ملحم زين في ملحمة إنسانية… “كرمال اللي بتحبن”
لم تكن أغنية “كرمال اللي بتحبن” التي غناها الفنان ملحم زين، عادية بل يمكن وصفها بالملحمية الإنسانية بامتياز، على الرغم من أنها وُضعت في إطار حملة التوعية من فيروس كورونا، إلّا أن اختيار الأسلوب الشعري الذي نصّه نزار فرنسيس تخطّت التوجيه إلى التعامل الإنساني، وجاء لحنها الذي صاغه ميشال فاضل ليعطي عمقًا إنسانيًا، لتأتي فكرة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج سام كيال لتنقل الصورة المؤلمة لوجع قد يصيب عمق العائلة حين يكون الاستهتار سيّد حياة واحد منهم.
من الواضح أن المنتج صادق الصباح لم يبخل على تنفيذ الفكرة التوجيهية بل أعطى الإنتاج حقه، سواء لناحية التوزيع الموسيقي والتسجيل ونجومية ملحم زين، ليختمها في انتاج الفيديو كليب الذي بدا كأنّه فيلم روائي قصير يترجم ما قد تعانيه العائلة الواحدة، فكان أداء الممثلين عبدو شاهين وختام اللّحام وعصام الأشقر وجوي سلامة بارزًا ليس للتوجيه فقط بل في الحزن والألم أيضًا. لعلّ العمل يمكن أن يشجع الناس على الالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا حماية للأشخاص الذين يحبونهم.
ومن هذا المنطلق يأتي هذا العمل الغنائي كهدف مباشر للتوعية من عواقب انتشار فيروس كورونا. من هنا يؤكد ملحم زين أنّه حين عرض عليه العمل لم يتأخر في الموافقة لأنّه ليس عملًا غنائيًا عاديًا بل يهدف إلى التوعية، ليس كتصنيف بل كتوجيه، خصوصًا أنّه بمبادرة من وزارتَي الداخلية والسياحة، وإشراف اللّجنة الوطنية لمكافحة كورونا، والرعاية الفنية هي لمنتج بمقام الصباح، ويمكن وصف العمل عامة بالوطني التوجيهي الإنساني، يؤكد زين أنّه لن أتأخر في تلبية أي طلب من هذا النوع إذا طلب منه تكرار التجربة.
ويرى ملحم زين أنّ كلّ شاب ومواطن واعٍ لا بدّ أن يساهم في التوعية في كل المجالات، ففي هكذا خطوات يمكن الحد من انتشار مرض ليس عابرًا بل يأخذ معه أحبة وأعزاء، فالمسؤولية شاملة ولا تقع على عاتق إنسان واحد بل على مجتمع كامل كلّ في مجاله، لحماية الأهل والأحبة، خصوصًا كبار السن الذين هم عرضة لخطر هذا المرض الذي أثبت أنّه يودي بحياة الكبار، وتخسر العائلة أهل البركة والخير بينها.
يقول مطلع الأغنية: “ما عادت تنفع كلمة ال يا ريت/ وقعنا ع غفلة وما حسبنا حساب/ صار الخطر واقف ع باب البيت/ كرمال الله لا تفتحوا له الباب”.
وإذا دخلنا إلى عمق الكلمات نجدها تندرج في إطار السهل الممتنع من حيث بساطة التعبير وعمق المقصود، كعادته استخدم نزار فرنسيس الكلمات المبسّطة في وصف الحالات لينقل رسالة عن الخطر المحدق بالجميع، فجاءت كلماته كأنّها ألم وترجي “كرمال الله” أما النهي المخيف فكان في “لا تفتحوا له الباب” يظن من يسمعها كأنّه يبكي، لأنّ الخطر إن دخل إلى العائلة فالجميع سيبكي.
وهنا لا ننتقل مع كلماته بصوت ملحم إلى عوالم تجعلنا ندمع خوفًا على أحبتنا خصوصًا الكبار منهم.
ويبقى السؤال: هل سيتأثر المستهترون بما تطرحه أغنية “كرمال اللّي بتحبن” ويحاولون الالتزام؟ أم ستبقى الأغنية في إطار عمل فني ترويجي ستوضع على الرف إلى جانب بقية الأعمال التي تحث المواطن على الالتزام بالحماية والوقاية؟
هناء حاج
“ما عادت تنفع كلمة ال يا ريت
وقعنا ع غفلة وما حسبنا حساب
صار الخطر واقف ع باب البيت
كرمال الله لا تفتحوا له الباب”.