”أموية الجولاني”.. استنساخ لسياسة “القاعدة والإخوان” في التلاعب بالعاطفة الدينية
إعداد أحوال ميديا

في خطاب يحمل دلالات تتجاوز حدود الجغرافيا السورية ، برزت في تصريحات “أبو محمد الجولاني” ملامح مشروع سياسي يعيد إحياء صراعات تاريخية قديمة ، موظفاً رمزية “الدولة الأموية” كمرتكز أيديولوجي لشرعنة حكمه الجديد.
1. دمشق “المركز”: الدولة فوق الروحانية
يسعى الجولاني عبر خطابه إلى إزاحة الثقل السياسي للإسلام من الحجاز إلى الشام.
ففي منظوره ، تظل مكة والمدينة مراكز “روحية” للصلاة والنسك، بينما تُمثل دمشق—بإرثها الأموي—المركز “السياسي” والقيادي.
هذا الفصل ليس مجرد قراءة تاريخية، بل هو تأصيل لحصر قيادة العالم الإسلامي في كيان سياسي صلب يعتمد الغزو والسيطرة أساساً لمجده ، وفق رؤية متعصبة تمجد عصر الفتوحات والصراعات الكبرى.
2. معاوية وبناء “الدولة السلطوية”
يظهر بوضوح في أدبيات سلطة الجولاني تعظيم دور “معاوية بن أبي سفيان” وسلالته في الحكم، وتقديم نموذجهم “السياسي” على حساب قيم العدالة والشورى المرتبطة بالخلفاء الراشدين أو مكانة آل البيت.
هذا الانحياز يعكس رغبة الجولاني في بناء سلطة تقوم على “الحكم المطلق” والبراغماتية العسكرية ، بعيداً عن القيود الأخلاقية أو الدينية التي قد تعيق سيطرة عصابته على الموارد والقرار.
3. صناعة “المقدس” لخدمة المعركة
يعيد الجولاني إحياء “تكتيك الأمويين” في استحضار المرويات والأحاديث حول “فضائل الشام” والجهاد فيها.
يرى باحثون أن هذا التوظيف لـ “المقدس المتوهم” يهدف إلى:
الحشد الأيديولوجي: جذب المقاتلين والمطوعين عبر إضفاء صبغة “نبوية” على معاركه السياسية.
شيطنة الآخر: استخدام المرويات التاريخية التي وُضعت قديماً لمواجهة المعارضين (كالهاشميين وغيرهم) لإسقاطها على خصوم اليوم.
الشرعية المكانية: إقناع الأتباع بأن القتال في جغرافيا محددة هو واجب ديني، مما يسهل عمليات التوسع والسيطرة على الثروات تحت غطاء “القدسية”.
استنساخ التجربة
إن “أموية الجولاني” ليست عودة للتاريخ، بل هي استنساخ لسياسة “القاعدة والإخوان” في التلاعب بالعاطفة الدينية. هي محاولة لصناعة إسلام “سلطوي” يبحث عن المجد في الغزو ونهب المقدرات، متخذاً من دمشق منطلقاً لمشروع يرى في المختلفين أهدافاً مشروعة، وفي التاريخ وسيلة لتثبيت أركان الحكم


