“الوصيف” يحوّل ثلوج “أليانز أرينا” إلى نار في مرمى “البطل”
في ليلة باردة جداً لم يتوقف خلالها تساقط الثلوج على ملعب “أليانز أرينا” في مدينة “ميونيخ” الألمانية، ليل أمس، نجح “الوصيف” فريق “باريس سان جرمان” في تحويل هذه الثلوج إلى ثلاثة أهداف نارية في مرمى حامل اللقب “بايرن ميونيخ”، في ذهاب الدور الربع النهائي لدوري أبطال أوروبا “تشامبيونز ليغ”، ملحقاً به أول خسارة في هذه المسابقة بعد 19 مباراة منذ شهر آذار 2019، وكذلك كانت الخسارة الأولى لمدرب البافاري “هانز فليك” فيها، الذي سبق أن أحرز اللقب على حساب “سان جرمان” العام الفائت.
كانت مباراة مثيرة ومجنونة في كل تفاصيلها، ولعلّ غياب هداف الـ”بايرن” البولندي “روبرت ليفاندوفسكي” لعب دوراً مهماً في وقوع هذه الخسارة، في مقابل تألّق لافت لثنائي الفريق الباريسي البرازيلي “نيمار جونيور” الذي صنع بحرفنته المميزة هدفين، والفرنسي “كيليان مبابي” الذي سجّل هدفين رفع بهما رصيده في دوري الأبطال إلى ثمانية أهداف، متقدماً على هداف “ليفربول” المصري محمد صلاح (7)، وخلف ليفاندوفسكي (13).
كانت البداية الباريسية سريعة جداً، ففي الدقيقة الثالثة مرّر نيمار كرة سحرية الى مبابي داخل منطقة الجزاء، عالجها بتسديدة قوية خدعت الحارس “مانويل نوير” ومرّت من بين قدميه وسكنت شباكه، وبعدها بـ 25 دقيقة تألّق نيمار مجدداً وأرسل كرة طويلة داخل الصندوق إلى مواطنه المدافع “ماركينيوس” الذي استغلّها ببراعة مسجّلاً الهدف الثاني لفريقه، لكنّه لم يهنأ به كثيراً فأصيب بعد دقيقتين وغادر الملعب، ليحل مكانه “أندير هيريا”.
وأمام دخول الهدفين في مرماهم، لم يستسلم لاعبو “البطل”، فردّوا بهجمات متتالية تألق الحارس الكوستاريكي “كيلور نافاس” بتعطيلها، إلى أن شهدت الدقيقة الـ 37 هدف تقليص الفارق من رأس الكاميروني “إريك ماكسيم تشوبو موتينغ”، لينتهي بعدها الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني، ضغط الـ”بايرن” بقوة ونجح بتحقيق التعادل في الدقيقة الـ 60، عبر رأسية رائعة من “توماس مولر”، بعدما تلقّى كرة متقنة لعبها “جوشوا كيميخ” من ركلة حرة.
ومع تواصل هجمات البافاريين لتحقيق الفوز، استغل مبابي كرة مرتدة في الدقيقة الـ 68، وقام بمجهود رائع وخدع المدافعين والحارس بكرة قوية أمّنت الفوز لفريقه.
بلغة الأرقام، باتت الأفضلية لـ “سان جرمان” بالتأهّل من خلال مباراة الإياب التي ستُقام على أرضه في الـ”بارك دو برانس”، الثلاثاء المقبل، إذ يحتاج إلى التعادل أو الخسارة (صفر ـ 1)، بينما يحتاج الـ”بايرن” إلى الفوز بهدفين نظيفين أو بفارق هدفين، وفي حال فاز (3ـ 2)، سيذهب الفريقان إلى الشوطين الإضافيين.
فليك متفائل رغم الخسارة
بعد المباراة، وعلى الرغم من الخسارة، أعرب “هانز فليك” عن رضاه عن الأداء الذي قدّمه لاعبوه، مبدياً تفاؤله بالتأهّل في مباراة الإياب، وقال: “نتعامل دائمًا مع المباريات بموقف إيجابي، نحن متفائلون بشأن مباراة العودة في باريس، سنفعل كل ما بوسعنا للوصول إلى نصف النهائي”، مضيفاً: “سجل خصمنا ثلاثة أهداف بالرغم من قلّة الفرص، كان بإمكاننا تحقيق نتيجة جيدة، لكن الفعالية لم تكن أقوى نقطة لدينا؛ بعد كل شيء، أنا راضٍ عن الأداء والموقف حتى النهاية؛ يقاتل الفريق على أرض الملعب لمدة 90 دقيقة كاملة ولا يستسلم أبدًا”.
بوتشيتينو يحذر لاعبيه
في المقابل، هنّأ المدرب الأرجنتيني “ماوريسيو بوتشيتينو” لاعبيه بالفوز على “أفضل فريق في أوروبا”، حسب وصفه، لكنّه حذّرهم من التخاذل في مباراة الإياب، وقال: “لم تكن المباراة سهلة، إذ وجد اللاعبون أنفسهم في مواقف صعبة أمام أفضل فريق في أوروبا؛ سنحاول أن نُكرر هذا الأداء، يتبقى لنا 90 دقيقة وكذلك لن تكون سهلة أبداً. الهامش ضئيل وهناك عوامل كثيرة لنأخذها بعين الإعتبار”.
“تشيلسي” يسقط “بورتو”
في المباراة الثانية، وضع “تشيلسي” الانكليزي نفسه على أبواب الدور النصف النهائي، بإسقاطه “بورتو” البرتغالي بهدفين نظيفين لـ”مايسون ماونت” (35) و”بن تشلويل” (85) على أرض ملعب “رامون سانشيز بيزخوان” في مدينة إشبيلية الإسبانية، بسبب قيود السفر المعتمدة بين إنكلترا والبرتغال من جراء جائحة “كورونا”.
وحافظ الـ “بلوز” على سجله الناصع خارج الديار بالفوز الثامن توالياً، على الرغم من السيطرة البرتغالية معظم الشوطين.
هذا وستُقام مباراة الإياب، الثلاثاء المقبل، على الملعب ذاته، ويكفي “تشيلسي” التعادل للتأهل، إلى الخسارة (صفر ـ 1)، بينما يحتاج “بورتو” الذي أخرج “يوفنتوس” ونجمه “كريستيانو رونالدو” من المسابقة، إلى الفوز بثلاثة أهداف نظيفة أو بفارق ثلاثة.
يوسف برجاوي