معرض الكتاب الـ63: هل أصبح السنيورة في محور الممانعة؟
خلال التجوال في معرض بيروت للكتاب الـ63، لا بد أن تلحظ العين هدوءً غير اعتيادي، وربما هو أمر طبيعي لمكان ثقافي يجب أن يكون محط أنظار ومقصد اللبنانيين جميعاً في حال كانت ظروف لبنان طبيعية.
المعرض اكتسب شهرة جديدة هذا العام بعد “فشة الخلق” التي قام بها شاب وصبية، فشة ناتجة عن حقن إعلامي مُكثّف، لكن ذلك رفع من منسوب القلق عند العاملين في دور النشر المشاركة وكأنهم يترّصدون كل قادم، على أمل أن يكون “زبون مدهن” للشراء يفك عنهم ساعات مللّهم الطويل.
ما خلفيات الإشكال الحقيقية؟
جاء الإشكال المُفتعل من قبل أناس أعادوا سببه إلى خلاف نقابة الناشرين التي تُشرف عليها إبنة أحد أصحاب المؤسسات الإعلامية مع “النادي الثقافي العربي” الذي تشرف عليه أيضاً إبنة أحد رؤساء الوزارة السابقين، في تجاذب على تمويل المعرض من قبل أحد الأمراء، فكان الحقنّ المذهبي هو الضحية، ومن أراد التشويش استغل صورة قاسم سليماني أحسن استغلال، فكهرب الجو “النائص” أصلاً؟.
وهل لعبت المقالات الصحفية دوراً في اشعال الفتيل، هذه المقالات العاتبة على الانكفاء المذهبي لبعض دور النشر_ حتى بدا كأن “النادي الثقافي العربي” بات بيد إيران وحزب الله؟.
الترويج السلبي للمعرض
بدا أن البعض قد روّج عمداً لسيطرة حزبية على المعرض ولإنكفاء الطرف الآخر، مما يدفع لطرح السؤال التالي: من منع من ومن منع الجميع من المشاركة؟؟.
بكل شفافية باتت لازمة “ما خلونا” ممجوجة!!، وهي باتت “الجملة مستقر” الجميع عند العجز، فقد نقل أحد الصحفيين أن جهة محددة (يقصد “الثنائي الشيعي” أو “الممانعة”) تُشكل غالبية المشاركين من دور النشر، مما دفع لسؤال أحد المعنيين في المعرض: هل ثمة خطوط حمراء وُضعت بوجه دور النشر المتنوعة والمخالفة لتوجهات “الثنائي الشيعي” المُتهم بالسيطرة العددية على المعرض؟ فكان الجواب: لم تفرض إدارة المعرض أيه شروط، بل تم تقديم التسهيلات المادية الكبيرة للجميع، وللتوضيح فإن المعرض يُشرف عليه النادي الثقافي العربي وأبوه الروحي الرئيس السابق فؤاد السنيورة.
محور الممانعة ملأ فراغ غياب الآخرين
من هنا بات واضحاً الاستنتاج التالي: هل يعني غياب دور النشر العربية عن المُشاركة تعني سيطرة دور نشر إيرانية على المعرض؟
لا بد من الاعتراف أن تغييبهم لأنفسهم يجعل من مشاركة الآخر النقيض فاقعاً، هذا أولاً،
أما ثانياً ففي جولة على “الستاندات” يتبين أن دور النشر الكبيرة مشاركة جميعها، ولم تغب سوى دور النشر العربية، التي غالباً ما تُروج للأنظمة في اصداراتها، كون مشاركتها تقتصر على وزارات الإعلام الرسمية لهذه الدول.
علماً أن أحد المعنيين في المعرض، قال إن “عدم مشاركة بعض الدور هو بسبب ضيق الوقت كون النادي أبلغنا بقرار إقامة المعرض قبل وقت قصير، وأيضاً بسبب مشاركة معظمها في معارض عربية خارج لبنان خلال هذه الفترة، خاصة أن الوضع الإقتصادي في لبنان صعب جداً، والمردود حتما سيكون رديءً نظراً لهبوط قيمة العملة المحلية، ولحاجة المواطنين إلى تأمين مواد عيشهم الأوليّة.
خلاصة القول: الإعلام اللبناني حرّض، فاندفع الشاب شفيق بدر إلى الثورة في المعرض داخل ستاند “دار المودة”، على صورة قاسم سليماني، وقد تناسوا، كما قال أحد أبرز الصحفين في المعرض لـ”أحوال ميديا” أن “المعرض قد مرت عليه صور زعماء وقادة أمميين وسياسيين عرب وغير عرب، فهذه حال بيروت، كانت صدى لكل الخارج فلما الزعل الان؟”.
فقد باتت هذه الحركة مكرورة، خاصة بعد خفوت صوت الثورة، يأتي افتعال مشكل داخل المعرض تكملة لعملية الانسحاب السلبية لبعض السياسيين اللبنانيين، أو حركة تعويضية متأخرة عن الحزن على تخلي العرب عن بيروت.