع جدرانها بفعل الأزمات المالية والاقتصادية التي ضربت أساستها، هي مؤسسات عملت على مدار أعوام لسدّ تقصير الدولة ووزاراتها المعنية والجمعيات الخيرية فيها، تصارع من أجل البقاء وتواجه التحديات باللحم الحي.
مسؤولة قطاع دار الأيتام الإسلامية دانيا صفدية تقول لـ “أحوال” أن “مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الأيتام الإسلامية هي منظومة وطنية خيرية اجتماعية غير حكومية، تقدم الخدمات المتنوعة والمتخصصة عبر 54 مركزاً، من خلال مؤسساتها المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية لـ 11 ألف مسعف من أيتام إلى كبار السن من فئات المجتمع الأفقر والأحوج إلى الأرامل والنساء الأقل حظاً والأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وغيرهم، عبر فريق عمل متخصص وكفوء يصل إلى حوالى 1000 عامل”.
ولعل أكثر ما أثر على “دار الايتام الإسلامية” بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان هي الكلفة المرتفعة لتشغيل الخدمات، بحسب صفدية، مؤكدة مواجهتها باللحم الحي، لتأمين احتياجات المستفيدين من هذه الرعاية، من تغذية وأدوية واستشفاء، إضافة إلى الخدمات التشغيلية من المازوت، الذي أصبح سعره يستنزف موازنات المؤسسات وكذلك الصيانة التي تدفع بالدولار.
ولا تنكر رئيسة القطاع أن “موارد الدار ما زالت على حالها، فالمتبرعون أوفياء للمؤسسات وملتزمون معها رغم كل الظروف، إلا أنّ التبرعات فقدت قيمتها بفعل الازمة الاقتصادية الأسوء في تاريخ لبنان الحديث وانهيار العملة الوطنية والغلاء الفاحش الذي طال كل شيء”.
وتتابع “لضمان ديمومة المؤسسات تعمل دار الأيتام على ترشيد نفقاتها بهدف تأمين المتطلبات الأساسية التي تتعلق بالأطفال بشكل مباشر، وعلى مبدأ تنمية الموارد لذا نرفع الصوت عالياً لإيصال رسالة استغاثة موجهة لكل اللبنانيين والمغتربين: “دار الأيتام اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لدعمكم من أجل استكمال مسيرتها”.
مشكلات عدة تواجهها مؤسسات الرعاية وعلى رأسها التعرفة المنخفضة التي لا تزال تعتمدها وزارة الشؤون الاجتماعية، إلا أن صفدية توضح ومن خلال الاتصالات الأخيرة بين المؤسسات والوزارة أنّه سيصار إلى رفع قيمة التعرفة بحيث تساهم ولو بشكل بسيط في الكلفة الحقيقة للخدمة”.
مؤسسات الرعاية الاجتماعية التي تحمل الكثير من الخير والمحبة مازالت مستمرة باستقبال الأطفال وتأمين الرعاية الاجتماعية لهم في أي وقت على اختلاف انتماءاتهم ومناطقهم.
وفيما يتعلّق بالنظام الغذائي ونوعية الطعام المقدمة لهؤلاء لأطفال في ظل الظروف الصعبة وارتفاع الأسعار فتجيب “اضطررنا إلى تخفيض كمية اللحوم في الطعام لكن لا يمكننا إلغائها، لأن الأطفال بحاجة إلى نظام غذائي سليم ومتوازن”.
أما بالنسبة لفريق عمل المؤسسات الذي يدير شؤونها الداخلية والمصير المجهول الذي ينتظرهم لا سيما بعد أن أدركوا عدم قدرة المؤسسات على تصحيح أجورهم ولا حتى الالتزام برفع بدل المواصلات بشكل رسمي، توضح صفدية أن “دار الأيتام” وفي خضم الأزمة لم تستغن عن خدمات موظفيها وتحاول بشتى الطرق إنصافهم ومساندتهم”.
ناديا الحلاق