أحوال الموحدين

انتهاك حرمة مقام النبي هابيل.. وصرخة وجع من أبناء الطائفة الدرزية

خاص أحوال ميديا

في ظل ما تشهده سوريا من تحولات سياسية وأمنية بعد عام على سقوط مفهوم الدولة ووانهيار ركائزها، تطفو على السطح قضايا تمسّ عمق الوجدان الديني والروحي لمكونات المجتمع السوري، ومن أبرزها ما يتعرض له مقام النبي هابيل عليه السلام من انتهاكات متكررة، تهدد وجوده كأحد أبرز المعالم الدينية والروحية لطائفة الموحدين الدروز.

لكن هذا الرمز المقدّس لم يسلم من تداعيات الحرب، إذ بدأ منذ منتصف تموز الماضي يتعرض لاعتداءات متكررة من مجموعات مسلحة، وصلت إلى حد طرد خدام المقام والاعتداء على أحد رجال الدين من لجنة الوقف. وتفاقمت الانتهاكات لتشمل سرقة محتويات المقام، وتدنيس رموزه الدينية، وتخريب البساتين المحيطة به، ما جعل الوصول إليه أمرًا بالغ الصعوبة.

الأخطر من ذلك، بحسب البيان الصادر عن ممثلي الطائفة، هو ما تردد عن نية السلطات السورية نقل ملكية المقام إلى أوقاف سوق وادي بردى، في خطوة اعتُبرت انتهاكًا صارخًا لحقوق الطائفة ومقدساتها، وتجاهلًا متعمدًا لمطالبها المتكررة بحماية المقام وتأمين زيارات لجنة الوقف.

في رسالتهم المفتوحة، يناشد أبناء الطائفة المجتمع الدولي، من حكومات وسفارات، التدخل العاجل للضغط على السلطات السورية من أجل وقف هذه الانتهاكات، وصون حرمة المقام ومكانته الدينية والروحية. فالمقام ليس مجرد بناء حجري، بل هو شاهد على تاريخ طويل من الإيمان والتضحية، وركيزة من ركائز الهوية الروحية للطائفة الدرزية.

إن ما يحدث في مقام النبي هابيل لا يمسّ طائفة بعينها فحسب، بل يطال الإرث الديني والإنساني المشترك، ويستدعي وقفة ضمير من كل من يؤمن بحرية المعتقد وحرمة المقدسات.

ويقع مقام النبي هابيل في منطقة سوق وادي بردى، على بعد نحو خمسين كيلومترًا من مدينة جرمانا، وقد شُيّد على أرض اشتُريت من تبرعات أبناء الطائفة في مختلف أماكن تواجدهم، ليكون مركزًا جامعًا للعبادة والتلاقي الروحي. وعلى مرّ سنوات، تحوّل المقام إلى مقصد سنوي لوفود من فلسطين والجولان ولبنان والأردن، إضافة إلى الزوار من مختلف المناطق السورية، ما جعله رمزًا للوحدة الروحية والتواصل العابر للحدود.

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى