الشارع على حاله بعد 40 عامًا… كيف الخروج من هذه العصفورية؟
قبل ثلث قرن تحدّث العبقري زياد الرحباني عن مراوغة البعض من الشعب اللبناني قائلًا 80% ينشدون التغيير و80% لا يريدون التغيير بل يريدون “لبنان اللحم بعجين”، ما يجعل المجموع 160% وهذا منافي للمنطق. هذه التراجيديا السوداء يمكن اسقاطها بعد أربعين عامًا على الشعب نفسه؟.
فبعد انتفاضة 17 تشرين، انقسم الشعب اللّبناني، منهم من كَفَرَ فعلاً في الطوائف والأحزاب ومنهم من لا زال متمسكًا بها إمّا لأنّه مستفيد بشكل مباشر أو غير مباشر إمّا لأنّه واهمٌ لا زال يعتقد أن الأحزاب الحاكمة هي خلاص هذه البلاد. كما أنّ هناك فئة، وهي الأخطر، ادّعت أنّها خلعت أثوابها الطائفية والحزبية ومضت إلى الشارع لتصوّب شعارات ضد فئة معينة، هؤلاء هم أتباع الأحزاب التي امتطت الحراك وأفرغته من مشروعيته، فإذ بهم يطالبون بتغير النظام حينًا ويرتمون بأحضان زعمائهم حينًا، ما أوقع الحراك في المطالب المتناقضة. تمامًا كما قال زياد في المسرحيّة التي “جرت أحداثها في شهر تشرين أوّل 1980، أو تشرين أوّل 1979، أو تشرين أوّل 1978، حيث لم يتغيّر إجمالا الوضع السياسي النفسي العام”.
بهذه التعابير أراد زياد أن يستهلّ العمل، قد يكون استشرف منذ ذاك الحين أنّ البلد سيراوح في تلك “العصفورية” طوال تلك المدّة.
إعداد وتقديم: رامي وهاب
مونتاج: غادة مسلم
تصوير: سيزار عمرو