كارمن لبّس لـ “أحوال”: تراجعت عن ثورة 17 تشرين بسبب الدخلاء
خفضت أجري من أجل الدراما اللبنانية
كارمن لبّس اسم يكتمل الفن به، هي ابنة أرض خصبة بالموهبة، متعددة الصفات إلا أن جمال الأداء غايتها التي وصلت الى المشاهد العربي والأجنبي من خلال مشاركاتها العديدة، اعتبرت حالة استثنائية، يمكن القول إنها سبب نجاح العمل الدرامي أو السينمائي وحتى المسرحي. تؤثر في المشاهد، كما هي مؤثرة في الشارع العام أيضاً، كونها صاحبة مواقف إنسانية وطنية لا سياسية.
في حوارها مع “أحوال ميديا” لم تخفِ الممثلة كارمن لبّس مشاعرها مع أن ردودها فيها بعض الاقتضاب إلا أنّ المعنى واسع وواضح.
تقول كارمن لبّس عما إذا كان اسمها رقماً صعباً في الدراما العربية: “لا أعرف إلى أي مدى قد أعتبر رقماً صعباً، لست أنا من يقرر هذا بل الناس أو المنتجون أو التلفزيونات.
وعمّا إذا كانت تعتبر أنها فرضت نجوميتها من خلال أعمالها خارج لبنان، وباتت في موقع مقارنة النقاد بينها وبين غيرها توضح كارمن: “نعم فرضت نجوميتي، إلّا أنّه لم يقارنني النقاد مع أي ممثلة أخرى وهذا أفتخر به، فأنا لديّ خطي وصورتي، أحمد الله على ذلك”.
أما عن أمكانية تغيير الأجور التي تتقاضاها في ظل الأزمة الاقتصادية المزرية، وإن كانت ستخفضه من أجل تنشيط الدراما اللبنانية، أكدت كارمن لبّس ذلك: “أساساً أنا خفّضت أجري في الدراما اللبنانية إن كان بالدولار أو باللّيرة، وأعتقد أنّ كل الأجور انخفضت بسبب الوضع الاقتصادي، خاصة أنّ الدراما اللّبنانية الصرف بسبب عدم وجود إعلانات كثيرة والتقلبات الاقتصادية سيئة، وكلّنا يجب أن نتعاون ونتساعد لنتمكن من إعادة الوقوف مرّة جديدة فنحن ننتمي إلى هذا البلد، والوضع الاقتصادي سيّء بالتالي الدراما لن تكون جيدة لأنّ كل الأمور تلحق بعضها البعض.
تأثير الفنان سلباً وايجاباً
وأكدت كارمن عن تراجعها عن وجودها في ساحات ثورة 17 تشرين مع أنّها كانت من أوائل الذين شاركوا فيها لاعتقادها بالتغيير، وقالت: “أنا كنت من أول الذين نزلوا إلى الساحة في ثورة 17 تشرين، وتراجعت لأنّ الثورة صار فيها دخلاء، وصار فيها بعض الأحزاب، ولم أعد أشعر أنها ثورة فقط للناس، للأسف. أتمنى أن يكون لكل الفنانين دور في التغيير والتطوير والتطور والوعي، لأنّنا نحتاج إلى وعي كبير جداً لنتمكن من الخروج من أزمتنا الحالية، وإذا لم يكن هناك وعي سيبقى البلد كما هو، وسنبقى كقطعان الغنم الذي يلحق زعماءه، البلد لن يتغيّر، طالما ستتبدل أسماء فقط أمّا الأفعال والأعمال لن تتطور بكل أسف.
فيما ترى أنّ للفنان التأثير على الشارع أو في السياسة، لكن: “ليس كل الفنانين، بل من أثبتوا مصداقيتهم وفعاليتهم وكمّ النظافة في حياتهم وعملهم وتعاملهم مع الناس بصدق، وهذا ما يؤثر في الشارع. أمّا في السياسة قد يغيّر إذا انخرط الفنان في السياسة أو دخل في حزب أو دخل مجلس النواب، في هذا المكان يمكن أن يفعل شيئاً، يؤثر لأنّه قد يكون اسمه أقوى من أي شخص آخر غير معروف عند الرأي العام”.
وعن اعتقادها أنّ الفنان اللّبناني إذا وصل إلى مركز يمكن أن يكون صاحب قرار نفسه، مقارنة بوصول عدد من الفنانين في الغرب أو حتى في بعض الدول العربية إلى مراكز سياسية أو حكومية، غيّروا وطوّروا، تقول كارمن لبّس: “إن المشكلة في لبنان مقارنة بالغرب حيث وصل الفنانون إلى مراكز حكومية واستطاعوا التغيير، وليس بالفنان اللّبناني بل أي شخص وصل إلى البرلمان لا يستطيع أن يفعل شيئاً لوحده، فعليه أن يكون ضمن تكتل بنسبة الثلث على الأقل، وهنا إذا استطاع أشخاص نظيفون الوصول إلى هذه النسبة أكيد سيحصل تغيير ما مع أشخاص لديهم مصداقيتهم واعين، وفعلاً يعملون لبلدهم وليس لمصالحهم الخاصة”.
كبش محرقة
ومن الناحية الإنسانية بعد انفجار مرفأ بيروت، ترى كارمن أن الضحايا لن يأخذوا حقهم، وإذا كان هناك مساومة آتية لا محالة، توضح: “لا أحب أن أكون سوداوية ولكن للأسف ضحايا الانفجارات التي حصلت من أوّل الحرب لغاية الآن لم يأخذ أحد حقه، لا أعرف لماذا يلقى القبض فجأة على المجرم في الجرائم الصغيرة، ولكن في الجرائم الكبيرة تتدخل دول ولا نعرف ماذا يحصل فلا يجدون أحداً أو يطالعوننا بشخص واحد للأسف “في حدا بيطلع كبش محرقة” ليغطي الرؤوس الكبيرة، هذا وضعنا، لدينا حلم بأن يأخذ أحد حقه في خطأ حصل، أو أحد يدفع خطأ عمله في وطنه”.
ولم تخفِ كارمن قراءتها عن زيارة الرئيس الفرنسي للسيدة فيروز، وعن تأثيرها على الشارع العربي وكسب شعبيتها، وبالتالي كسب الشعب المغترب لكسب دعمه في الانتخابات الفرنسية لاحقاً، وأكدت قائلة: “بالنسبة إليّ أعتقد أن هذا عربون محبّة وتقدير للسيدة فيروز التي هي أرزة كبيرة من أرز لبنان، هي أساس هذا الوطن واعتبرها مع الأخوين رحباني من مؤسسيه، هم الذين صنعوا لبنان وعرّفوا العالم على لبنان الجميل الأخضر، هم جعلونا نعيش هذا الحلم الذي نقلوه إلى الخارج انطلاقاً من لبنان. أعتقد أن هذه الزيارة مهمة جداً في هذا الوقت، وعلى العكس تسلط الضوء على أهمية الفن في الوطن”.
احتياطات الكورونا
بالعودة إلى الفن، تحدثت لبّس عن تحضيراتها للموسم المقبل: “كان من المفترض أن يعرض مسلسل “عشرين- عشرين” في رمضان الماضي ولكن للأسف تأجّل تصويره بسبب الظروف الراهنة، واليوم استكملنا التصوير وانتهينا منه، من المفترض أن يعرض الآن أو ربما في رمضان المقبل. كما أنّنا نصور “رصيف الغربا” للمنتج والمخرج إيلي معلوف، وسيعرض في العاشر من أيلول الجاري، كما لديّ بعض الأعمال التي لا نزال نتفق عليها وحين نوقع اتفاقنا سأعلن عنها.
وعن الوقاية التي تتخذها أثناء التصوير في ظل تفاقم أزمة الكورونا المتسارعة، قالت: “وضع كورونا مخيف، نتخذ أقصى درجات الوقاية، من الضروري الوعي في هذه الظروف، فنحن أثناء التصوير ندخل بالكمامات وتؤخذ حرارتنا جميعاً ونتعقم قبل أن نرتدي ملابسنا، وننتبه للتباعد الاجتماعي إلا اثناء التقاط المشاهد لأنّها قد تتطلب تقارباً بالجلوس أحياناً، وكل فريق العمل يتوقى ولا نتخلّى عن الكمامات ولا ننزعها إلا أثناء التقاط المشاهد، ونترك أي احتمالات، والأهم ننتبه أننا جميعاً خارج إطار التصوير لا نخرج ولا نسهر ولا نختلط بالناس.
لا استقلال
وعن تغريدتها على تويتر والتي خاطبت فيها الرئيس الفرنسي “تعا وجيب معك الانتداب، ما بقى بدنا هالاستقلال” وما القصد منها، أوضحت كارمن لبّس أنها للأسف حين نشرت التغريدة “ما بقى بدنا الاستقلال” لأنها أصلاً لا تجد أن لدينا استقلال. وأضافت : “التغريدة تعبير مجازي ليس إلّا، وللأسف حين يطلب الإنسان الإنتداب وليس الاستقلال معناها الاستقلال كذبة في وطنه، يعني أنّه لا يعيش الاستقلال بل في كذبة وطنية كبيرة فالانتداب يكون أرحم من الاستقلال الذي يعيش فيه، وهذا ما كان مقصود، وهو مختصر لوجع كبير نعيشه، والبرهان أنّهم جلسوا معاً قبل أن يأتي ماكرون بيوم واحد والذي اقترح عليهم الرئيس الحكومة الجديد مصطفى أديب وفجأة اتفقوا عليه من دون الاكتراث لرأينا كشعب، وكأننا لا نزال في مرحلة الحضانة ونطلب من البلدان المجاورة أو العربية والأجنبية ليكون لديها رأي في بلدنا أكثر من رأينا، وفي دولتنا طرح ماكرون اسم الرئيس وفرض وتوافقوا عليه ولم نأتِ به نحن وهذا دليل أنّه ليس لدينا استقلال، ونتمنى أن ينتخب الشعب اللّبناني رئيسه وأن يكون لدى الرئيس صلاحيات كثيرة أكبر من الصلاحيات الموجودة بعد اتفاق الطائف، وتتغير هذه المنظومة السياسية البشعة والمقرفة التي ملّينا منها، ولا أريد أن أدعي على أحد الله كبير والله يرى”.
هناء حاج