على الرغم من أنّ الباحثين يعانون من “إجهاد” اجتماعات Zoom تمامًا مثل أي شخص آخر، إلاّ أنّهم يثنون على عقد مؤتمرات العلوم الافتراضية أثناء جائحة كوفيد_19، وفقًا لاستطلاع رأي شمل أكثر من 900 شخص أجراه موقع Nature.
وبعد اجتياز عام من العروض البحثية عبر الإنترنت، يعتقد غالبية المشاركين في الاستطلاع ( 74٪ ) أنّ الاجتماعات العلمية يجب أن تظل افتراضية، أو تحتوي على مكوّن افتراضي، بعد انتهاء الوباء. ويشير المشاركون بالاستطلاع إلى سهولة الحضور من أي مكان في العالم على أنّها ميزة كبيرة.
وكتب أحد المشاركين: “إننّي أقدّر حقًا مجال الإمكانيات التي توفرها المؤتمرات عبر الإنترنت”. “ومع ذلك، أفتقد حقًا فرصة مقابلة الأشخاص والتفاعل مع الأصدقاء والزملاء.”
لقد مرّ عام منذ الإلغاء الأول الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة لمؤتمر علمي نتيجة للوباء. إذ ألغت الجمعية الفيزيائية الأميركية (APS) اجتماعها في مارس قبل أيام فقط من موعد انطلاقه في دنفر ، كولورادو، في 2 مارس 2020، مستهلة سلسلة من الإلغاءات المماثلة- وإطلاق “الوضع الطبيعي الجديد” للباحثين.
امتيازات الوصول إلى الاجتماعات
يقول العديد من الباحثين إنّهم تمكنوا في العام الماضي من حضور اجتماعات أكثر من أي وقت مضى بسبب بوابات الإنترنت. من بين القرّاء الذين أجابوا على استطلاع Nature، حضر 75٪ عدة اجتماعات افتراضية منذ آذار (مارس) الماضي.
ولفتت سامانثا لولر، عالمة الفلك في جامعة ريجينا، ساسكاتشوان، كندا، أنّ المنصات الافتراضية سمحت لها بحضور الاجتماعات دون المساس بعبء التدريس أو المسؤوليات بصفتها والدة أطفال صغار.
وكان جون لاراهوندو، وهو مهندس مدني في جامعة Pontifical Xavierian في بوغوتا، متحمسًا لحضور المؤتمرات التي كان من المستحيل الانضمام إليها شخصيًا في السابق بسبب تكاليف السفر والخدمات اللوجستية. كما تمت دعوته لعرض أبحاثه في اجتماعات أكثر من ذي قبل.
الأسباب البيئية
إلى جانب إمكانية الوصول، قال المشاركون في الاستطلاع إنّ البصمة الكربونية الأقل التي توفّرها الاجتماعات الافتراضية هي أكبر فائدة لهم. مثال على ذلك: وفقًا لأحد التقديرات، أنتج اجتماع خريف 2019 للاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي (AGU) – الذي جلب أكثر من 25000 مشارك إلى سان فرانسيسكو، كاليفورنيا – ما يعادل 80 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون بسبب سفر المشاركين.
في هذا الإطار، تقول لورين ويتمارش_ أخصائية علم النفس البيئي في جامعة باث بالمملكة المتحدة: “كان الأمر مجرد صراع لجعل منظمي المؤتمر يعترفون بإمكانية عقد مؤتمر افتراضي”. وهي الآن متفائلة بأنّ العلماء سيعيدون التفكير في نماذج المؤتمرات التقليدية التي تتطلب من المشاركين “السفر حول العالم” عدة مرات في السنة.
أكثر من أي مجموعة مهنية أخرى، استمتع الطلاب بالاجتماعات الافتراضية بسبب انخفاض تكلفتها.
عيوب الاجتماعات الافتراضية
على الرغم من فوائد الأحداث الافتراضية، إلا أنّها لا تخلو من العيوب، كما يقول الباحثون؛ بما في ذلك ضغط الوقت المصروف على الشاشة وتضارب جداول المنطقة الزمنية. على الرغم من ذلك، يتفق الباحثون بشكل كبير على أن العيب الأكبر هو نقص فرص التواصل.
ويقول تيون بوسيما، عالم أوبئة الأمراض المعدية في المركز الطبي بجامعة رادبود في هولندا: “إنّ فكرة ذهابك إلى المؤتمرات لمجرد الحصول على أحدث الأفكار العلمية قد عفا عليها الزمن تمامًا”.
مستقبل غير مؤكد
لا يزال منظمو المؤتمرات يعملون على توفير تجربة افتراضية أفضل للعلماء، بعد عام من الانتقال إلى الإنترنت. يقول هانتر كليمنس، مدير الاجتماعات في جمعية الخدمات العامة في ولاية أريزونا: “الأمر يشبه قيادة طائرة أثناء بنائها”.