الكل مأزوم في دائرة الشمال الثالثة ويروجون العكس!
قبل اسبوعين على إقفال باب الترشيح وإعلان اللوائح في لبنان تمهيداً للإنتخابات المقررة في الخامس عشر من شهر آيار المقبل يبدو أن جميع الأطراف مأزومون في دائرة الشمال الثالثة (أو الشمال المسيحي)، وبخاصة أن أحد الأفرقاء الذي كان يشكّل دعماً لبعض الأطراف وهو “تيار المستقبل” فد أصبح خارج اللعبة بعد تعليق نشاط رئيسه النائب سعد الحريري الإنتخابي والسياسي وكذلك باقي كوادره حيث كان يؤثر في النسبة الأعلى من مجموع الأصوات السنيّة التي بلغت في انتخابات العام 2018، 23 الف صوت من اصل مئتان وخمسون الفا وليس لهم مرشح يوجهون نحوه صوتهم التفضيلي. أضف إلى ذلك الإنقسامات الحاصلة في بعض الأحزاب والمجموعات الإنتخابية التي زادت في التعقيدات والتحالفات في وقت يبحث فيه كل فريق عن حبل إنقاذ يساعده على الأقل في المحافظة على ما جناه في الإنتخابات السابقة.
ففي هذه الدائرة التي تضم أقضية زغرتا، الكورة، البترون وبشري ستتصارع وفق التقديرات خمسة لوائح لكل من :”التيار الوطني الحر، تيار المرده، حزب القوات اللبنانية، حركة الإستقلال وقوى المجتمع المدني التي تصر على تسمية نفسها بقوى التغيير”.
التيار الوطني الحر الذي كان متحالفاً مع رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض واستطاع توفير ثلاثة مقاعد في البترون (جبران باسيل)، والكورة ( جورج عطالله) إضافة إلى مقعد معوض في زغرتا يسعى بعد أن خسر رئيس حركة الاستقلال أن يستقطب المرشح ملحم (ويليام) طوق في بشري لكي يثبّت على الأقل مقعدين في البترون والكورة وإذا لم يحالفه الحظ في بشري فقد يُسند إلى طوق مقعداً وزارياً في حكومة ما بعد الإنتخابات. فيما تقول أوساطه انه يضمن ثلاثة مقاعد ويعمل للمقعد الرابع لأنه سيتحالف مع الحزب القومي.
تيار المرده الذي حصد أربعة مقاعد في انتخابات العام 2018 نتيجة تحالفه مح الحزب القومي في الكورة والنائب السابق بطرس حرب في البترون، عبر مقعدين في زغرتا (طوني فرنجيه واسطفان الدويهي) ومقعدين في الكورة (سليم سعاده والمرحوم فايز غصن)، ما زال يدرس مسألة التحالف مع الحزب القومي الذي بات يتجاذبه جناحين (رئيس الحزب ربيع بنات والرئيس السابق اسعد حردان)، وأيضاً إمكانية استعادة التحالف مع ملحم طوق في بشري كما فعل في الإنتخابات المنصرمة. وأوساطه تتحدث عن حصوله على أربعة مقاعد ويسعى للخامس.
حزب القوات اللبنانية الذي إقتطع سابقاً ثلاثة مقاعد، إثنان في بشري (ستريدا جعجع وجوزيف إسحاق) ومقعد في البترون (فادي سعد)، تتحدث أوساطه عن إلاتجاه لحصد خمسة مقاعد في هذه الدائرة مستنداً إلى الفارق الذي حققه في تسجيل نحو ستة الآف صوت في الإغتراب، والتشظي الذي أصاب حزب الكتائب في البترون بعد استبعاد ترشيح سامر سعاده لصالح مجد حرب. متجاهلاً الثغرات الذي تنتظره في بلدة حدشيت (الثانية من حيث المقترعين في القضاء) نتيجة عدم التناغم بين بعض المفاتيح الإنتخابية السابقة والنائبة ستريدا كما كان يحصل في السابق. ولذلك أعطيت توجيهات القيادة لكي يصوت المحازبون والمناصرون في حدشيت لإسحاق خلافاً للإستراتيجية السابقة، في حين عمدت قوى المجتمع المدني (شمالنا) إلى دعم ترشيح الشاعر قزحيا ساسين الذي كان أحد الوجوه القواتية في البلدة.
حركة الاستقلال المتحالفة مح حزب الكتائب وآل حرب والتي إكتفت بمقعد واحد في زغرتا (ميشال معوض) تراهن على تحقيق مقعدين إذا نجحت في استقطاب “قوى التغيير” في الكورة.بعدما سقط من حساباتها التحالف على ما يبدو مع آل طوق في بشري الذين بات قلبهم اقرب إلى التيار البرتقالي.
المجتمع المدني ما زال معظم مرشحيه مقتنعون بأنهم سيقتطعون مقعدين في الدائرة في حين أن معظم الإحصاءات تمنحهم مقعداً في الكورة إذا ما حافظوا على تحالفاتهم التي تبدو هشة في العديد من المفاصل.
مرسال الترس