صورة مشبوهة في ذكرى انفجار المرفأ والضحايا يُقتلون مرّتين
حلّت ذكرى انفجار مرفأ بيروت الأولى على اللبنانيين الذين لم ينسوا بعد ما حصل ليتذكروه، ولكن لم تكن هذه الذكرى لأخذ العبر والصمت حداداً والحزن لفقدان أحبة رحلوا ولن يعودوا، إنما كانت، من قبل بعض الشخصيات والقوى السياسية، فرصة للإستثمار واللعب على الوتر العاطفي، وأخيراً إلقاء الاتهامات جُزافاً بما يُؤكد أن هناك نوايا مخفية لدى بعض الجهات المحلية والخارجية، ستظهر رويداً رويداً.
مخطط مدروس
كان لافتاً، ولم يكن مستغرباً انتشار صورة تُظهر رئيس الجمهورية ميشال عون، أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد، وكأنهم “الأشخاص” الذين فجروا مرفأ بيروت، وهذا ما يؤكد مجدداً بحسب مصادر سياسية مطلعة في فريق 8 آذار أن هناك رغبة في توجيه التحقيقات في جريمة مرفأ بيروت باتجاه الدولة السورية وحزب الله، من قبل قوى سياسية محلية وجهات خارجية، الأمر الذي يتم التعبير عنه أيضاً من خلال الحملات التي تتولى مجموعة من وسائل الاعلام القيام بها.
“هذا المشهد، الذي كان قد بدأ منذ اللحظات الأولى للتفجير، عاد بقوة في هذه المرحلة”، تقول المصادر، لا سيما في ظل المعلومات التي تناولت كميات النيترات التي انفجرت في الرابع من آب من العام 2020، وهو قد يكون مقدمة نحو التدويل في ظل العراقيل التي توضع في طريق التحقيقات التي يقوم بها المحقق العدلي في الجريمة القاضي طارق البيطار.
بالاضافة إلى ذلك، ترى المصادر أن “هذه الجريمة من خلال الشعارات التي ترفع قد تكون المادة الأساسية التي تخاض على أساسها الانتخابات النيابية المقبلة من قبل مجموعات المجتمع المدني، خصوصاً في الدوائر المسيحية، كما حصل في الانتخابات التي حصلت بعد اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري في العام 2005، لا سيما أن هذه المجموعات باتت تحظى بدعم كبير من قبل جهات دولية ترى فيها ورقة رابحة في مواجهة القوى السياسية التقليدية.
وتحذّر المصادر من المطالب المشبوهة بالتحقيق الدولي، مشيرة إلى أن التحقيق الدولي سيخلص الى نتيجة واحدة، تماما كما حصل في ملف اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
حق التعبير!
بالمقابل ترى مصادر معارضة لحزب الله أن اللبنانيين يعبّرون عن رأيهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، واتهامهم للحزب وسوريا وعون ينطلق من علمهم بأن هؤلاء يحكمون الدولة اللبنانية، وإن لم يتحملوا مسؤولية مباشرة فهم يتحملون مسؤولية غير مباشرة، مشددة على أن التحقيق المحلي لن يُسمح له الوصول إلى الحقيقة، لذلك لا مناص من التحقيق الدولي.
الضحايا يُقتلون مرتين
خاسران كبيران في ظل ما يجري، لبنان، وضحايا انفجار المرفأ الكارثي، فالاستثمار الرخيص للدماء يغذّي الحقد والخلافات والمسافات بين اللبنانيين، ويقتل الضحايا مرتين، الاولى في التفجير، والثانية في استغلال الدماء بزواريب السياسة المحلية والدولية، ونسيان الحقيقة التي يحتاجها كل قلب مكسور لترميمه.