ارتفاع عدد الإصابات اليومية بفيروس كورونا في لبنان من جديد، ينذر بعودة تفشي الوباء بشكل كبير وخروجه عن السيطرة في حال عدم اتخاذ الإجراءات المناسبة لتفادي دخول البلد مرحلة خطر جديدة، خصوصًا في ظل الأوضاع الصعبة التي يعانيها لبنان وعلى وجه التحديد القطاع الطبي والاستشفائي.
وفي السياق، أشار رئيس لجنة الصحة النيابية، النائب د. عاصم عراجي، إلى “ارتفاع إصابات كورونا يوم أمس بشكل ملحوظ، إذ تم تسجيل 200 إصابة بالمقارنة مع يوم الأربعاء”، لافتًا إلى دخول 17 مريضًا قسم العناية المركزة، 5 منهم يحتاجون إلى التنفس الاصطناعي”.
وانطلاقًا مما ذُكر، اعتبر عراجي أن هذا “مؤشر يدعو إلى القلق الشديد أمام قطاع صحي يتهاوى”، داعيًا للإلتزام بالتدابير الوقائية وتتبع الوافدين، وزيادة عمليات التلقيح، “وإلا سنكون أمام سيناريو تفشي كبير”، بحسب قوله.
بدوره، لفت مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي، د. فراس أبيض، إلى أنه “كما كان متوقعًا، تستمر حالات كورونا الجديدة في لبنان بالارتفاع”، موضحًا في تغريدة على حسابه عبر موقع “تويتر”، أن “ما يزيد القلق هو ما ذُكر أمس عن زيادة بنسبة 30% في الحالات الحرجة في يوم واحد، كما تجاوز معدل الفحوصات الموجبة 4 %، وهو أعلى معدل منذ عدة أسابيع”.
وأشار أبيض إلى أن “في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، لوحظت الخصائص التالية للمرضى: المرضى الذين تم إدخالهم الى المستشفى أخيراً هم أصغر سناً من ذي قبل”، موضحًا أنه “في الأسبوعين الماضيين، كان متوسط عمر المرضى 48 عامًا، ولم يتلق اللقاح أي من أولئك الذين تقل أعمارهم عن 50 عامًا، فيما تلقى 5 مرضى جرعة واحدة، بينما كان عمر المريض الوحيد الملقح بجرعتين 86 عامًا”.
من هنا، رأى أبيض أنه “باختصار، أصبح المرضى الأصغر سنًا وغير الملقحين هم مرضى كورونا المعتادين في المستشفى، وبعضهم احتاج دخول وحدة العناية المركزة”، معتبرًا أنه “من السابق لأوانه الحديث عن النتائج أو الوفيات، فبالنظر إلى عدم الالتزام باجراءات السلامة في المجتمع، من المتوقع أن يستمر الارتفاع في أرقام كورونا”.
وختم مدير مستشفى الحريري: “هذه أخبار سيئة تضاف إلى الكثير مما نعيشه حاليًا؛ ومع ذلك، فخلال التجول في وسط بيروت أمس، لن يصدق المرء أن لبنان يمر بأزمات خطيرة، إذ قرر كثيرون تجاهل كل المحن، والانشغال بالحياة”، معتبرًا أن “الإنكار وتحمل الصعاب يمكن أن يكونا أفضل الأصدقاء”.
