أوساط المستقبل في هجوم عنيف: ميقاتي ليس ثائرًا بل سياسيًا عتيقًا
أثار تصريح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يوم أمس، أن الطبقة السياسية تتحمل مسؤولية ما وصلت إليه حال البلاد والعباد، جدلاً كبيرًا، وعرضه تصريحه لجملة من الإنتقادات اللاذعة، كونه جزء لا يتجزأ من السلطة الحاكمة، وهو الذي تولى رئاسة الحكومة مرتين سابقتين، قبل أن يدخل السراي للمرة الثالثة منذ أقل من شهر.
تشير أوساط على صلة بتيار المستقبل، إلى أن هدف ميقاتي في تشكيل حكومة بات واضحًا، وهو حصد شعبية وطنية – سنية تخوله ليصبح الرقم واحد، بدلاً من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، وذلك وفقًا لعدة إعتبارات كشفت حقيقة نوايا ميقاتي.
إن رفض ميقاتي الإعلان عن رغبته في الترشح للإنتخابات النيابية العامة في ربيع العام 2022 رغم تحضيره لها مع فريقه السياسي والإعلامي خصوصاً في طرابلس، يؤكد أنه غير صريح مع اللبنانيين، علمًا أن ميقاتي سيكون له لائحة يدخل بها المعركة الإنتخابية على غرار باقي الأحزاب والتيارات والشخصيات السياسية، فالأجدر به أن يعلن ما يخفيه، “فالشمس شارقة والناس قاشعة”، تقول الأوساط.
أما عن قوله أن الطبقة الحاكمة تتحمل مسؤولية ما وصل إليه الوضع، فهذه رسالة ميقاتية إلى اللبنانيين عمومًا والشماليين خصوصاً، في محاولة يريد منها ميقاتي إنكار ماضيه السياسي والتصرف على أساس أن نشاطه السياسي ولد بتاريخ 17 تشرين عام 2019، لذلك يجب تذكيره بأنه من هذه السلطة الحاكمة التي يهاجمها، وأنه ليس ثائرًا بل سياسيًا عتيقًا، والدليل أن ملفات قضائية بحقه لا تزال موجودة لدى القضاء اللبناني، إلا إذا كان الهدف من تصريحاته إرضاء التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، لأن يبدو أن التناغم بين الطرفين يتخطى العمل الحكومي، واللبيب من الإشارة يفهم.
واستنكرت المصادر نفسها، عدم قدرة الحكومة على تحقيق الغاية من ولادتها، من أزمة الكهرباء إلى إنهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار وإرتفاع أسعار السلع الأساسية والغذائية وأزمة المحروقات، فالأجدى برئيس الحكومة التلهي بإنجاز ما وعد به قبل ولادة حكومته، والتوقف عن إطلاق تصريحات سياسية لا تجدي نفعًا، أما إذا كان بحوزة ميقاتي مؤشرات تدل على عدم نجاحه في وقف الإنهيار لذلك يلجأ إلى إطلاق تصريحات تحمل الطبقة السياسية وذر الأزمات، فحينها “الله يعين البلد”.