الملياردير الإفريقي الجنوبي “موتسيبي” يقبض على كرسي “الكاف”
يبدو أن انتخاب الملياردير الإفريقي الجنوبي “باتريس موتسيبي” رئيسًا للإتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” سيشكّل خارطة طريق جديدة في القارة السمراء على صعيد اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
وكانت الطريق أمام موتسيبي مفروشة بالورود أثناء الانتخابات التي أُقيمت في العاصمة المغربية الرباط، بعد انسحاب منافسيه الثلاثة “أحمد ولد يحي” و”غاك أنوما” و”أوغستين سينغور”، مع إبقاء محكمة التحكيم الرياضية الرئيس الملغاشي “أحمد أحمد” موقوفًا لسنتين بسبب قضايا فساد.
وأصبح موتسيبي البالغ من العمر 59 عامًا، الرئيس السابع في تاريخ الاتحاد القاري لكرة القدم؛ وقد تمتع بتأييد كبير من السويسري “جياني إنفانتينو” رئيس الاتحاد الدولي “فيفا”، وتم الاتفاق على انتخابه في صفقة توسط فيها إنفانتينو نفسه قبل أسبوع من الانتخابات، مع تعيين إثنين من منافسيه الثلاثة نوابًا له.
أما عن سبب ترشحه لرئاسة الاتحاد الافريقي، يقول رجل الأعمال: “أنا أحب كرة القدم بأسلوب غبي وغير مسؤول”، ولكن تبقى هناك هواجسًا كبيرة من عدم قدرة “موتسيبي” بالتفرّغ الكلي مع الاتحاد القاري، بسبب جدول أعماله المزدحم دومًا.
الملياردير
موتسيبي الذي نشأ وترعرع في بلدة “سويتو” في جنوب افريقيا، تبدو سيرته الذاتية في بادئ الأمر بعيدة كليًا عن المسار الرياضي، إذ اشتهر في مجال إدارة الأعمال والتجارة ومن خلال استعراض مسيرة حياته باختصار، فقد أدخله والداه اللذان يعملان في التجارة إلى مدرسة كاثوليكية، قبل أن يتخصص في الجامعة في قانون التعدين – فرع إدارة الأعمال والفنون، وكان والده أستاذ مدرسة وبات فيما بعد مالكًا لمتجر يُعتبر ملتقى لعمال المناجم خصوصًا من ذوي البشرة السمراء، وكان موتسيبي يساعد والده في متجره خلال العطلات المدرسية حيث تعلم مبادئ وأصول العمل. ومع نهاية نظام الفصل العنصري في أوائل التسعينات في البلاد، أصبح أول شريك أسود في مكتب محاماة في جنوب أفريقيا؛ إذ أنه استفاد من الأجواء الجديدة للحياة في الدولة التي استضافت كأس العالم لكرة القدم 2010 ولا سيما من انهيار سعر الذهب، فانبرى ليشتري العديد من المناجم بأسعار جيدة في أواخر التسعينيات.
وفي العام 1997 أنشأ شركة “أفريكان راينبو مينيريلز غود ليميتيد” المتخصصة في استخراج النحاس والبلاتين والحديد والفحم.
بعد ذلك سمحت له ثروته بشراء نادي “ماميلودي صندوانز” لكرة القدم، الواقع في مدينة “بريتوريا”، حيث حقق منذ حينها لقب دوري أبطال افريقيا عام 2016 إضافة إلى سبعة ألقاب في الدوري المحلي، ومع وصوله إلى رئاسة الكاف، أعلن في الأيام القليلة الماضية أنه سيتخلى عن منصبه لنجله.
وإضافة إلى كرة القدم، يملك موتسيبي حصة تصل إلى 37 في المئة من أسهم نادي بولز، أكثر الاندية تحقيقًا للنجاحات في دوري “الرغبي” المحلي.
ويُعتبر “موتسيبي” عاشر أغنى رجل في القارة الأفريقية، ومن بين أغنى ثلاثة أشخاص في جنوب أفريقيا، حيث تُقدر ثروته بنحو 3 مليار دولار، وفقا لمجلة “فوربس” الأميركية.
وكان موتسبي قد وعد في مؤتمر صحافي عام 2010، بالتبرع بنصف ثروته لمصلحة الفقراء ضمن حملة العطاء الكبرى التي أطلقها رجلا الأعمال “وارن بافيت” و”بيل غايتس” في العام المذكور.
يُذكر أخيرًا أن شقيقة موتسيبي هي زوجة رئيس جنوب أفريقيا، بينما تملك زوجته شركة رائدة في عالم الموضة.
سامر الحلبي