ما حقيقة هجرة 320 ألف مسيحي من لبنان منذ ثورة 17 تشرين؟
أثار الصحافي سامي كليب الجدل، بعد نشره تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، قال فيها إن مئات آلاف المسيحيين في لبنان هاجروا منذ العام 2019.
وكتب كليب في تغريدته ” منذ تشرين الأول 2019 حتى اليوم ، هاجر نحو 320 ألف مسيحي من لبنان إما هجرة مؤقتة أو دائمة …هذا الشرق بلا مسيحييه يفقد كثيرا من روحه وجذور حضارته وسرّ وجوده.”.
فما مدى حقيقة هذه الأرقام؟
قبل أسابيع، نشر “أحوال” تقريراً أعدّته “الدولية للمعلومات” استناداً إلى أرقام الأمن العام، يدحض من خلال نسب المغادرين والعائدين إلى لبنان، ما يتردّد في وسائل الإعلام عن أرقام هجرة عالية، إذ أنّ العام الحالي مقارنةً بالعام الماضي، شهد تراجعاً بسيطاً في أعداد المهاجرين، ربّما لأسباب تتعلّق بقيود كورونا المفروضة على السّفر، وبأوضاع البلدان في الخارج، التي تعاني بمعظمها من أزماتٍ اقتصاديّة، تجعلها تتأنّى قبل استقبال طلبات الهجرة أو حتى السّفر للسياحة، في ظلّ تنامي الحديث عن رغبة اللبنانيين بالفرار من جحيم الوطن، ما يجعل كل مسافر لبناني مشروع مهاجر يغادر ولا يعود.
الأرقام الصادرة عن المديرية العامة للأمن العام تشير إلى استقرار في حركة هجرة وسفر اللبنانيين إلى الخارج خلال الفترة ما بين 15 كانون الثاني 2021 و15 أيار 2021، إذ بلغ عدد القادمين 207,773 لبنانياً والمغادرين 210,495 لبنانياً فتكون الحصيلة الصافية 2,722 لبنانياً فقط، وفي مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي 2020 (ولا بدّ من الإقرار بعدم صحة المقارنة نتيجة حالة الإقفال وإغلاق المطار بسبب فيروس كورونا) فقد بلغ عدد القادمين 478,726 لبنانياً مقابل 480,898 مغادراً أي أنّ الحصيلة الصافية بلغت 2,172 لبنانياً.
فالأعداد ليست بالكثرة المتوقعة نظراً لسوء الأوضاع، والهجرة أصبحت انتقائية تشمل فئات مهنية معينة: أطباء، ممرضات، أساتذة…
وعليه يتبيّن، أنّ رغبة اللبنانيين في السّفر، يحدّ منها عدم وجود وجهة تستقبلهم، وعدم إمكانيّة الكثيرين من تأمين مستلزمات السّفر الماديّة، ناهيك عن أنّ حصول اللبناني في هذه الأوضاع الصّعبة على فيزا أمر غاية في الصّعوبة، باستثناء فرص العمل التي تأتي للبعض، برواتب لا تقارن مع ما كان يحصل عليه اللبناني من قبل.