من يريد “حرق” ورقة اللّواء ابراهيم سياسيًا؟
لليوم الثاني تأخذ خطوة قاضي التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار حيّزًا عريضًا من اهتمام أهل السياسة والإعلام، بعد إدّعاء الأخير على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والنواب نهاد المشنوق، علي حسن خليل وغازي زعيتر، بالإضافة إلى الوزير السابق يوسف فنيانوس، ومدير عام الأمن العام اللّواء عباس ابراهيم ومدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا وعدد من القضاة والأمنيين، خصوصاً أنّها أتت في عز الصراعات والصصطفافات السياسية على طول البلاد وعرضها، علمًا أن الأسماء التي ادعى عليها البيطار تحظى بحماية سياسية رفيعة كونها من الصف الأول.
مرجعٌ سياسي بارز وقف عند اسم اللّواء عباس ابراهيم متحدّثًا عن هل من مخطط يهدف إلى “عرقلة” رحلة اللواء نحو عالم السياسية حتى قبل أن تبدأ.
وقال المرجع: يعلم القاصي والداني أهمية الدور الذي يلعبه اللّواء عباس ابراهيم في عدّة ملفات داخلية كانت أم خارجية، فاللّواء النشيط اشتهر بصياغة الحلول وتقريب وجهات النظر، واستطاع تكوين شبكة علاقات دولية وإقليمية جعلته رقمًا صعبًا في المشهد السياسي – الأمني، حتى بات بنظر البعض “الرجل الأنسب” لخلافة رئيس مجلس النواب نبيه برّي
وبالعودة إلى أسابيع خلت، طرح اللّواء عدّة مبادرات على المعنيين بتشكيل الحكومة بالتعاون مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي والرئيس برّي كان مصيرها “الفشل”، وقد تحدّثت تقارير ومقالات عدّة عن نية البعض بإفشال مبادرات ابراهيم عبر تسريبها إلى وسائل الإعلام بغية ضرب مضمونها حتى قبل مناقشتها في الصالونات السياسية المغلقة.
يوم أمس تمّ الإدّعاء على اللّواء عباس ابراهيم بأكبر جريمة شهدها لبنان منذ أكثر من 100 عام، ومن المعروف أنّ أيّ متهم ستثبت إدانته في هذه الجريمة لن يرحمه القضاء ولا أهالي الضحايا ولا حتى الجرحى الذين تخطى عددهم الـ 7000 جريحًا، وسيصبح من المستحيل عليه ممارسة أيّ عمل سياسي أو أمني، فهل سيكون اللواء عباس إبراهيم على لائحة “المطرودين” من المشهد السياسي؟.
إن تزامن الأحداث بدءًا من تجميد دور اللواء السياسي مرورًا بالأخبار التي تحدّثت عن نيته الإستقالة من الأمن العام والتحضير لخوض الانتخابات النيابية وخلافة برّي، وصولاً إلى الادّعاء عليه في جريمة تفجير مرفأ بيروت، يؤكد أنّ هناك من يريد “حرق” ورقة اللّواء إبراهيم، وأنّه من المبكر الحديث عن شخصية قادرة على خلافة نبيه برّي، حتى لو بلغت مشارق الأرض ومغاربها.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ اللّواء إبراهيم بات مقرّبًا من حزب الله أكثر من حركة أمل، ومن المعروف أن العلاقة بين الثنائي الشيعي تشوبها عدّة شوائب، خصوصاً فيما يتعلق بعلاقة الثنائي مع النظام السوري، بالإضافة إلى التمايز الواضح بين الجانبين في عدة ملفات داخلية أبرزها ملف تشكيل الحكومة والعلاقة مع التيار الوطني الحر، فهل يكون اللّواء ضحية هذا التباين بعد أن كان شخصية توافقية تحظى برضى عين التينة وحارة حريك معًا؟.