هل تعلم أنّ طفلاً من أصل 6 أطفال في لبنان يتعرّض للتحرّش، أي بنسبة 16% منهم؟، هذا الرقم مرتفع وله دلالاته إلّا أنّه يبقى غير دقيق نظرًا للتكتّم الذي يحيط هذه الجريمة إمّا من ناحية الضحية أو من ناحية الأهل، فالطفل يَعرُض عن البوح لأهله عندما يتعرّض للتحرّش إمّا لعدم فهمه لحقيقة ومخاطر ما حدث له إمّا لاعتقاده أنّه مذنب وبالتالي يعتريه الخوف من ردود فعل المحيطين.. فيلجأ إلى الصمت، وهو إذا اعترف يتكتّم أهله عن الإفصاح عن الأمر معتقدين بذلك أنّهم يحمون سمعة طفلِهم، لذا فالمنطق يقول إنّ النسبة الحقيقية تفوق الـ 16%. المسؤولية في مواجهة هذه الظاهرة كبيرة ومشتركة، فبين الطفل والأهل والمدرسة تتوزّع الأدوار لمواجهة ظاهرة خطيرة اجتماعيًا ونفسيًا، وهي وان انخفضت نسبيًا بفعل جائحة كورونا وما تبعها من حَجرٍ راحت ترتفع الكترونيًا بشكل ملحوظ، وهذا ما يتطلّب وعيًا وانتباهًا وتيقظًا على مستوى عالٍ من قبل العائلة والمدرسة.
إعداد وتقديم: رامي وهّاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو