هل يسحب السنيورة البساط النيابي من تحت أقدام آل الحريري؟
يبدو أنّ رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة لديه مخطط انتخابي في صيدا، كاشفةً أنّه يعمل بطريقة لافتة على إيصال شخصية مقربة منه إلى المجلس النيابي من بوابة صيدا، أي من عقر دار النائب بهية الحريري، فكيف ذلك؟.
تشير مصادر مطّلعة على أجواء تيار المستقبل إلى أنه قبل انتخابات عام 2018، أراد صاحب شركة السوق الحرّة محمد الزيدان الترشح إلى الانتخابات النيابية، وبحث الموضوع حينها مع الرئيسين سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وقد طلب منه سعد أن ينسحب لصالح عمته بهية وأن يقوم الحريري بدعم ترشيحه في انتخابات عام 2022، لكن بما أنّ الحريري لم يتخذ القرار النهائي بخوض الانتخابات، بعث السنيورة برسائل مفادها أنّه سيخوض الانتخابات إلى جانب الزيدان في صيدا، ليقطع الطريق على بهية الحريري ونجلها أحمد أمين عام تيار المستقبل، والسنيورة يعلم أنّ لا إمكانية للفوز بالمقعدين السنيين في وجود النائب أسامة سعد المدعوم من قبل حزب الله والذي يتمتع بشعبية “محرزة” في صيدا، لذلك فإنّ مخطّط السنيورة أنّه سينسحب لصالح الزيدان قبل وقت قصير من الإعلان عن اللّائحة”.
وذكرت المصادر أنّ “السنيورة بهذه الطريقة دفع بهية الحريري إلى التفكير بترؤس لائحة تيار المستقبل في بيروت، ولهذه الغاية، تواصلت مع إحدى شركات الاستطلاعات وطلبت الحصول على أرقام ومعطيات لمعرفة حظوظها في بيروت، فكانت نتيجة الاستطلاعات غير مشجعة، فهي لم تعمل في بيروت ولم تقدم خدمات ومشاريع إنمائية واجتماعية واقتصادية للعاصمة، لذلك من الصعب عليها لعب دور رفيق أو سعد الحريري لعدّة أسباب يطول ذكرها”.
ولفتت المصادر عينها، إلى أن “البيارتة عندما قبلوا بالرئيس الشهيد رفيق الحريري زعيماً فهو لأنه حالة إستثنائية، وعندما وافقوا على سعد لأنه نجل الشهيد العزيز على قلوبهم، لكن هذا لا يعني أن البيارتة أصبحوا عاقرين عن إنجاب زعامة سياسية من صلب بيروت وأهلها”.
والجدير ذكره بحسب المصادر، أن البيارتة مستائون من تصرفات بهية الحريري، وهم يعتبرون أنها لا يحق لها تنصيب نفسها “زعيمة” عليهم، خصوصاً أن بيروت اليوم ليست بيروت الأمس، والبيارتة بحاجة إلى شخصية إنقاذية ترد لهم حقوقهم ودورهم في بناء الدولة، وهي أي بهية لا تملك هذه الصفات، لا سيما أنها لم تحقق إنجازاً يذكر في صيدا، بل كانت دائمًا شقيقة الشهيد رفيق الحريري لا أكثر.
محمد مدني
وخير دليل على رفض البيارتة لبهية الحريري، هو ما صدر عن رئيس جمعية بيروت للتنمية أحمد الهاشمية المقرب جداً من سعد الحريري حين سئل عن رأيه حول إمكانية ترشح السيدة الحريري في بيروت، فأجاب: “بيروت حلوة بأهلها وناسها ولا بديل عن دولة الرئيس”.
وكشفت المصادر، أن أحمد الحريري سيقوم رفقة والدته بزيارة سعد الحريري للحصول على موافقته بشأن ترأس احمد لائحة تيار المستقبل، لكن وفق الأجواء فإن جواب الحريري الرئيس سيكون حازماً، “لن يترأس اللائحة سوى شخصية بيروتية تحظى بإجماع أهالي العاصمة”.