شجرة الميلاد في العدوية.. عندما تحل “الحصانة الدينية” بديلاً عن القانون؟

في خطوة تكشف حجم العقد المذهبية والطائفية التي باتت تسيطر على واقع المجتمع السوري بعد سقوط الدولة وسيطرة سلطة الأمر الواقع التي يقودها أحمد الشرع او الجولاني، لجأ ما يسمى بـ”الأمن العام” في حي العدوية بحمص إلى خطوة غير مألوفة لحماية شجرة الميلاد: تعليق يافطات قرآنية حولها. جاءت هذه المبادرة بعد تكرار حوادث تخريب طالت زينة العيد في أحياء متفرقة، ما أثار قلق الأهالي ودفع السلطات إلى البحث عن وسيلة “ردع معنوي” للمخربين.
الخطوة، التي وُصفت بأنها “حل وسط سريع”، اعتمدت على قوة الرمزية الدينية، في محاولة لتجنيب الشجرة أي اعتداء جديد. فالنصوص المقدسة، في مجتمع محافظ، قد تخلق حاجزًا نفسيًا أمام من يفكر بالعبث أو التخريب. لكن هذه المبادرة، رغم نواياها، أثارت نقاشًا واسعًا بين سكان الحي.
وبينما رأى البعض فيها فكرة ذكية تحمي الفرح دون صدام، اعتبرها آخرون مؤشرًا على هشاشة الحماية القانونية، حين تصبح الزينة بحاجة إلى “حصانة دينية” بدلًا من تطبيق القانون. كما تساءل البعض عن مدى استدامة هذا النوع من الحماية، وهل يمكن تعميمه في مناسبات أخرى، أم أنه مجرد إجراء ظرفي؟
في النهاية، تبقى شجرة الميلاد في العدوية أكثر من مجرد زينة موسمية؛ إنها مرآة لحالة اجتماعية متوترة، تحاول أن توازن بين الطقوس والرموز، وبين الأمن والحرية. وبينما تضيء أنوارها ليالي العيد، يبقى السؤال معلقًا: هل يكفي الضوء وحده لردع العتمة؟


