مجتمع

الأعياد تفقد بهجتها في ظل الأزمات

يعيش اللّبنانيون أزمة خانقة لم يسبق أن عاشوها حتى في ظل الحروب التي مرّت على بلادهم، الوضع الاقتصادي المزري سرق منهم بهجة الأعياد التي كانوا ينتظرونها من عام إلى آخر، وهذا العام تفقد الأعياد في لبنان بهجتها في ظل استفحال الأزمات، ويعجز المواطنون عن شراء حاجياتهم من مأكولات وحلويات وثياب وهدايا لإدخال الفرح إلى قلوب عائلاتهم وأطفالهم.

 

القطاع التجاري يلفظ أنفاسه

التسوّق في فترة الأعياد يشكّل أحد مواسم الخير بالنسبة للتجار، وخاصة أن القطاع التجاري يتكبّد خسائر منذ سنوات، ولمناسبة الأعياد اتخذ التجّار خطوات عدّة لتنشيط الحركة التجاريّة أشبة بخطة طوارئ من أجل تحفيز المواطنين على الشراء، فقد قام العديد من المحال التجارية بتخفيض الأسعار بالإضافة إلى عروض وتمديد فتح الأسواق حتى الفترة الليلية.

أحد التجار في سوق صيدا يقول: ننتظر موسم الأعياد لكي تتحرك العجلة الاقتصاديّة لكن هذا العام لا قدرة لدى المواطنين على شراء الهدايا وصاروا يفضّلون ترتيب أولوياتهم في شراء السلع الضرورية والأساسية والابتعاد عن الكماليات، على الرغم من أن التجّار يحاولون كسب الزبائن من خلال التنزيلات وتخفيض الأسعار من أجل استمراريتهم في فتح المحلات لأنّ الأزمة عامّة وتطال كافة الشرائح.

حركة الاسواق خجولة مقارنة بموسم الأعياد حيث أنها تكون كثيفة في مثل هذه الأيام، لكن الضائقة المعيشية حالت دون أن يكون للعيد بهجة.

 

الحلوى بدل الهدايا

ارتفاع الأسعار حال دون تمكّن العديد من المواطنين شراء هدايا العيد واقتصرت مشترياتهم على الحلوى لأولادهم فقط ليشعرونهم بالعيد، يقول المواطن جورج مارون: لم أعتد أن أدخل إلى بيتي خالي الوفاض ليلة العيد، لكنّ الظروف أجبرتني على أن أختصر مشترياتي لأننا نعيش وضع اقتصادي كارثي، استطعت شراء حلوى لعائلتي كي نشعر ولو بغصة بفرحة العيد.

وفي جولة على محال الحلويات اتضح أنّ أسعارها تكوي الجيوب وعلى الرغم من ذلك فإنّ عدداً كبيراً من المواطنين أوصى على قوالب الحلوى لليلة العيد ما يدل على أنّ اللبناني يحاول جاهداً أن يسرق الفرح ممن سرقوا أمواله.

 

عودة كورونا أثرّ سلباً على الاحتفال بالأعياد

مع اقتراب الأعياد تمّ اتخاذ تدابير وقائية من أجل منع تفشي وباء كورونا من جديد وخاصة أنّه بات العدد اليومي في الإصابات مرتفعاً، وبهذا الصدد طلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال اجتماعٍ للجنة الوزارية المعنيّة “التّشدد في تطبيق الإجراءات الوقائية المُتّخذة للحدّ من انتشار فيروس كورونا»، مطالباً الأجهزة الأمنية بـ«عدم التّهاون في هذا الأمر ضمن الإمكانات المتاحة”. وأشار ميقاتي، بعد الاجتماع الذي ترأسه، إلى أنّ لدى الجهات المعنية بتطبيق الإجراءات في القطاع السياحي “كامل الصلاحيات من أجل اتخاذ الإجراء المناسب بحقّ المؤسسات السياحية المُخالفة، حتى لو كان القرار هو الختم بالشمع الأحمر”.

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى