
في وصيته الشهيرة لابنه يزيد، شدَّد معاوية بن أبي سفيان على ضرورة الاستجابة لأهل العراق خشية أن يشهروا سيوفهم ، معتمداً على أهل الشام لمعرفتهم بالطاعة والانقياد.
كانت هذه الحكمة السياسية تعترف بأن الاستبداد يحتاج إلى توازن: لا تُغضِب الثوار ، واستعِنْ بالمُنقادين.
اليوم، في “سوريا الجديدة” تحت حكم “هيئة تحرير الشام” وأتباع أبو محمد الجولاني، تتكرَّر الدروس القديمة بمرارة. الجهاديون يفرضون فتاويهم على الشام “الطيعة”، لكن أهل العراق – والمناطق السورية الثائرة – لن يصمتوا إلى الأبد.
فهل يتجاهل الجولاني التحذير التاريخي، فيُشْهَرُ السيوف مرَّة أخرى؟ فالتاريخ لا يرحم المتغطرسين.



