500 شمعة تضيء البيت الأبيض لهذا السبب
كرّم الرئيس الأميركي جو بايدن 500 ألف أميركي فقدوا أرواحهم بسبب فيروس كورونا متحدثًا عن “الحزن الجماعي للأمة وعلى الناحية الشخصية”.
وقال بايدن: “الأشخاص الذين فقدناهم كانوا استثنائيين؛ امتدوا إلى أجيال. هكذا، لقطوا أنفاسهم الأخيرة وحدهم، في أميركا”.
ودقّت الكاتدرائية الوطنية في واشنطن العاصمة أجراسها 500 مرة، وتمت إضاءة البيت الأبيض بـ 500 شمعة لإحياء وفاة نصف مليون أميركي في الولايات المتحدة، يوم الاثنين 22 فبراير 2021.
وأحنى جو بايدن، والسيدة الأولى جيل بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، ودوغ إمهوف رؤوسهم في دقيقة صمت على أرواح الضحايا خلال حفل التكريم في البيت الأبيض في واشنطن.
وتحدث بايدن عن تجربته في فقدان ثلاثة من أفراد أسرته، قائلاً: “بالنسبة للأحباء الذين خسروا أحباءهم، أعرف جيدًا وتمامًا؛ أعرف كيف يبدو عدم التواجد هناك عندما يحدث ذلك. أعرف كيف يكون الحال عندما تكون هناك ممسكًا بأيديهم، وهناك نظرة في أعينهم وهم يفلتون”. وكان بايدن قد فقد نجله جرّاء إصابته بسرطان الدماغ عام 2015، فيما توفيت زوجته وابنته في حادث سيارة عام 1972.
وأضاف: “أعلم أنّه عندما تحدّق في ذلك الكرسي الفارغ حول طاولة المطبخ، فإنّه يعيدك إلى الوراء بغض النظر عن الوقت الذي حدثت فيه الوفاة، كما لو أنّه حدث في تلك اللحظة.”
بالمقابل، أعرب الرئيس الأميركي عن تفاؤله قائلاً: “سوف نتجاوز هذا، أعدكم”.
وخاطب بايدن الأميركيين قائلاً: “نطلب منكم الانضمام إلينا لتتذكر، حتى نتمكن من الشفاء؛ لإيجاد الهدف والعمل الذي ينتظرنا لإظهار أنّ هناك نورًا في الظلام”. لافتاً إلى أنّ “هذه الأمة سوف تبتسم مرة أخرى وستعرف الأيام المشمسة مرة أخرى؛ هذه الأمة ستعرف الفرح مرة أخرى.”
بعد ذلك، شارك بايدن في دقيقة صمت، واقفًا بجانب 500 شمعة مضاءة خارج البيت الأبيض، وانضمت إليه السيدة الأولى جيل بايدن، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، والرجل الثاني دوغ إمهوف.
كما شارك بايدن وهاريس وأزواجهما في حفل حزين أقيم في نصب لنكولن التذكاري قبل يوم التنصيب قبل حوالي شهر، لإحياء ذكرى مقتل 400 ألف أميركي بسبب كوفيد_19.
هذا، ويمثل نهج إدارة بايدن تجاه فيروس كورونا تناقضًا صارخًا مع الطريقة التي استجاب بها الرئيس دونالد ترامب للوباء. فقد دافع ترامب مرارًا عن رد إدارته على الوباء، لكنّه نادرًا ما أعرب عن حزنه على الضحايا – وقال ذات مرة لبرنامج “Axios on HBO” في سبتمبر/أيلول إنّ حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كوفيد في الولايات المتحدة “ما هي عليه”.
وبينما تتجه حالات الإصابة بالفيروس التاجي إلى الانخفاض وتتزايد اللقاحات، تكافح الولايات المتحدة من أجل التعامل مع التهديد الذي تشكله المتغيّرات الجديدة.
ولا يزال الخبراء – داخل البيت الأبيض وخارجه- يشكّكون في أنّ أميركا تشق طريقها أخيرًا للخروج من الوباء؛ حيث قال الدكتور أنتوني فوشي، أكبر متخصص في الأمراض المعدية في البلاد، إنّ هذا “ممكن” ولكن سيظل الأميركيون بحاجة إلى ارتداء الأقنعة في عام 2022 للحماية من فيروس كورونا، حتى مع وصول الولايات المتحدة إلى “درجة كبيرة من الحياة الطبيعية” بحلول نهاية هذا العام.
المصدر: USA TODAY – CNN