أصحاب محال الألبسة يطلقون الصرخة… ضاع الموسم
كأنها مدينة أشباح. هذا واقع حال الأسواق في جونية. صحيح أن البعض يسترق الوقت ويتحايل على الإقفال بطريقة أو بأخرى سعياً وراء لقمة العيش، لكنّ الجوّ العام يعكس أزمة لن يحلّها إعادة فتح البلاد.
ففي جولة هاتفيّة استطعنا فيها التواصل مع بعض أصحاب المحال، أعرب هؤلاء عن قلقهم على تجارتهم التي “فتحنا من وراها بيوت” على حد قول أحدهم. وبالأخص أصحاب محلات الألبسة.
فقد صرّح أصحاب بعض هذه المحال أنهم يتوقعون خسائر كبيرة لا يمكن تعويضها. وتكمن المشكلة في أمرين: الأول هو ضعف القدرة الشرائية عندالكثير من اللبنانيين بشكل عام، ثم الإقفال الذي فرضته جائحة “كورونا” وأجبرت الكثيرين من بائعي الملابس على إغلاق محالهم.
يقول شربل ل “أحوال” شارحاً أزمته: “أنا في ورطة. كل تجار الملابس يعملون في المواسم، لم نكن نتوقع أن يتطور الوضع مع “كورونا” الى هذا الشكل المخيف والسيء. صحيح أن الإقفال يعفينا من الموت والتقاط العدوى، لكن الخسائر كبيرة”.
ويضيف: “قبل بدء موسم الشتاء نقوم بإجراء تنزيلات على كل ما تبقى لدينا من ألبسة الصيف، وغالباً يتخلّص معظمنا من بضاعته بأقل من رأسمالها، أي بخسارة، بسبب الأزمة الاقتصادية. اشتريت ما يكفي لبيعه في موسم الشتاء على أمل أن أعوّض شيئاً من خسارتي لكن للأسف! ذهب الموسم بخسارة كبيرة. لم أبع أكثر من 2% من بضاعتي”.
وتكمن مصيبة شربل بأن الإقفال لم ينته مبكراً بشكل يمنح الباعة متسعاً من الوقت للتخفيف من حدّة خسائرهم.
هذا ما يعبر عنه بائع آخر، إذ يقول وليد أيضاً في حديث ل “أحوال” إن”موسم الشتاء راح. من هنا إلى أن يقرروا إعادة فتح البلد لن نتمكن من بيع ما لدينا من ألبسة الموسم. محلاتنا مقفلة ولا يمكن لنا أن ندخل الزبائن في هذا الوضع. لو أن لدينا مهنة أخرى لكنا سيسرنا أمورنا كما باقي أصحاب المحال، لكن هذا غير ممكن عندنا. فالزبون مضطر للدخول ومعاينة الثياب وقياسها وهذا خطر جداً بوجود (كورونا)”.
فما هو الحل إذن؟
يرى وليد أن لا حلّ في الأفق. “الخسارة واقعة. خسرنا الموسم والبضاعة مكدسة. ربما لن أتمكن من شراء ألبسة لموسم الصيف، واذا أبقيت على ما لديّ من موسم الشتاء فهذا لن يرضي زبائني الذين تعودوا على أن يجدوا لدي كل جديد. فالبضاعة إلى موسم الشتاء المقبل ستصبح قديمة. في عالم الموضة كل سنة بينزل شي جديد”.
يتمنى هؤلاء الباعة أن تقف الخسائر عند هذه الحدود. ويعبّرون عن قلقٍ كبيرٍ من المرحلة المقبلة التي تبدو بالنسبة إليهم ضبابيّة إن لم تكن تنذر بالسّوء.
فالجو الموجود والتشنّج السّياسي والشحن الطائفي كلها أسباب تدفع الناس الى عدم الإنفاق على شراء الألبسة التي يدرجها البعض في أزمات كهذه في خانة الكماليات.
ويطلب هؤلاء من الحكومة أن تلتفت إليهم. إذ لا يمكنهم تحمّل الخسائر بمفردهم في ظل أوضاع إقتصادية صعبة. ذلك أن معظمهم يعتاش من بيع الألبسة.