سامي الجميل من باريس: وحدة اللبنانيين تخيف حزب الله
إعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ان “ما ينقذ لبنان اليوم هو مشروع وطني خالص يتوحد حوله اللبنانيون من كل الفئات والطوائف”، معتبرا ان “اكثر ما يهدد حزب الله هو وحدة اللبنانيين ولذلك يحاول بث التفرقة بافتعال الأحداث الأمنية”، داعيا الى “كسر الحواجز وتخطي الهواجس لبناء لبنان الجديد القائم على دولة القانون والتعددية، لبنان الحضاري والمتطور”، مشددا على “ضرورة محاسبة كل من أوصل لبنان الى ما وصل اليه لوضع حد لممارساتهم وإخراج لبنان من أزمته”.
وأكد الجميل ان “اللقاء الذي حصل في بيروت بين مجموعات من المعارضة لم يكن بمعزل عن الكتائب بل بالتنسيق معها عبر جبهة المعارضة اللبنانية للوصول الى أرضية مشتركة تسمح بتوحيد الجهود”.
كلام رئيس الكتائب جاء خلال لقاء حاشد عقد في باريس، وحضره عدد من أعضاء المكتب السياسي والقيادة الحزبية وحشد من الكتائبيين والمناصرين والأصدقاء وكمال طربيه ممثلا التجمع اللبناني في فرنسا.
استهل الجميل اللقاء متوجها الى الحضور قائلا: “تقع عليكم مسؤولية كبيرة لأنكم تملكون حرية التصويت وفقا لقناعاتكم متحررين من أي ضغوط يمكن ان يتعرض لها اللبنانيون في لبنان، ومنها ضغط السلاح والوضع الاقتصادي المتردي بعد الانهيار الكبير للقدرة الشرائية والتي تجعلهم عرضة لكل انواع الاغراءات المالية”، عارضا للأحداث التي دارت بعد عامي 2005 و2015 والتي شهد خلالها لبنان خروج الاحتلال السوري وانقسام اللبنانيين بين مؤيدين لجبهة 8 آذار وآخرين ل14 آذار والذين تعرض قادتهم لعمليات اغتيال ممنهج وصولا الى العام 2016 تاريخ قيام التسوية الرئاسية التي تقاسم فيها الأطراف مقدرات البلد واستسلموا لارادة حزب الله وسلموه البلد بعدما انتخبوا مرشحه الى رئاسة الجمهورية ميشال عون”.
وأشار الى أن “الكتائب التي رفضت وحدها انتخاب عون والاستسلام لهذا الواقع قررت مواجهته منفردة، في ظل غياب اي معارضة آنذاك، اذ ان البلد سقط بيد ميليشا مسلحة أخذت البلد رهينة وهي من يأخذ قرار الحرب والسلم في لبنان وخارجه، ويحدد نوعية العلاقات بين لبنان دول العالم ويقرر تخريبها، وكل هذا بالتواطؤ مع المافيا السياسية التي كانت تقود البلاد والأحزاب التي شاركت في الحكومات المتعاقبة ووافقت على القرارات الكارثية التي اتخذت، من موازنات وهمية الى التجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بالاجماع وهم اليوم يدعون معارضتهم”.
وأردف: “في العام 2018 كانت الكتائب وحدها تعلن حقيقة ان البلد مقبل على الانهيار وان الليرة ستفقد قيمتها وان حزب الله يسيطر على لبنان في مقابل وعود تطلقها الطبقة السياسية عن بترول سيتم استخراجه وانجازات سيعوم لبنان على أثرها وتبين ان كل هذه الوعود كانت كاذبة وظهرت الحقيقة، ما دفع الناس في العام 2019 الى النزول الى الشارع واعلان الثورة في وجه الطبقة السياسية في مشهدية رائعة جمعت لبنان من شماله الى جنوبه”.
وقال: “أمام هذا الواقع طبقت منظومة السلطة والميليشا مبدأ فرق تسد بين أركان الثورة، وأعادت بث التفرقة على اسس طائفية وعقائدية في استعادة لأيام الحرب، فأكثر ما يهدد حزب الله هو وحدة اللبنانيين”، داعيا الى “كسر الحواجز بين اللبنانيين وتخطي الهواجس التي تفرقنا في سبيل قيام دولة القانون ولبنان الحضاري والمتطور والذي يحكمه اناس يتحلون بالكفاءة والنزاهة، ففي حين يزخر لبنان بالكفاءات على مختلف الصعد يعمد اهل السلطة الى تعيين اناس يفتقرون للشهادات او الكفاءة والنزاهة في مواقع وزارية.
واعتبر رئيس الكتائب ان “لبنان يحكم اليوم بعقلية ميليشيوية وبعقلية زعماء الحرب التي تلجأ الى القوة والعنف لالغاء الآخر”، داعياالى “كسر الحواجز وتخطي الهواجس لبناء لبنان الجديد القائم على دولة القانون والتعددية، لبنان الحضاري والمتطور واختيار رجال دولة يتمتعون بالكفاءة والنزاهة، يضعون مصلحة لبنان قبل مصالحهم الخاصة ويؤمنون بضرورة التغيير الديموقراطي”.
ودعا الى التصويت لحزب الكتائب لأسباب ثلاثة رئيسية:
اولا: لأن حزب الكتائب لم يكذب يوما على اللبنانيين وكان صادقا وصارحهم بالحقيقة، وحذر من الممارسات القائمة ولم يحد عن مبادئه، وعندما قال انه لن ينتخب مرشح حزب الله وانه لن يسكت عن الفساد ونفذ ما وعد به.
ثانيا: لأن الكتائب تملك مشروعا كاملا للبنان، ستعلنه في الثلاثين من آذار، يشمل النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتناول ملفات الصحة والتعليم وغيرها وسينشر بشفافية على موقعنا الالكتروني ويتضمن اصلاحات بنيوية نؤمن انها ضرورية تلحظ اللامركزية وحياد لبنان وانتخاب مجلس شيوخ يسمح بالتوجه الى دولة المواطنة.
ثالثا: لأن الكتائب لا تساوم على مصلحة البلد وستكون وفية لوعودها وهذا ما اثبتته بالممارسة”.
واشار الجميل الى ان “الحزب سيتحالف مع قوى جديدة ظهرت وتلتقي معها بالرؤية وهي بدورها لن تساوم على المبادىء”، لافتا الى “التعويل على المغتربين اللبنانيين للانخراط في العملية الانتخابية وتشجيع الجميع على الادلاء بصوتهم لاحداث الفرق في العملية المصيرية التي من شأنها ان تغير مسار الانحدار في لبنان والحظوظ لذلك مرتفعة جدا بالاستناد الى استطلاعات الرأي وعلى الرغم من كل محاولات احباط اللبنانيين ببث الاشاعات حول ان هذه الانتخابات لن تغير في الواقع شيئا”.
وردا على سؤال حول وجود ضمانات دولية لاجراء الانتخابات، أشار الجميل الى “وجود ضغوط دولية كبيرة لاجراء الانتخابات ومن هنا فشلت كل محاولاتهم لعرقلة إجرائها من تصويت المغتربين الى الميغاسنتر”.
وحول ضمان عدم العبث بصناديق الاقتراع تحدث الجميل عن آلية يتم العمل عليها مع الحلفاء للمراقبة.
وبعد كلمة الجميل فتح الباب امام الأسئلة والأجوبة والنقاش استمر لأكثر من ساعتين .
واعتبر الجميل ردا على سؤال، ان “مشهدية 17 تشرين يجب ان تنتقل الى مجلس النواب لتشكيل قوة نيابية مستقلة كبيرة قادرة على التأثير على المسار الديموقراطي”، مؤكدا
أن “اللقاء الذي حصل في بيروت بين مجموعات من المعارضة لم يكن بمعزل عن الكتائب بل بالتنسيق معها عبر جبهة المعارضة اللبنانية للوصول الى أرضية مشتركة تسمح بتوحيد الجهود”.
وأكد أن “الأزمة اليوم في لبنان ليست طائفية بدليل ان هناك مسيحيين متحالفين مع حزب الله الذي أوصل مرشحه بأغلبية اصوات المسيحيين فيما هناك معارضين لحزب الله من بقية الطوائف”.
ورفض الجميل “أي تلط خلف تاريخ المقاومة اللبنانية للتغطية على الأخطاء التي ارتكبت في الفترة الماضية”، معتبرا ان “المساواة بين من بقي وفيا لمبادئه ومن تنازل عنها لا يجوز”.
وفي نهاية اللقاء تم توزيع البطاقات الحزبية على عدد من المنتسبين الجدد الى قسم باريس وتكريم الكتائبي ادوار لورو.