مصادر الثنائي الشيعي: تصعيد رئيس الجمهورية يصعّب الحلول ويُحرج ميقاتي أكثر
في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يتحدث عن “الشمس والنور” اشتدّ ظلام الأزمة على وقع التصريحات والبيانات المضادة بين الرئاستين الأولى والثانية، ففي حين كانت الاتصالات قائمة لحلحلة المشكلة الأساسية التي تعترض اجتماع مجلس الوزراء، قرّر رئيس الجمهورية ميشال عون التصعيد.
هكذا قرأت مصادر الثنائي الشيعي تصريحات رئيس الجمهورية الأخيرة، مستغربة لجوء عون إلى التصعيد في هذا التوقيت بالذات، علماً أنّ المشكلة هذه المرّة ليست بينه وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بل مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، الذي كان أول من تصدى للتلاعب الذي يحصل في مسار التحقيقات.
وتعتبر المصادر أنّ هذا التصعيد، مترافقاً مع حملة واسعة شنّها نواب التيار الوطني الحر لاتهام الثنائي الشيعي بتعطيل الحكومة لأسباب مشبوهة، والتلميح بوجود أمر ما يريدون إخفاءه عبر الهجوم على القاضي العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت، هدفه إظهار رسالة للخارج بأنّ الوطني الحر ورئيس الجمهورية ليسا على توافق كامل مع حزب الله، مشيرة إلى أنّ خطاب السيد نصر الله اليوم حمل ردوداً على هذه الحملات، سواء المتعلقة بالأزمة مع الدول الخليجية، أو تلك المتعلقة بملف التحقيقات، دون أن يذكر صاحبها، أو يدخل في سجالات مباشرة أو غير مباشرة مع عون أو الوطني الحر، نافياً بشكل مباشر ما يسوّق له الوطني الحر بشأن مقايضة حادثة الطيونة بملف التحقيقات بانفجار المرفأ.
وفي سياق متّصل ترى المصادر أنّ ما جرى بالساعات الماضية يصعّب الحلول، خاصة بعد تسمية الأمور بأسمائها بما يخص ما يجري في أروقة القضاء، فما يجري بالنسبة إلى الثنائي الشيعي غير مسبوق وغير مفهوم، إذ أنّه سيؤدي إلى تصفية القضاء من خلال تقسيمه طائفياً، محملة رئيس الجمهورية ووزير العدل مسؤولية كبيرة في هذا الأمر.
وتعتبر المصادر أنّ هذا التصعيد لن يُعجب رئيس الحكومة الذي يبحث عن “هدية” ما يقدمها للدول الخليجية، بعد أن اشتدّت الضغوطات عليه، من الداخل والخارج، لذلك يمكن القول أنّ التصعيد لم ينته، وربما لن يتمكن ميقاتي من تحمّل أي خطوات تصعيدية إضافية من أيّ جهة أتت، مع العلم أنّ الحكومة اليوم هي بمثابة حكومة تصريف أعمال، إذ يقوم كل وزير بالعمل الذي يراه مناسباً.
محمد علوش