أُقفل باب التسجيل في البطاقة التمويلية منتصف ليل نهاية كانون الثاني المنصرم. وأُقفل معه أي إمكانية لإضافة أي ملف، لأن باب إنشاء الحسابات قد تم حذفه عن صفحة المنصة، ومعه تم إقفال الباب على أي تدخل بشري بتحديد المستفيدين من برنامجي شبكتي “دعم” و “أمان” وبالتالي منع أي تدخل سياسي أو مصالح خاصة لإختيار المستفيدين من التحويلات النقدية ولتحقيق المساواة بين الأسر.
فهل “سيتحقق الحلم” للأسر الأكثر فقراً في لبنان أن تبدأ في الأول من شهر آذار بقبض مستحقاتها كما وعد المعنيون في الدولة؟ مصادر متابعة لمشروع الدعم هذا لفتت لموقع “أحوال” أن الجواب على هذا السؤال ما زال قيد التداول والتمحيص، لأن المبالغ التي رصدتهاا الميزانية العامة لهذا العام لا تكفي، وهي في الأساس ما تزال تحت الدرس لحين نشر الموازنة في الجريدة الرسمية. وبالتالي ما على المواطنين الاّ الإنتظار، بالنسبة لبرنامج “دعم” المفترض أن يمتد لبضعة سنوات.
أما برنامج “أمان” المنبثق منه فأمواله مؤمنة من البنك الدولي وهو لمدة سنة واحدة فقط، وهو يطال العائلات الأشد فقراً والتي لا تزيد مساحة منزلها على الستين متراً، وما يوازيها من المعايير لجهة المضمون والتي بوشر العمل على وضعها، إضافة إلى الزيارات الميدانية التي سيُباشر بها ابتداء من منتصف شهر شباط الجاري.
وقد استقر عدد الملفات على 582743 بينها 469646 كاملة المواصفات حتى تاريخ إعداد المقال، بينما هناك 114907 غير مكتملة إن لجهة عدم وجود هوية لبنانية مع أي فرد من أفراد العائلة أو بسب التصريح عن وجود حساب مصرفي يتخطى المبلغ المحدد. أضف ألى ذلك إمكانية وجود إزدواجية في تسجيل الإستمارة أو إعطاء معلومات منقوصة ولاسيما في المراحل الأولى من التسجيل.
ولوحظ أنه في الملفات الصحيحة هناك 676267 إنثى و672199 ذكر ، أما في الملفات غير المكتملة لناحية الهويات فهناك 132763 إنثى و 142988 ذكر.
ولكن اللافت في أرقام الملفات أن قضاء بعبدا قد تصدّر اللائحة بـ 62272 ملفاً متقدماً على محافظة عكار التي إحتلت المركز الأول طوال الفترة الماضية. في حين أن قضاء بعلبك قد حلّ ثالثاً مكان مدينة طرابلس التي تراجعت إلى المركز الرابع بينما حافظ قضاء بشري على المركز الأخير بـ 1700 ملف.
في حجم المساعدات فإن شبكة “دعم” تقدم عبر “البطاقة التمويلية” 126 دولاراً أميركياً للعائلة المؤلفة من ستة أفراد كحد أقصى، على أن يحصل من تخطى السن القانونية (64 عاماً) خمسة عشر دولاراً إضافياً ، في حين أن برنامج “أمان” يمكّن الأسرة من الحصول على 156 دولاراً أميركياً مع دعم لطلاب العائلة في المدرسة أو الجامعة يتراوح بين مئتين وثلاثمئة دولار للطالب وفق آلية محددة. مع الإشارة إلى أن برنامج “أمان” محصور بمئة وخمسين الف عائلة فقط وإذا زاد هذا العدد نتيجة عدم استكمال الملفات في برنامج “دعم” فعندها عليه إنتظار ما سيستجد من قرارات لاحقة.
ولفتت المصادر المتابعة لموقع “أحوال” إلى أن العائق الأساسي للملفات غير المكتملة يتمحور حول الهويات الناقصة والتي يقدّر عددها بـ 275 الف هوية يجب أن يتم استكمالها خلال شهري شباط وآذار كحد أقصى، آملة من وزارة الداخلية والبلديات أخذ هذه المسألة بعين الإعتبار وإيجاد الآلية المناسبة لإنجازها.
يجدر التذكير ان وزارة الشؤون الإجتماعية كانت قد سجلت برنامجاً العام الماضي شمل 469107 عائلات وهذه لا يحق لها بأي طريقة أن تستفيد من برنامجي “دعم” و “أمان” ولكن الأعداد الإجمالية لجميع البرامج تشير إلى استفادة 1051850 عائلة في لبنان أي الشريحة الأكبر من العائلات اللبنانية.
مرسال الترس
