فرنجية بين النيابة والرئاسة
بقلم شربل الترس
لا يخفى على أحد أن زعيم تيار المرده، الوزير السابق سليمان فرنجية، يطمح دائما ليكون رئيسا للجمهورية؛ كيف لا وهو الذي كان يسير على قدم وساق لينجز الطموح حين رشحه الرئيس سعد الحريري، قبل أن يمشي الأخير بوالد فرنجية الروحي على ما كان يذكر، اي العماد ميشال عون، لتبدأ من وقتها خصومة سياسية طاحنة بين الفريقين، أضحت بفرنجية مقاطعا لكل فترة عون الرئاسية.
لكن بالمقابل، يرى فرنجية اليوم أن الباب أوسع ليكون هو سيد القصر، وذلك تزامنا مع الانهيار الإقتصادي الكبير الذي حصل في ما يسمى بـ “العهد القوي”، ما يؤدي حتما الى قطع الطريق أمام أي مرشح من معيار عون، الامر الذي يريح البيك الذي يملك حيثيته في زغرتا، وكذلك بعض الكورانيين والقليل من البترونيين والبشرانيين، بينما لا وجود يذكر في الأقضية المسيحية الكبرى الأخرى.
الى ذلك، فإن البيك الزغرتاوي مرتاح إلى المفاوضات الأميركية-الإيرانية في جنيف التي بدأت “ريحة طبختها تفوح”، اذ صار محسوما من خلال الصالونات الضيقة أن الإتفاقية الحاصلة تقضي الى تسكير الجبهات في المنطقة بدءاً من اليمن وصولا إلى بيروت، كما تبدو المملكة العربية السعودية أكثر سلاسة من اي وقت مضى، حيث يتم تذليل كل العقبات أمام الحلول المتفقة والتي تتضمن مسألة ترسيم الحدود الفاصلة بين إسرائيل ولبنان، ليتم بعدها عملية النهوض والتعافي الاقتصادي.
كل هذه المؤشرات الخارجية تريح فرنجية رئاسيا، لكن هل البيك مرتاح على وضعه داخليا؟
لا يخفى على أحد أن فرنجية ذلل العواقب الداخلية مع كل الأطراف السياسية، حيث كان آخرها مع القوات اللبنانية التي كان هناك حائط من الدم كسرته بكركي من خلال المصالحة التاريخية مع جعجع برعاية الراعي، لكن كل هذه العلاقات الجيدة مع كل الأطراف باستثناء باسيل طبعا، خصمه على الكرسي من الخط الواحد، ومع التفاؤل الخارجي هل سيحمله كل ذلك إلى بعبدا؟
أخيرا، لا بد من حسم المشهد الرئاسي ككل، وأن يحسم البيك الزغرتاوي مسألة الانتخابات النيابية المقبلة، فلا نستطيع أن نقول إنه حسم الأمر حتى ولو نظريا، فهو سيخوض معركة قاسية في الأقضية الرئاسية الأربعة، زغرتا-البترون-الكورة وبشري، فلائحته الخضراء فقدت جزءا كبيرا من سهولة تحالفاتها، وتحديدا بعد أن صار واضحا أن نجل النائب السابق بطرس حرب، المحامي مجد حرب، سيكون على لائحة معوض بعد أن كان والده على لائحة فرنجية عام 2018، بالإضافة إلى الضغط الذي يمارسه الوزير السابق جبران باسيل على دمشق ليضم القومي على لائحته بعد أن كان على لائحة فرنجية.
كل هذا في جهة، وأصوات التغييريين في الدائرة في جهة أخرى، إذ تؤكد عدة مراكز إحصائية أن هذه القوى ستأكل حكما من صحن فرنجية وتحديدا في قضاء زغرتا؛ لكنه بمقابل كل هذا، يعوّل فرنجية على تحالفاته الانتخابية في كسروان مع النائب فريد الخازن، حيث من المفترض أن يكون له مرشح وازن على اللائحة وهو وزير الإعلام السابق جورج قرداحي، فإذا ما أدّى الأمر بالأخير نائبا عن كسروان يكون فرنجية قد قطع شوطا كبيرا في معركته الرئاسية، كيف لا وكسروان نفسها هي التي قطعت نصف الطريق على عون العماد ليصبح عون الرئيس.