هل اكتمل تفاهم التيار والحزب الانتخابي من بوابة كسروان جبيل؟
تحالف حزب الله والتيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية اكتمل تقريبًا أو هو قيد الاكتمال ما لم يخرج ما يُعيق تحقيقه حتى يوم الاستحقاق الكبير. وأبرز صور التحالف هو الاتفاق على خوض المعركة معًا في عدد من الدوائر وبخاصة في دائرة جبيل وكسروان وعليه حُسِمَت هوية المرشح عن المقعد الشيعي من آل برو من بلدة عين الغويبة في أعالي جرد جبيل.
الاتفاق يُبدد كل الوساوس التي أشاعت أجواء التباعد الانتخابي بين حليفين اختلفا على بعض القضايا في المرحلة الأخيرة، دون أن تؤدي إلى الفراق الكبير أو الطلاق. ومن لحظة الإعلان عن هذا الاتفاق سترتسم صور جديدة في الدوائر الأساسية بخاصة في كسروان جبيل، الدائرة التي تشهد كثافة في الترشيح منزل زعامات وقادة اللوائح.
المناخ اليوم مغاير، البلاد على شفير الهاوية اقتصاديًا واجتماعيًا، ومخاطر التدخل والاستهداف الخارجي تتعاظم، لا مجال للتراخي ولا للخصام والافتراق. من هذا المنطلق سعى حزب الله إلى العمل بدقة وروية وتكتم على حياكة بنود الاستعداد للمعركة الانتخابية عبر جمع حلفائه في جبهة واحدة انطلاقًا من جبل لبنان حتى باقي المحافظات والأقضية. وكانت المعركة الانتخابية السابقة في العام 2018 قد شهدت افتراقًا بين طرفي وثيقة تفاهم “مار مخايل” وتسبب في خسارة مرشح الحزب آنذاك حسين زعيتر وأدى إلى فوز المرشح على لائحة النائب فريد الخازن النائب الراحل مصطفى الحسيني.
ترسيم خطوط التحالف بين الحليفين لم يكن أمرًا سهل بسبب حليف الحليف وثاني الثنائي، حركة أمل الخصم اللدود للتيّار البرتقالي.
حزب الله توصل مع التيّارين إلى رسم الخطوط العريضة للتضامن الانتخابي الثلاثي بعد جلسات واجتماعات مكثّفة فكك فيها الألغام المزروعة على طريق التقاء الحليفين. وخريطة التحالف تضمن خوض الانتخابات بلائحة موحدة في دوائر بعبدا – المتن الجنوبي وبعلبك – الهرمل وبيروت الثانية. وتمكن الحزب من وضع بنود التعاون في دائرة البقاع الغربي – راشيا التي يصر رئيس المجلس النيابي نبيه بري على تثبيت النائب إيلي الفرزلي في أي لائحة مشتركة، ومن المعروف أن الأخير فكّ تحالفه مع التيّار في لحظة انفصال شائكة. ويحصل “التيار الوطني الحر” على المقعد الكاثوليكي في دائرة بعلبك-الهرمل بعدما كان يشغله الحزب “القومي” على أن يتم ترشيح شخصية سنية تابعة للأخير على لائحة “الثنائي الشيعي”.
فيما يدعم الثنائي مرشح التيار عن المقعد الكاثوليكي في دائرة بيروت الثانية، الذي سيكون الصحافي غسّان سعود.
التعاون والتضامن الانتخابيين ينسحبان على دائرتي جبيل وكسروان، التي سيسمي المرشح الشيعي فيها حزب الله فيما ترشح حركة أمل مرشحي جزين والبقاع الغربي.
هذا الوضوح الانتخابي، الذي ينقصه إسقاط الأسماء فقط، يعزل، إلى حد ما، حال الارتباك والتراخي في إعلان الترشيحات والتحالفات في دوائر عدّة لا سيّما في دائرة أصحاب الرؤوس الحامية وعرين الطامحين إلى رئاسة الجمهورية كسروان- جبيل، دائرة جبل لبنان الأولى، التي قد تشهد ولادة ستّة لوائح بعدما تفرّق الأصدقاء وانقسم الحلفاء وتشظت الأحزاب.
صورة الترتيبات التي تمّ التوصل إليها بين الثلاثي، سيتطرق إليها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله خلال اطلالته التلفزيونية المرتقبة مساء الأربعاء على تلفزيون المنار، حيث سيضع خطوط ومحاور وشعار المعركة الانتخابية، آخذًا بعين الاعتبار الأوضاع الداخلية وتحديات الضغوط الخارجية والتحولات الكبيرة في العالم، مع الحرص على الحفاظ على حضور أفضل مع حلفائه في المشهد الانتخابي والخروج من معاركه أكثر قوة.
القوة التي يسعى إليها الحزب وفق منطق التصدي لمحاولات الإلغاء والإقصاء والضغوط الخارجية الغربية والعربية لإلغائه من المشهد السياسي اللبناني، تعني بالنسبة إليه الخروج بأكثرية تُتيح له ولحلفائه مواجهتها بالتكافل والتضامن لاستحقاقات أكثر دقّة وحساسية وخطورة من النزال الانتخابي، فهل ينجح في تحقيق ذلك؟